١٤ اكتوبر .. عبُّود أيقونة الشهداء
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - الساعة 10:48 مساءً
هذا يومُ مجيدُ مشرقُ ، تبتهج الأرض بذكراه ،
تُزهر الحجارة بأسماء الفدائيين الذين أناروا الطريق إلى الاستقلال.
يومٌ وُلد فيه فجر الحرية من رحم الجنوب، وأشرقت فيه شمس اليمن من بين بارود النضال ودم الشهداء.
ومن بين تلك الملامح التي غابت عن عدسات الإعلام، واحتفظ بها التاريخ في قلبه كَسِرٍ مقدّسٍ ، يشرق كالضوء وجه البطل عبُّود الشرعبي..
ابن شرعب الصابرة...
ابن تعز المنيعة..
ابن اليمن الكبير.
الفتى اليتيم الذي لم يجد في الحياة ما يعوّض دفء الأم ، فصنع من الوطن أبًا وأماً، ومن الثورة حضنًا.
عبُّود حمل روحه على جناحيه كطائرٍ لا يعود بغير النبأ اليقين، فَصَالَ وجالَ في وجه إمبراطوريةٍ لا تغيب عنها الشمس بابتسامة المؤمن وشجاعة الفرسان المتأهبين.
من قرية "الشَّحَنَة” في شرعب إلى “عدن”، ومن "الكُتّاب" إلى الميدان..
كتب عبُّود سيرته و فدائيته ، وسار كالحلم في أزقة المدينة يزرع الخوف في قلب الاحتلال، ويكتب الحرية على جدران المستحيل، ..
كان صوت الرصاص صلاته، والحرية قِبلته.
( دوّخ ) بريطانيا بعملياته الجريئة، وأربك جنرالاتها حتى صار اسمه كابوسًا في تقاريرهم العسكرية، إلى أن أعلن راديو لندن يومًا الخبر الذي أدمى القلوب:
> "لقد قُتِل عبُّود."
مات عبُّود ..
لكنه ما يزال حيًّا في هدير المدافع التي حرّرت عدن، وفي راياتٍ حمراء رفرفت خفاقةً على الجنوب، وفي كل نبضةٍ من نبضات هذا الشعب الحرّ الذي هتف مع المرشدي ولطفي جعفر أمان:-
اقفزي من قمة الطود لأعلى الشهبِ
اقفزي فالمجد ما دان لمن لم يثبِ
يا بلادي يا نداءً هادراً يعصفُ بي
البلاد التي أنجبته ما تزال تُنجب أمثاله، فيها الخير، وفيها الرجال الذين لا يبدّدهم النسيان.
نعم، هي نسيجٌ بشريٌّ ككل بقاع الدنيا، لكنّها حين يُذكر الواجب والشجاعة والنخوة، تكون في الصفوف الأولى.
اليوم ارفعوا هاماتكم إلى السماء ومعها اسم عبُّود شاهقاً كالمجد ، مضيئاً كالفجر، سامقاً كأعناق المحاربين، خالداً كالنقوش في جدران معينٍ وسبأ ..
لأن الأمم التي تُكَرِّمُ شهداءها، تحفظ نفسها من الذبول والنسيان.
وأنتم تحتفلون بيوم المجد والحرية ..من فضلكم :لا تنسوا عبُّود ..
المجد لثورة 14 أكتوبر
الخلود لعبُّود وكل فدائيٍّ جعل من دمه جسراً لعبور الوطن نحو النور.