الصراع في اليمن ليس في تعدد الجبهات ، ولا في تنازع قوى كما يبدو على السطح ؛ إنه في جوهره صراع بين مشروعين متناقضين :

• مشروع إستعادة الدولة بوصفها عقداً  عاماً ومؤسسات تحكم بالنظام والقانون .

• ومشروع غنيمة الدولة الذي يرى الدولة فرصة للتمكين والنهب والوصاية .

أما طرف غنيمة الدولة ، فيستخدم كلما تبقى من أدوات الدولة_المال_السلاح_الإعلام_الإدارة ، حتى الخطاب الديني ، لتمرير مشروعه مستنداً إلى القوة الناعمة والصلبة معاً ، متقناً حيل تقويض الشرعية من داخلها .

في ظل الوصاية تعددت الولاءات ، وتحولت مكونات الشرعية إلى جزر متنافرة أحدثت فراغ رئاسي تحاول المليشيات ملأه بنشر الإنفلات والفوضى للتآمر والتخادم والتمرد ، وسرقة الحلم بتقويض ماتبقى من فكرة الدولة قبل أن تتجسد على الأرض .

وهنا يصبح السؤال أكثر حدة وإلحاحاً ..  من يحرس حلم الدولة ؟