عشر سنوات مضت من عمر تعز ومازالت سنة أولى
الخميس 20 نوفمبر 2025 - الساعة 08:45 مساءً
على مدى 10 سنوات لم يستوعبوا ولم يدركوا ان ادارة مدينة لديها ثراء في التنوع وارتفاع عالي في منسوب الوعي والتمدن كتعز تحتاح الى التخفف تدريجيا من العقائديين والاعتماد على سياسين براغماتيين لديهم قدرة على التسويات ومعنيون بتدوير الزوايا والتواصل مع الاخر المختلف ، على مدى عشر سنوات لم يتغير السلوك والتوجه ، ما زالوا سنة اولى عنوانها فقر شديد في التواصل والمعرفة والادراك ، ظل الفكر العقائدي الاقصائي بشدة هو من يدير ويحكم تعز وهو معاكس تماما لطبيعة هذه المدينة ، ظلت حالة التوجس والوسوسة هي المسيطرة على عقل وضمير الجماعة ، تعز تاريخيا مدنية الهوى ، كثيفة التنوع ، فلا يليق ان تدار تعز من رجل بعقلية سالم الدست فهو لا يجيد تركيب جملتين مع بعضهما ، هذا الرجل لايشبه تعز ابداً ابداً، بل اجزم القول ان كل القائمين على ادارتها على مدى عشر سنوات لا يشبهونها ، تعز لاتدار بعقلية امارة اسلامية كما يريدها الدست الصغير سالم اوكما يريدها صاحب قرون الاستشعار عن بعد دست تعز الكبير ( حمود صورني) ، تعز تحتاج الى قيادة ذكية تعرف متى تتقدم ومتى تتراجع ، متى تحجم ، ومتى تبادر ، قيادة لا تغريها الهتافات الفارغة والحشود الموجهة ، قيادة تجيد العمل في الهامش الضيق ، وتبني الممكن المتاح ، تعز لا تبنيها قيادة لديها وسواس قهري ، تتوجس وتخاف من الاخر ، قيادة تخاف المواجهة ، ولديها التهم معلبة وجاهزة لكل مختلف وصاحب رأي ، تجيد الطعن من الخلف وبخبث شديد وتبتسم، ومثل هذا السلوك يمكن ان نسميه بوقاحة الجبناء وكما يقول المثل ( من قلّ ماء وجهه قلّ حياؤه )، يمكن توصيف حالة تعز وبعيدا عن المبالغة انها مدينة مخطوفة ومغتصبة حرفيا من جماعة مريضة بالكبت الشعوري وهو كبت الشر تجاه الاخر ، يظهر هذا الكبت الشعوري حال توفر عوامل القوة لدى صاحبه ، جماعة لديها فقر شديد في الصراحة والتعبير الواضح ، تمارس التقية بايمان شديد
جدا وعندما تتابع( كتبتهم ) في الحورات على الشاشات تجد ارستقراطية ولياقة ونعومة حديث رائعة ، وكم هائل من التسامح والارتقاء والارتفاع ، ولكن ما ان يغادروا الشاشات ويجلسوا على مكاتبهم يغيب كل ذلك، وكما يقول المثل ( اسمع كلامك اصدقك اشوف افعالك اتعجب ) . المؤدلجون دينيا لايملكون ثبات الموقف فكل يوم هم في واد، لهم اكثر من وجه وحسب المنفعة والمصلحة ، وتحديدا الاخوان المسلمون والذين تم تنعيمهم وتلطيفهم بمسمى حزب ( الاصلاح) وهذا اتي من تركيبة مؤدلجة متطرفة ، لديهم فائض خيانة وتنصل من اي التزامات او عهود ، وهذا سلوك منحط اخلاقيا ودينيا ، كل هذا هو ثمرة تربية سيئة و ايدلوجية استعلائية شوفينية وقحة، وهي ثمرة ذهنية لجماعة مؤدلجة على القداسة والاصطفاء ، مرت الاحزاب اليمنية في عدة تحالفات مع جماعة الاخوان لكن في كل مرة كانت تأتيهم الطعنة من الخلف وبشكل متكرر .
المواطن التعزي بشكل خاص واليمني عموما صار على وعي وادراك تام ان هناك فرق بين من ابصر الفخ وصرخ ليجنبنا اياه ، وبين من جرنا اليه ثم نافق علينا باسم الحرص على الوطن والشرعية والجمهورية ، الفارق ان الاول يذود عن الحاضر والمستقبل ،والثاني ينحره على مذبح الشعارات الفارغة والطنانة والتي تخدم اجندة خاصة لا علاقة لها بالحاضر والمستقبل وهذه هي ثقافة ( الأنا) حتى وان انتجت خراب ودمار ، تقول الحكمة (عندما يرسم العقل الاتجاة ويمنحه القلب المعنى تولد الحكمة )، الحكمة تختزل وتُصغّر الاختلاف،وعندما تغيب الحكمة تحضر جماعة المزيدات الرخيصة على اي راي مخالف ، وتعلو وتقوى الثقافة المتطرفة ( يا معنا يا ضدنا) ، يا بتوافقنا الراي والا فانت عفاشي او حوثي او انتقالي او مرتزق اماراتي ، الشعارات البائسة وذات العناوين المكررة لا تبني دولة لكنها تُخرّب اوطان ودول .
كان الاجدر بشباب فبراير ان يدركوا ان هذه العقول هي نفسها محتاجة لثورة حقيقية لكي تُبطل ثقافة التخوين والاقصاء والمزايدات الفارغة ، على مدة سنوات عشر مضت، تعز خسرت كثيرا من رمزيتها وسمعتها بسبب هذا الجنون وهذا الشطح والعته .
لا ادري ما الذي يزعج ويؤرق هذه الجماعة ان كان عبد الله نعمان حاضرا الاحتجاجات الشعبية ؟!! وبعيدا عن صفته الحزبية هو مواطن ولايمنعه دستور او قانون من المشاركه ، يزعجهم حضوره لانه يعطي الحراك زخما اكبر وهمة اعلى للاخرين واجزم ان لديه مناعة ومعاوقة على تحمل قرصات بعوضهم ونتانة ذبابهم .
لا ادري ما الذي يزعج هذه الجماعة ان عمل طارق عفاش جاهدا طريقا او مطاراً في المخاء؟! هذا الطريق وهذا المطار هو متنفس عبور لكل ابناء اليمن ، جماعة لا ترحم ولاتخلي رحمة ربنا تنزل ).
ورغم كل المآسي والوجع المادي والمعنوي ستبقى تعز هي الصوت الذي لايعرف المهادنه والتراجع والانكسار والانحناء، ستبقى صرخات ابنائها تقلقهم وتؤرقهم ، ستبقى تعز هي الجدار والساتر الذي يحاول الطيبون ترميمه،وهي السفينة التي يحاول الخيرون انقاذها من الغرق بسبب جنون وعته رُبانها ، من خلال سلاحهم الناعم المؤثر القائم على النقد البناء، فالاشارة للاخطاء تعني ان الكلمة امانة ، والصمت عن الاعوجاج خيانة ، لا تدرك سلطة المقر ان النقد ياتي من باب الحرص ومن عمق تجربة ووجع عشر سنوات من العدمية واللا انجاز .
تعمل سلطة الامر الواقع في تعز باصرار شديد وعجيب على تمييع الواقع في تعز واختصار كل التشبيح والقتل والاحتلال لبيوت الناس واراضيهم والاستيلاء على ما يقارب ال( 150) منزلاً واكثر من 25 مقراً حكوميا ويتم تعريف كل هذا بتصرفات فردية ، بل تبرر كل ذلك بدواعي زائفة وقحة بمسمى المقاومة وخطوط المواجهة، هذه المقاومة وهذه المواجهة غادرتنا من لحظة استشهاد رجل تعز الشجاع الشهيد عدنان الحمادي ورضوان العديني وابو الصدوق يرحمهم الله جميعا ، ان تصغير كل هذه البلاوي والكوراث بانها فردية هو عته وعبط، استهبال واستحمار لعقول الناس ولا يصدقها الا قطيعهم لا غيره ، ويبقى سؤال الختام ماذا يعني لسلطة المقر ان ثلث المساجين في تعز هم افراد من الجيش والاجهزة الامنية ؟!!
تبقى المهزلة والمسخرة الاخيرة لسلطة المقر في تعز ان يصدر قائد محور لا شرعيةله ولمحوره و يقرر بخفة وعته في بيانه المشئوم والبائس ان هناك مخطط ارهابي يخطط لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات لمقار حكومية وامنية في التربة مستغلا التظاهرات الكبيرة في التربة الداعمة والمتعاطفة مع ذوي الشهيد المحامي الشاب عبد الرحمن النجاشي،والذي تم تصفيتة ميدانيا امام اسرته من قبل كتيبة امنية مكونة من 15فرد امني بكامل عتادهم .
الله لا لحقك خير يا علي محسن جمعّت كل ( الشقادف) والدسوت الى داخل تعز والنتيجة عشر سنوات خراب .















