تعز وحضرموت وأعداء الدولة ..

الجمعه 28 نوفمبر 2025 - الساعة 08:37 مساءً

 

الدولة الإتحادية في اليمن لن يكتب لها النجاح مالم تحلق بجناحين ضامنين هما "تعز وحضرموت" تعز كعمود مدني سياسي ، وحضرموت كركيزة إقتصادية ، مادون ذلك دوران في فراغ .

 

هذه ليست شعارات مناطقية ، بل حقائق جيوسياسية وإجتماعية وإقتصادية تشكل عصب الكيان اليمني .

 

لكن مايحدث على الأرض يكشف أن الصراع في جوهره لم يعد بين "شرعية وإنقلاب" بل بين مشروع إستعادة الدولة ومشروع غنيمة الدولة ؛ بين من يريد دولة مؤسسات حقيقية ، ومن يريد غنيمة الدولة بثرواتها ، ولكن بلا دولــــــــــــــة .

 

والأحداث الجارية اليوم في تعز وحضرموت ليست أحداثاً معزولة عن بعضها ، بل هي فصول مترابطة في الصراع ذاته ، صراع بين مشروع الدولة وبين القوى المناهضة للدولة ؛ بين من يعمل لإستعادة الدولة ، وبين من يريد تحويل الدولة إلى غنيمة .

 

ولن أكشف سراً بأن هناك قاسم مشترك يجمع بين الحوتي والإخوان_رغم العداء المعلن_وهو رفض الدولة المؤسسية ، فكلاهما يخشى "الدولة المدنية" دولة الحقوق والحريات التي تكشف الحساب وتوحد السلاح وتنهي الإحتكار ، فيلتقيان خلف الستار عند نقطة واحدة لإدارة الصراع بما يمنع قيام الدولة المدنية في اليمن .

 

الإخوان يستخدمون تعز كورقة نفوذ ويقيمون في أطرافها "سلطات ظل" مثل "اللواط الرابع جبولي" في المقاطرة/طور الباحة ، والإنقلابيون من جانبهم يستفيدون من هذا العبث ؛ فكلما زادت الفوضى في تعز ، إسترخى الحوتي في صنعاء ، بفضل فراغ الدولة الذي أحدثه الإخوان .

 

وفي حضرموت ، يتكرر نفس المشهد بصيغة أخرى ، تحالفات_تحشيد_تحشيد مضاد وسعي محموم لإنتزاع المحافظة من مركزيتها الطبيعية ، وكل طرف يريد حضرموت في صفه لافي صف الدولة .

 

كل هذا الصراع يدور حول شيء واحد ، وهو قص جناحي الدولة ومنع تعز وحضرموت من أن تصبحا جناحي الدولة .

 

الإخوان والحوثي يتخادمان من أجل فوضى تبقيهما على قيد النفوذ ، والإنتقالي يريد دولة جنوبية بحدود وشكل هو من يقرره ، لا الدستور ولا الإرادة الشعبية ، ويريد جنوباً تكون فيه حضرموت مجرد تابع ، والتحالف يدير الأزمة ولا يحلها .

 

لذلك لن تولد الدولة الإتحادية إلا عندما تتحرر تعز من سلطة الظل ، وتتخلص حضرموت من صفقات النفوذ ، عندما يهزم مشروع "غنيمة الدولة" أمام قوة مشروع إستعادة الدولة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس