محاولة إغتيال الشعيبي ، إستهداف لعودة الحياة لتعز
الاربعاء 21 نوفمبر 2018 - الساعة 04:19 صباحاً
د. منصور القدسي
مقالات للكاتب
البروفسور الشعيبي أبن الضالع ورئيس جامعة تعز ، أكثر اخلاص لخدمة تعز من كثير مسئوليها المحسوبين عليها ، ومشغولين بالمناكفات وجلب المصالح علي حساب مصلحة المدينة المنكوبة ، واستطاع بحنكته الإدارية والسياسية أن يجنب الجامعة الكثير من الدمار بترويضه لمليشيا الحوثي التي احتلت الجامعة وغيرها من المكونات العسكرية التي حررت الجامعة ، ولم يوقف العملية التعليمية بالجامعة بسبب الحرب رغم توقف كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ، ، إحتراماً من البروفسور الشعيبي لرغبة شباب وشابات تعز بالتعلم ،وحرصا منه علي عدم تجيشهم في معركة الموت بعد تحويل المليشيا لكلياتهم الي ساحة حرب ، بادر لفتح مقار بديلة للتدريس بمنطقة الحوبان ومحافظة إب واستمرار العملية التعليمية بفرع الجامعة بالتربة، دون أن يسمح لمليشيا الحوثي بالتدخل بشئون الجامعة وتمرير أجندتها الطائفية كما هو الحال في بقية الجامعات بمناطق سيطرتها ، ويحسب للبروفسور الشعيبي حنكته الإدارية في التعامل مع مليشيا الحوثي ومحافظته علي منشآت الجامعة التي حولتها المليشيا لمتارس حربية ، بالإضافة الي عدم سماحه بالمساس بقدسية الحرم الجامعي وسمعة جامعة تعز قياساً ببقية الجامعات التي عبثت فيها المليشيا وحولتها لما يشبه حوزات علمية لتسويق أجندتها الطائفية ، وما أن عادت الدولة ، وتم تحرير كليات الجامعة ، نجح البروفسور الشعيبي من الإفلات من سيطرة سلطة المليشيا وعاد لحضن الدولة ، وبذل جهود مضنية لإعادة تشغيل الجامعة من وسط المدينة المنكوبة ، ونجح في اعادة الحياة لها .
رغم التفلت الأمني بالمحافظة ، والمظاهر المسلحة التي يتظاهر بها بعض المسئولين المحسوبين علي تعز وهم أقل شأن ومكانة من البروفسور الشعيبي ، تجد الرجل يمارس مهامه الكبيرة بلا حراسة سوي مرافقه الشخصي ، ويبذل جهود نوعية في إقامة ورش عمل ومؤتمرات ، واستطاع مؤخراً أن يقنع كثير من الكوادر العلمية التي نزحت لمناطق سيطرة المليشيا لظروف سياسية وأمنية بالعودة للجامعة ،وبدأت الجامعة تتعافي وتقوم بدورها الخدمي والتنويري علي أكمل وجه لتطبيع الحياة بالمدينة وتطبيب جراح تعز التي لا حصر لها ، ليثبت البروفسور الشعيبي أنه تعزي الهوي ، ولا يكفي أن تدين كافة مكونات تعز السياسية والاجتماعية والثقافية جريمة استهدافه والضغط علي قيادات السلطة المحلية والأمنية بتحمل مسئوليتها القانونية والأخلاقية بسرعة القاء القبض علي الجناة ومحاكمتهم لينالوا العقاب الرادع ، واعتبار الجريمة دخيلة وتسئ لأخلاق تعز المدنية ، بل لا بد من تكريم هذه القامة الاكاديمية والإدارية التي اخلصت لتعز ، واستهدافها يعني استهداف لعودة الحياة لمدينة تعز الجريحة والمحاصرة ..
اللافت أن البروفسور الشعيبي نجح في إعادة تشغيل الجامعة بلا رواتب منتظمة ، وبدون موازنة تشغيلية ، والمؤسف أن وزارة المالية التابعة للمليشيا كانت الي وقت قريب تصرف ثلاثة مليون نفقات تشغيل للجامعة شهرياً عبر فرع البنك المركزي في محافظة إب رغم حقدها الدفين علي البروفسور الشعيبي لتسجيل موقف يحسب لها أمام الخارج ، بينما وزارة المالية بالعاصمة الموقتة بعدن التابعة للحكومة الشرعية ترفض صرف اي مخصصات للجامعة رغم توريد الجامعة عشرات الملايين واعتماد موازنتها ضمن موازنات الجهات الأخرى بالمناطق المحررة ، حيث تنصلت مالية عدن بتعهداتها بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بصرف موازنة تشغيلية ، ومع ذلك عادت جامعة تعز بفضل الإصرار الكبير والعزيمة التي لا تلين للبروفسور الشعيبي .
وإذا ثبت ان جريمة إغتياله ، ناتجة عن عجز الجامعة صرف بعض المستحقات لمن يقفون وراها ، وسبق وأن أعتدوا علي أمين عام الجامعة قبل يومين وإختطاف سيارته بقوة السلاح ، فلا بد من محاسبة مسئولين وزارة المالية بعدن وإقالتهم من مناصبهم ، باعتبارهم مشاركين فعلين بهذه الجريمة ، ويستوجب علي قيادة الحكومة التعامل بحزم مع نرجسية قيادة وزارة المالية وعبثها الذي بلغ حد لا يطاق ، ويتسبب بتشويه صورة الحكومة بالمناطق المحررة ، ويحسن صورة المليشيا بالداخل والخارج .
فمن غير المنصف ان يدير وزارة بحجم المالية ثلاثة اشخاص بقيادة نائب وزير المالية د. منصور البطاني الذي يتعامل وكأنه مشرف بالوزارة يهب من يشاء ويحرم من يشاء مستقوياً بانتمائه لمنطقة فخامة رئيس الجمهورية ويسي بتصرفاته الغير مسئولة لسمعته ، ويتوجب إقالته ومحاسبته بعد فضيحة صرفه رواتب لقيادات حوثية في بعض الجامعات بمناطق سيطرة المليشيا ، بالوقت الذي يرفض التعاون مع البروفسور الشعيبي لحسابات جهوية وصراع الطغمة والزمرة ، بل ذهب لإستهداف كثير من المناهضين للمليشيا ، ويرفض قبول كل الكوادر المؤهلة القادمة من مالية صنعاء للعمل بالوزارة ، واِجبر الكثير منها بالعودة الي حضن المليشيا ، ومغادرة عدن وتبدي حسرتها وتكفر بالشرعية وهي تغادر عدن بسبب التعامل اللاأخلاقي معها ، كمن يستجير الرمضاء بالنار ، علماً ان التقارير الدولية تصنف الوضع باليمن أن الحكومة الشرعية المعترف بها تفتقر للكوادر المؤهلة للقيام بمهامها ، بينما حكومة المليشيا الغير معترف تملك الكثير من تلك الكوادر وتحاول عبثا استهدافها وتهميشها .
لا يريد البروفسور الشعيبي من قيادة الحكومة وكبار مسئوليها إدانة جريمة إغتياله ، والتواصل معه للاطمئنان علي صحته ، هو يريد فقط ان تحترم الحكومة توجيهاتها والوفاء بتعهداتها تجاه جامعة تعز التي بفضلها استطاعت ان تخلق أمل أمام المواطنيين بالمدينة بعوده الدولة ، والمبادرة لتكريم هذه الشخصية المسئولة التي كادت ان تقدم حياتها فداء للحالمة بدولة مدنية كأقل واجب مع ضرورة المبادرة لمواساة وتقديم واجب العزاء لأسرة فقيد العلم حارسه الشخصي ،الرحمة والخلود للشهيد البطل موفق الشميري ، والشفاء العاجل للبرفسور الشعيبي ، ولا نامت اعين الجبناء .