الرئيس هادي .. بين المفروض و المرفوض ‼
الاحد 18 نوفمبر 2018 - الساعة 05:57 صباحاً
نبيل أمين الجوباني
مقالات للكاتب
تجدر الاشارة بداية أننا إذ نطرح هذا الموضوع فلاعتبارات عدة اهمها الأخبار المتنامية والتي تشير إلى تدهور الوضع الصحي لرئيس الجمهورية المشير /عبدربه منصور هادي ومعاناته من أزمات قلبية مزمنة !!
والثاني/ لمخاوف المجتمع اليمني والاقليمي والدولي من حدوث مكروه لا قدر الله لدولة رئيس الجمهورية ، وتعيين نائبة / محسن الأحمر خلفاً له ؛ لاسيما وانه الذي يدير المشهد اليمني وقد مثل الحكومة اليمنية في ( حوار المنامة ) الذي عقد مؤخراً في دولة البحرين الشقيقة والذي نظمه ( المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ) ، والذي عزز من حجم هذه المخاوف لاسيما وأن رئيس الجمهورية منذ ذهابه للولايات المتحدة الأمريكية في شهر سبتمبر الماضي في رحلة علاجية لم يعد منها حتى يومنا هذا ، بمايوحي بتعقيد وضعه الصحي ، وقد تكرر ذهابه مرتين للمشافي المتخصصة ( الأولى في سبتمبر وأجريت له عملية جراحية طارئة ، والأخرى في آواخر شهر أكتوبر الماضي ) !!
وتتعزز المخاوف لدى اليمنيين بمنطوق الدستور اليمني القاضي بانتقال السلطة للنائب في حالتي العجز أو الوفاة !!
ناهيكم عن تعقد المشهد اليمني الراهن الذي لا يمكن أن تجرى فيه انتخابات بعد 60 يوم وهي الفترة الممنوحة دستوريا حتى يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد !!
وهو الأمر الذي سيتعذر اجراءه وسيعقد المشهد برمته !!!
وهي تصب في خدمة الرجل العجوز وجماعته المستوطنة في سلك الدولة والجيش والمتغولة على كل شيء !!!
العجوز / محسن من مواليد 1945 م ويبلغ من العمر ( كهادي ) ثلاثة وسبعون عاماً ، وليس لديه مايقدمه غير تركته الثقيلة ومشاعر العداء والكراهية لجغرافيا وإنسان هذا البلد وتاريخه !!
الفريق/ محسن اختير كنائب لهادي في مطلع العام 2016 م لاعتبارات عديدة أهمها توجيه رسالة متعددة الأبعاد للداخل اليمتي و تحديداً الانقلابيين والقبيلة والحاضن الزيدي في الشمال وشمال الشمال ، وكذا لطبيعة المعركة القادمة كما صورتها حينها سيناريوهات التعيين بدلالتها الرمزية العسكرية بمحسن والمدنية بخالد بحاح قبل الانعقاد بأقل من أسبوع لقمة الكويت التشاورية بين الشرعية و الانقلابيين !!
طبيعة المعركة التي رسمها المخيال الرمزي والتي ستكون صنعاء أحد أهدافها بعد أن كانت المعركة تدور خارج مسارحها الحاضنة !!
و باتفاقات أهلها جميعاً شرعية وقوى انقلاب ، من ضرورة تجنيبها مغبة الصراع والاقتتال اوجعلها مسرحا للدماء !!!
و هو ما عززته توجيهات الراعي الرسمي للنظام العالمي الجديد بتحنيبها مغبة الصراع و اعتبارها خطا\" أحمرا \" !!
راهنت كثير من قوى التحالف العربي على استثمار علاقات محسن مع القبيلة ووجاهاتها وتأليبهم ضد قوى الإنقلاب !!
وهو مالم يحدث منذ عامين من تعينه نائبا للرئيس / هادي !!!
وأخذ الجميع فيه مقلباً( التخالف العربي و الشرعية و جموع البسطاء التي استهوتها شعارات ( قادمون يا صنعاء ) !!
فلاتقدمات ولا إنجازات ولا استمالة للقبيلة ، بل عزز من حضوره الشخصي ، وتوطين للإخوان وجماعات التطرف والإرهاب في الجيش والدولة !!
بل وأصبح أحد أكبر عوائق التحرير مع جماعته ، وأحد أكبر أعداء فكرة الدولة مع أبناء عمومته وجلدته !!
هو الحليف الأقرب إلى الإصلاح !!
وداعم الجماعات المتطرفة ، ومتعهد الجهاد الأفغاني ، و زاعي الجماعات ، ومؤسس الإرهاب !!
شارك الاماميين في حربهم ضد الجمهورية وفي مطلع السبعينات إبان حكم القاضي / الإرياني والاعتراف السعودي بالجمهورية رسمياً عاد للجيش وتم إدخاله الكلية الحربية ، وشارك مع آخرين وهو فيها مع بعض زملاءه من طلاب الكليات العسكرية في قيادة انقلاب على حركة 13 يونيو وقائدها الشهيد خالد الذكر /ابراهيم الحمدي رحمة الله عليه .
وباءت محاولتهم بالفشل ، وإليه يعزى إفشال حركة الناصريين في 1978 م ،وهو قائد معارك النظام السابق ضد رعايا النظام و الدولة الذي كان أحد أقوى رجالاته على الإطلاق، بل الرجل الثاني للنظام السابق في حروب الجنوب وصعدة وكانت له دولته و علاقاته بجماعات التطرف والإرهاب ، والتي تشير المصادر الي تشكل هذه العلاقة مع هذه الجماعات إلى ثمانينيات القرن الماضي !!
كما أن محسن يمثل تهديدا حقيقياً للسلم الأهلي والمجتمعي بنزوعه المتطرف ضد قوى الحداثة والتغيير ، ويسعى لتعزيز إمبراطورية سلطته الدينية من خلال علاقاته الوطيدة بجماعات التأسلم والغلو و الإرهاب أو بجماعات التأسلم السياسي الإخوان المسلمين ( الإصلاح ) وتمكينه من المؤسستين العسكرية والمدنية !!
كما أن استلام محسن للسلطة يمثل كارثة بكل المقاييس ، وقد أشارت لذلك مصادر متخصصة ( مركز واشنطن لتحليل السياسات ) على سبيل المثال لا الحصر !!
وهو مآ سيعمق حالات الفوضى والانقسام اليمني اليمني، وتوتير علاقات دول التحالف الداعمة للشرعية بعضها ببعض، وقطع إمكانيات الحلول وفرص السلام ، وتعطيل أي محادثات مستقبلية نحو وقف الحرب والصراع والاقتتال الأهلي وصناعة السلام !!
محسن لايحظى بقبول الإصلاح نفسه رغم الاستفادة منه ، لكنهم يدركون انه غير مرضي عنه دولياً ، وبالتالي لامانع لديهم من الإطاحة به واستثماره بطرح آخر محسوب عليهم ( العرادة ) مثلاً والقريب اماراتياً !!
و ربما هو ما يفسر تقارب الإصلاح من دولة الإمارات الشقيقة ومحاولة تسويق العرادة مقابل تمرير مشاريع تسوية من أي نوع !!
و تظل العلاقة بين ( محسن والاصلاح ) علاقة انتهازية رغم طابعها التحالفي وكل يتعلل اويتحلل من عبء الآخر في تفسخ وانحلال قيمي مشين ومهين ومقزز !!
وتأتي هذه البرجماتية في سياق لعب الأدوار لا أكثر !!
الحوثيون في حال أي تسوية سياسية قادمة سيلاقي محسن رفضا قاطعاً ومعروف لماذا ؟
المؤتمر الشعبي العام أيضاً يرى في محسن الخصم الذي قوض دولته ، وأودى بزعيمه إلى الهلاك !!
أما إقليمياً فإن محسن لم يعد مقبولاً سعودياً وإن كان رجلها الأقرب ، وغدا كرتاً محروقاً أو ورقة ساقطة ، ولا تقف في صف مآزرته كما فعلت في تعينه مثلاً !!! لأسباب عديدة ليس هنا موضع استعراصها لكن سنشير إلى بعضها كطبيعة التحديات التي تواجهها المملكة على كل الصعد وكذا إلى القناعة التامة إلى ضرورة إنهاء الحرب ولن يكون محسن جزء من أي حل ، وكذا لفشله في تحقيق شيء يذكر على صعيد المعركة أو على صعيد الرهانات التي عولت عليها المملكة والتحالف العربي بتعيينه نائباً !!
إلى جانب ارتباطاته بجماعات التطرف والإرهاب !!
تغيير محسن بات ضرورة ، ومفروغ منه بقناعة جميع اللاعبين محلياً وإقليمياً ودولياً ، ولن يكون جزء من خارطة الطريق أو مشاريع التسويات القادمة في المشهد اليمني اليمني ،
وإن ظل أحد مراكز القوى والنفوذ المتحكمة في صناعة المشهد اليمني اليمني ، وربما إحدى القنابل الموقوته مستقبلاً !!
والتي ستستخدمه القوى التقليدية والدينية أو سيستخدمها !!
وربما هذا سيمكنه من لعب أدوار خلف الظل لاسيما وهو قد أحكم السيطرة على مفاصل القرار العسكري والسياسي من خلال فرض أتباعه والمحسوبين عليه في المؤسسة العسكرية والجيش او في حكومات الشرعية المتعاقبة كما كان دوره في النظام السابق ، أو من خلال انتزاع تمثيل في أي مجلس رئاسي أو حكومي او سيادي قادم !!
الخيارات .. ومشاريع التسويات !!
الرئيس اليمني القادم لن يكون إلآ جنوبياً لأكثر من سبب أهمها رسائل التطمين للشارع الجنوبي ، وامتصاص لحالات الاحتقان الحراكي ، وخفوت للصوت الانفصالي وتوفير فرص النجاح لمشروع اليمن الاتحادي الفدرالي لاسيما وأن الوحدة الاندماجية أضحت مهددة وغير مقبولة شعبيا في الجنوب تحديداً وفي المزاج الشعبي العام عموماً .
.
ويظل السفير / أحمد عوض بن مبارك هو المرشح الأوفر حظاً لتبوء مقعد نائب الرئيس اليمني خلفاً لمحسن ، وتمهيداً لتتويجه خلفاً لهادي ، فالرجل يحظى بتقدير ورضا الدول الكبرى ( أمريكيا وأوروبيا ) وكذا محط رضا دول الإقليم المهتمة بالشأن اليمني !!
ما يدفعنا لطرح ذلك الحالة الصحية للرئيس هادي ومشاعر الخوف المسيطرة على المجتمع الدولي والإقليمي وكذا اليمني من تبوء محسن لرئاسة الجمهورية فيما لو قضى الرئيس/ هادي نحبه - أطال الله في عمره - !!
وبات الموقف من الضرورة بمكان يتطلب عملية جراحية لاستئصال هذه المخاوف والتداعيات المستقبلية فيما لو أصبح / علي محسن رئيساً الجمهورية لاسيما وهو الطامح لهذا المنصب والمهييء نفسه لذلك منذ حكم الرئيس السابق / صالح !!
وقد بدأ نزوعه واضحاً منذ محاولة صالح لتوريث الحكم لنجله الأكبر / أحمد !!
يدرك محسن صعوبة أن يكون رئيساً وحجم التحديات التي تقف في طريقه ، فتركته ثقيلة ويكفي أن يكون شريكا لكل مساوىء وفساد النظام السابق ، وأحد شركاء تلك الحقبة بمعية مراكز القوى التقليدية و لمدة ثلاثة عقود !!
ناهيكم عن علاقاته بجماعات التطرف والإرهاب ، ومساركاته في حرب الحنوب و صعدة ، وإطلاق أيادي جماعة الإخوان في الجيش اليمني وتمكينهم عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي حين كان أركان حرب لوحدات الدروع ( الفرقة الأولى فيما بعد ) وكذا عقب حرب صيف 1994م وحروب صعدة الستة وأخيراً في حروب الشرعية ومعارك استعادة الدولة من الانقلاب الحوثي !!
يدرك الرجل ذلك كله ، ولن يجد غير الرضوخ والتسليم بتغييره !!
وهو ماستؤكده قادمات الأيام !!
ويظل موقع النائب وبصلاحيات رئيس الجمهورية - الذي يعاني من تدهور صحي يعيقه عن أداء مهامه - هو القرار المرتقب والمتوقع لدى كثير من المتابعين والمراقبين ، ويظل المرشح الليبرالي سفير الجمهورية اليمنية في واشنطن / أحمد عوض بن مبارك هو الأقرب لهذا الموقع وبصلاحيات الرجل الأول رئيس الجمهورية !!!
تمهيداً لأي احتمالات قد تعترض حياة الرئيس / هادي صحياً.
بل وسيتم نقل السلطة إليه بذات الآلية التي نقلت من الرئيس السابق / صالح لنائبه حينذاك
/ عبدربه منصور هادي ،
في إطار تسوية سياسية مرعية دولياً وبمباركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية وكذا ( بعض ) القوى السياسة اليمنية ضمن خارطة طريق واضحة وتسوية سياسية متكاملة ، ستمتد لتشمل تشكيل حكومة مصغرة وتغييرات ايضاً قد تطال مؤسسة الرئاسة وهو مآ ألمح به المبعوث الأممي مارتن جريفت في أكثر من مناسبة !!
ليبرالية أحمد عوض بن مبارك تجعله فرس الرهان القادم في صناعة القرار اليمني والأقرب لحسم الجدل حول هوية الرئيس القادم الذي صنعته دوائر القرار العالمي !!
وهذا هو السبب الذي يجعلنا نقول بأنه الأفور حظاً !!
وأن لم يكن مرضي عنه أو قبوله شعبياً !!
فوضعنا اليمني معقد وشائك وغير طبيعي وتحديات الإقليم ومصالح اللاعبين الكبار تقتضي هذا الإخراج !!
وقد عمدت دوائر القرار الغربية على تسويقه بحكم علاقاته القريبة جداً بها ، ولكونه رجلها في هذا النزال ، وبقليل من استرجاع الذاكرة إلى الوراء وبقليل من العصف الذهني سيتضح كيف تم صناعة هذا الرجل سياسياً منذ ثورة 11 فبراير العظيمة وكيف سخرت له الإمكانات والأضواء ، وتعيينه عضواً في مؤتمر الحوار الوطني وعلى قائمة الرئيس هادي !!
ثم تعينه أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل !!
كما كان / أحمد عوض بن مبارك أحد المرشحين البارزين والمطروحين بقوة لتولي رئاسة الحكومة ، واليوم ذات القوى المهيمنة على صناعة المشهد تقوم بصناعة القرار والمشهد الدوليين وعبر سفارتها ودوائر علاقاتها الاستخباراتية تحاول مستميتة في دعمه للفوز بمقعد الرجل الثاني في السلطة اليمنية وبصلاحيات الرجل الأول !!
وبنفس الآليات التي شرعنت لها المبادرة الخليجية في أحد فصول نقل السلطات لهادي قبل انتخابه شعبيا في 21 فبراير 2012 م !!
وتصدره هذه الدول وعبر إعلامها ودوائر نفوذها بأنه المخلص وتصر بأن الرجل موضع ثقة الرئيس هادي والمجتمع واطياف الشارع السياسي اليمني !!
وهو من سعى ويسعى لدى مكاتب تلك الدوائر الداعمه له ومن خلال موقعه كسفير في الدولة الأولى الراسمة للسياسات الدولية وراعية النظام العالمي الجديد ( امريكا ) ، بأن تستغل نفوذها لتفرضه نائبا للرئيس لاسيما بعد تدهور صحة رئيس الجمهورية المشير/ هادي !!
في مؤشر خطير يكشف طموح الرجل بالفوز بمقعد الرجل الأول مستقبلاً !!!
لاسيما وأن الرجل متزعم لحزب سياسي تحت التأسيس وهو وإلى جانب طموحه الكبير بارع في تغيير جلده ولونه فمن البعثية حزباً إلى الليبرالية توجهاً، ومن الثورية إلى الوطنية بأشكالها الانتهازية وأقنعتها الخادعة والمضللة ، والتي صنعته إعلامياً وسياسياً ، ووصلت به من شخص مغمور إلى عضوية الحوار ومن ثم أمانته العامة فمدير لمكتب هادي ومرشح لقيادة الوزارة فسفير لأهم دولة في العالم في زمن قياسي !!
جاء تعيين أحمد عوض بن مبارك سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية ليتم استكمال صناعته وتسويقه وهو مايتضح بتدخله ( هو ) بتعيين الكثير من الشخصيات الفاشلة والتي لا تتمتع بكفاءة او قدرة في مراكز هامة وحساسة في الدولة !!
أخيراً و تفادياً لأي تداعيات قد تعقد المشهد اليمني برمته من أقصاه إلى أدناه نجد أنه :
لا مخرج إلآ بحل توافقي بين اليمنيين بكل أطرافه وأطيافه السياسية وقواه الفاعلة يصدر بذلك التوافق الرئيس هادي مرسوماً جمهورياً يقضي بتعيين شخصية متوافق عليها شعبياً وسياسياً وتكون ذات كفاءة واقتدار وتاريخها ناصع وسجلها ابيض وصاحبة قرار ورؤية جامعة وتحظى بالقبول والاحترام لتكون نائبة للرئيس وبصلاحياته الكاملة ، انقاذاً للبلاد من مغبة كارثة تكاد تكون واقعة لا محالة ان استمر الحال كذلك ، ولابد من قطع الفرص على كل الطامعين لشغل الموقع !!
وتبدو الكارثة واقعة أيضاً وتوازي في حجمها كارثة محسن أن تم اختيار شخصية مرتهنة لأجندات خارجية وعلى البلاد العوض !!
الرئيس القادم لن يكون إلآ جنوبياً ولا أظن أن دائرة الاختيار تضيق بابن مبارك وحده أو لا تتسع لسواه !!
المسؤولية التاريخية والوطنية تتسع لقامات وهامات نظيفة وشريفة وصاحبة موقف وقرار ومسؤولية و ( عبدالعزيز المفلحي ) نموذج فقط لحسن الاختيار ، وما أكثر نماذج الوطنية اليمنية .
فهل يفعلها هادي ويحسن الخاتمة بهكذا اختيار ، ذاك ما نأمله ونرجوه .