ساحتفل بمولد الرسول على طريقتي....

هز القناعات وخلخلة الأفكار السائدة بحثا عن وعي علمي بالرسول والرسالة.

من الأوهام التي زرعت في عقول الناس اننا نعرف كل شيء عن الرسول: مولده، طفولته، اسمه، مؤثرات شبابه، عدد واسماء زوجاته، عدد واسماء اولاده، شكله، ولونه، وطريقة مشيه، وطريقة اكله، وشربه، ونومه، وحتى طريقة قضاء حاجته واستنجائه، بل وحتى عدد مرات نومه مع زوجاته!

والحقيقة عكس ذلك تماما...
فتأريخ وتوثيق حياة الرسول لم تبدأ الا بعد قرن ونصف على حياته.

وحتى في تلك السير والمغازي والطبقات اختلف المؤرخون أكثر مما اتفقوا.

فقد اختلفوا على اسمه هل هو قثم" أو احمد أو محمد أو طه. واختلفوا على عدد اولاده بين قائل أنه لم ينجب الا من خديجه، وقائل أنه لم ينجب اطلاقا، وقائل أنه أنجب من البنات فاطمة فقط، وقائل أن له 3 ذكور 4 بنات.

واختلفوا حول عدد زوجاته فهل هن 9 أم 11 أم 21?
واختلفوا حول تفاصيل طفولته وسنة مولده.
واختلفوا هل تزوج خديجة وعمرها 24 عاما ام 40 عاما.
واختلفوا هل كان غنيا ام فقيرا؟ وهل كان فعلا يربط الحجر على بطنه من الجوع ام أنه كان ثريا ياكل أفخر الطعام ويتزوج اجمل النساء ويمتلك اخصب وديان المدينة وما حولها.
واختلفوا في اي سنة مات، وكيف مات، وما سبب تأخير دفنه حتى انتفخت بطنه وفاحت رائحته.
واختلفوا حول لماذا لم يصل الصحابة صلاة الجنازة على الرسول جماعة، وكم مشى من الناس في جنازته!
واختلفوا حول أخلاقه وتناقضت المرويات بين من صوروه متسامحا ومسالما، وبين من صوروه غاضبا، محاربا، قاسيا.
واختلفوا حول ديانته قبل البعثه، وعلى اي دين كان يتعبد في غار حراء.
واختلفوا هل كان اميا ام كان قارئا وكاتبا ومطلعا على الكتب والعقائد.
واختلفوا في طوله ولون عينيه ولون شعره وبشرته. ولو حاولت أن ترسم صورة للرسول بناء على الأوصاف المتداولة في الروايات لعجز أعظم رسام عن التوفيق بين المتناقضات.
اما بالنسبة لسلوكياته الشخصية فاختلفوا وتناقضوا حول اكله ولبسه ووضوئه ونومه وكلامه وضحكه وعلاقته بصحابته ونسبوا له الفعل ونقيضه والسلوك وعكسه. فهو ينهى أصحابه عن استدبار القبلة ويجعلها. وينهاهم عن الصوم المتواصل ويفعله، وينهاهم عن الشتم ويشتم، وينهاهم عم الرفض في الصوم والحج ويرفث، ويحثهم على النظافة ويصلي وثيابه متسخة من المني والبول (كما تدعي الأحاديث ).
اوهمونا اننا نملك صورة ثلاثية الأبعاد عن الرسول شكلا وسلوكا، لكنهم اخترعوا هذه الصورة ولفقوها فجاءت بعيدة عن الإنسانية وعن خلق الأنبياء.
ان المصدر الوحيد الموثقوق فيه لتشكيل معرفة حقيقية عن الرسول هو القرآن. فالقرآن حسب تعبير الجابري كتاب عن محمد، وهو نتاج جدل الإله مع محمد وجدل محمد والاله مع البيئة والناس مؤمنين الكافرين.
والقران يعطينا تفاصيل دقيقة عن محمد النبي.
اما محمد الشخص فالمعلومات حوله محدودة للغاية.
فهل آن الأوان التفريق بين الشخص والنبي؟