طور الباحة… منطقة مختطفة بقرار رسمي ودولة تتحوّل إلى عصابة

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - الساعة 09:16 مساءً

 

ما يجري في طور الباحة لم يعد فسادًا، ولا تجاوزات يمكن ترقيعها بتصريحات باهتة. ما يجري هو جريمة مكتملة الأركان تُدار بغطاء الدولة وعلى مرأى مؤسساتها التي فقدت إحساسها بالمسؤولية.

 

لم تعد القضية “انفلاتًا أمنيًا”… إنها مملكة خاصة بناها شقيق قائد محور حوّل منصبه إلى مصنع رعب، وفتح بوابة للقتل والخطف والتعذيب بلا رقيب.

 

عصابة ترتدي بزّة الدولة

 

ما يحدث ليس تصرفًا فرديًا.. بل مشروع عصابة رسمية.

المسلحون الذين يختطفون ويعذّبون ويبتزون الناس لا يتحركون خلسة، بل على سيارات عسكرية وبحماية أمنية، وكأن البشر في طور الباحة مجرد غنيمة تحت سيطرة عائلة تشعر أن الدولة امتياز شخصي وليست مسؤولية.

 

الحجرية، التربة، المقاطرة، وطور الباحة أصبحت مساحات فراغ، تُدار بمنطق “العصابة الأعلى صوتًا”، بينما الأجهزة الرسمية تحوّلت إلى واجهات بلا قيمة، مهمتها توفير الغطاء لمن يرتكب الجرائم لا لمنعها.

 

الجبولي… قائد محور أم زعيم مافيا؟

 

الاسم الذي يمثّل الذراع الرئيسية لكل هذا الخراب هو أبو بكر الجبولي.

لم يعد الرجل قائد محور، فقد تخلى عن هذا الدور منذ اللحظة التي استبدل فيها القانون بالبلطجة، والضبط العسكري بجباية الأتاوات، وهيبة الدولة بشبكة “زعران” يرتدون الزّي العسكري كأداة ابتزاز.

 

كل شيء واضح:

عناصر غير رسمية ترتدي الزي الرسمي،

نقاط جباية خارج القانون،

اختطاف وتعذيب،

وقصص لا تُحكى إلا في دول فقدت آخر ذرة من هيبتها.

 

هذا ليس ضعف دولة… هذا تفويض رسمي لعصابة.

 

الحامي المجهول… أم الشريك المعلن؟

 

السؤال الذي لم يعد ممكنًا تجاوزه:

من المسؤول الكبير الذي يحمي الجبولي وشقيقه؟

من يمنحهم شرعية القتل والخطف؟

ومن يصنع مناصب تتحول مع الوقت إلى “حصانة جنائية”؟

 

الكل يعرف أن الجريمة ليس لها أنياب إلا إذا كانت محمية من فوق.

والصمت الرسمي ليس عجزًا… إنه شراكة صريحة في الجريمة.

 

الصمت جريمة

 

حين تصمت السلطة عن القتل، فهي شريكة في القتل.

حين تتجاهل التقارير عن التعذيب، فهي جزء من غرف التعذيب.

وحين تتحول الدولة إلى متجر يُباع فيه النفوذ لمن يدفع أو لمن يبطش، فلا معنى لهيبتها ولا قيمة لقانونها.

 

الضحايا لا يُعدّون… يُخفون.

لا تُفتح قضايا… بل تُدفن.

لا تُجرى تحقيقات… بل تُكتب بيانات كاذبة للتغطية.

 

وكأن البشر في طور الباحة “مخلفات بشرية” يجب التخلص منهم بعيدًا عن ضجيج الحقوق والقانون.

 

التحقيق الدولي… ضرورة وليس خيارًا

 

الجرائم التي تُرتكب اليوم لا يمكن أن تُغلق ببيان عسكري أو تبرير سياسي.

نحن أمام وقائع لا تخطئها العين:

دم، تعذيب، اختفاء قسري، نفوذ عائلي، غطاء رسمي.

 

لذلك فإن التحقيق الدولي لم يعد مطلبًا، بل واجبًا لوقف دولة تُدار كعصابة، ورفع الغطاء عن مجرمين يتحركون وكأنهم فوق العدالة.

 

خاتمة

طور الباحة اليوم مرآة لبلاد تُهان فيها الدولة، ويُدهس فيها القانون، وتُحوّل فيها المناصب إلى سكاكين تُشهَر في وجه الناس.

وما لم يُكسر هذا المستوى من الفوضى، ويتوقف نفوذ المتورطين ومن يحميهم، فإن ما يحدث لن يبقى هناك… بل سيتوسع، وسنجد أنفسنا أمام جمهورية موازية تحكمها المافيا، بينما تقف الدولة في زاوية المشهد كجثة بلا روح.

 

#تعز

#طور_الباحه

#المقاطرة

#اللواء_الرابع

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس