في مشهد يختزل قبح ميليشيا الإخوان في تعز، يقتلون الضحية، ثم يتدثرون بجثمانها ليرفعوا شعاراتهم فوقه.

يقتلون بدمٍ بارد، ثم يخرجون في الجنازة، بوجهٍ مبلل بالدموع ويدٍ ما زالت ملطخة بالدماء.

يوزعون صور الضحية، يطبعون شعارهم المليشاوي على أكفانها، ويسيرون خلف النعش وكأنهم لم يكونوا أول من دفعه إليه.

خلف الجنازة، يسير (س، خ، ع ن ...)، يذرفون دموع التماسيح، ويخفون تحت ثياب الحداد رصاص الغدر ذاتها.

يسمّون دفعة من المتخرجين باسمها، يكتبون اسمها على اللوحات، ويصوغون منها حكاية بطولة، بينما الحقيقة أنهم هم الأبطال الوحيدون في صناعة الموت وإلباس القاتل الحقيقي ثوب القداسة.

هكذا تصنع ميليشيا الإخوان سرديتها: تقتل القتيل، تمشي بجنازته، وتقدم كبش فداء تُسوَّق به بطولات زائفة، بينما الحقيقة تُدفن مع الضحية.