موقفنا في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري تجاه مليشيا الحوثي لم يكن يومًا موضعَ شك أو غموض. نحن من أوائل القوى السياسية التي قاومت هذه المليشيا ووقفت بوضوح ضد انقلابها على الدولة، ولا يحق لأحد أن يزايد علينا أو يشكك في موقف نعتبره من ثوابتنا الوطنية والسياسية.

أما ما يُسمى بـ«المؤتمر القومي العربي»، فهو ليس إلا منظمة وإطار عمل سياسي يجمع عدة شخصيات عربية ذات توجه قومي، وليس كيانًا قوميًا جامعًا للتيار القومي الناصري أو لأي تيار قومي آخر في الوطن العربي، كما يُصوَّر أحيانًا؛ إذ يضم أفرادًا من توجهات فكرية متنوعة، ويمثل هؤلاء الأشخاص أنفسهم فقط. 

والدليل الأبرز على أنه ليس منصة ناصريّة أو قومية ولا صلة له بالقومية العربية أساسًا هو استضافته لخطاب زعيم مليشيا الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.

أي محاولة لربط التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بهذا المؤتمر أو نسب مشاركتنا فيه لا أساس لها من الصحة، ومجرد شوشرة إعلامية تهدف إلى النيل من موقعنا ومواقفنا الواضحة. وإن وُجدت مشاركة لشخصيات محسوبة على التنظيم، فإنها بلا شك ستنسحب فورًا.

أما بالنسبة للذين يبحثون عن ذرائع لحشر التنظيم في قضايا لا علاقة له بها، فنؤكد أن التنظيم صفحة ناصعة البياض في تاريخه ومواقفه الوطنية المشرفة. لن تنجح أي محاولات تشويه مواقفه أو الانتقاص منها، مهما حاولوا، فلن يطالونا لأنهم أدنى بكثير.

إن إلقاء عبدالملك الحوثي لخطابه في مؤتمر كهذا لا يمثل سوى دليل آخر على فشل دبلوماسية الشرعية وإعلامها في إيصال القضية اليمنية على حقيقتها. فالحوثي كيان انقلابي، لكن على العكس، نجح دبلوماسيًا وإعلاميًا في إظهار نفسه كبطل، يتصدر أدوار البطولة، ويقنع الرأي العام الإقليمي والعالمي بمظلوميته بأنه يقاوم ويواجه الكيان المحتل وقوى كبرى، في حين أن الحقيقة غير ذلك تمامًا.