حزب فوق القانون : الإصلاح يبتلع الدولة والمؤسسات في تعز.. .

الخميس 23 أكتوبر 2025 - الساعة 12:22 صباحاً

 

في تعز، لم يعد حزب الإصلاح مجرد كيان سياسي، بل أصبح المؤسسة التي تختزل الوطن باسمها، وتحوّل كل شبر من المدينة إلى نقطة نفوذ، وكل مشروع إلى أداة محاصصة، وكل قرار إداري إلى ساحة تصفية ولاءات. الإصلاح يمسك الشرعية، ويعلن الولاء للدولة، لكنه في الوقت نفسه يرفض توريد الإيرادات، يسيطر على المؤسسات، يحوّل القوانين إلى شعارات، ويترك المواطن تحت رحمة الفوضى . إنه حزب يقول أنا الدولة ويعطل الدولة نفسها؛ يرفع شعار العدالة ويجمّد ملفات القتل، ويحوّل الضحايا إلى مخربين أخلاقيين ، ويحمي القتلة باسم الولاء التنظيمي.

 

على الأرض، يتحرك الإصلاح كشبكة نفوذ متكاملة : خلاياه شبه المسلحة تفرض سيطرته، تتحكم بالجيش، توزع المناصب، تمنع التحقيقات ، وتحوّل الملفات الحقوقية إلى أوراق مساومة. المواطن الذي يطالب بالحق يُحوّل فورًا إلى تهديد ، والنقد الموضوعي يصبح مؤامرة. الإعلام الحزبي يكرر نفس الكذبة : الحزب يمثل الدولة، أي نقد هو هجوم على الوطن، بينما كل يوم يثبت الواقع العكس؛ كل تجاوز، كل اعتداء، كل فساد ، كل احتكار للسلطة، كل تعطيل للعدالة ، كل تحكم بالجيش، كل سرقة موارد، كلها بأيديهم .

 

أما الحرب، فهي أداة أخرى للإصلاح : يدّعي الدفاع عن الشرعية، لكنه يطيل الصراع ليحقق أهدافه المحلية ؛ يعلن تحرير تعز، لكنه يركز جهوده على مناطق أخرى لمصالحه، يفرض التوسعات في الأراضي والسيطرة على الجيش ، ويترك المدنيين تحت رحمة الفوضى، ويحوّل أي خطوة تحررية إلى وسيلة لترسيخ سلطته ، كما في غزوة الحجرية، كما في المخا. كل ذلك يفسر شعور الناس بالتناقض : الحزب يدّعي حماية الشرعية وفي الوقت نفسه يعطلها، يدّعي مواجهة الحوثي وفي الوقت نفسه يستخدم الحرب لتمكين نفسه ، يدّعي العدالة وفي الوقت نفسه يحمي القتلة .

 

الإصلاح صنع هذا التناقض بنفسه . ليس خصومه من اختلقوه؛ كل ما يراه الناس من فساد وتناقض ليس خيالاً، بل واقع يومي. وكل مطالب الناس ليس خطأهم، بل دفاع عن البديهي : عن الوطن، عن العدالة، عن الحق . ومن يعتقد أن النقد للحزب هو هجوم على الدولة، لم يقرأ التاريخ ، ولم يعش الواقع. الإصلاح اختزل الوطن بحزبه ، وترك الدولة مجرد شعار، وترك القانون مجرد فكرة، وترك العدالة لعبة .

 

خلاصة الكلام ؛ الإصلاح في تعز ليس حزبًا، بل آلة للتحكم، جهازا لتصفية الحقائق، وأداة استغلال للصراع والحرب والشرعية، شبكة مصالح تحمي نفسها، وتحوّل كل شيء إلى وسيلة لتعزيز نفوذها . كل تجاوز ، كل ظلم، كل تحكم بالجيش، كل سرقة موارد، كل تعطيل للعدالة، كل حماية للقتلة ، كلها ثبتت على الأرض، وكل نقد موضوعي ليس عداءً، بل كشف لهذه الحقيقة المرة : أن الحزب أصبح فوق القانون ، فوق العدالة، وفوق الوطن نفسه .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس