ما تم في الجنوب هو ببساطة تسليم واستلام لكن في عمق الحدث هناك  معنى واحد لا ثاني له  هو التخلص من تأثير واثر الاخوان واذيال الجنرال العجوز  الهارب عسكريا وسياسيا ، الجنوب الان بلا اخوان سياسيا وعسكريا .

ستكون تعز هي المرحلة القادمة تسليم واستلام  و(الاّ) ، وتعز مهيئة تماماً شعبيا لمثل ذلك بسبب النموذج السئ جداً الذي قدمه الاخوان واذيال الجنرال العجوز الهارب خلال 10سنوات من التنمر والاقصاء ، مرحلة كان  عنوانها البلطجة والتهبيش والتعفيش والتشبيح والاقصاء والقتل ، ومازال الدم الان، اللحظة ساخناً وحاراً جداً جداً في مديرية المقاطرة ، صار لدى اغلب اليمنيين معرفة ودراية  ان هذه الجماعة لا وفاء لها تتلوّن كالحرباء مع كل مرحلة تغير وتحول ، لكن لم يعد ذلك التلوّن والتدثر تارة بمسمى الوحدة واخرى بمسمى الجمهورية ممكناً ومصدقاً ابداً ابداً ، والوحدة والجمهورية كانتا في معتقدهم الاول كفراً وانحرافاً عن المنهج الرباني القديم،  واليوم صارت الجمهورية والوحدة مقدساً بحسب منهجهم الرباني الجديد ، منهج يتجدد بحسب المنفعة والمصلحة الانية والذاتية للجماعة، صارت الامور واضحة وفاقعة جدا ..

وبتعبير ادق المشهد يقول لابد من  انهاء الابد الى الابد والذي يجب ان لا يتوقف عند حدود الجنوب بل سيمتد شمالاً ، وتعز هي عنوان المرحلة القادمة،  صارت تعز شعبيا اقرب للتحول والتغير والخلاص ، هي مهيئة جداً جداً شعبيا لكي تتنفس وتستعيد روحها ودورها ووهجها والقها ومدنيتها ،  المرحلة القادمة تعز بلا اخوان عسكريا وسياسيا بلا اذيال للجنرال الهارب ،  كل ما حدث جنوبا ويقينا سيحدث شمالاً له معنى واحد هو تلطيف وتنعيم  مناطق الشرعية قدر الممكن والمتاح  وهذا يعني ان مرحلة  الاخوان وعلي محسن صار من ماضي اليمن البائس والتعيس ،  وان حكم الاعدام صدر محليا واقليميا ودوليا  ، بمعنى انتهى الابد الى الابد ، سيكون هناك بدء مرحلة جديدة يكون جسد الشرعية المتنوع اكثر تماسكا وبرؤى متقاربة.

وانا اتأمل هذا الحدث تذكرت ماحدث في 15 اكتوبر من العام 1978حين اجهض علي محسن حركة الناصريين  وكان حينها قائد اللواء الاول  وتم اعدام ابطالها وباشراف من الجنرال الهارب نفسه، ويومها كان صالح في الحديدة ، واسأل مجرد سؤال  هل خطر  على عقل وبال الدكتور رشاد العليمي والذي كان جزء من حركة 15اكتوبر الناصرية  الرد على الجنرال العجوز الان  وبعد 47 سنة؟!!!

حقيقةً ( روبنة) العليمي ومن بعيد كانت قاصمة وساحقة ، رجل عاش عمره في الامن فهو يجيد ( الروبنة) من بعيد ، بئر عميق لا تدري ماذا في داخله ، وبعد كل هذه السنوات تمكن من ادخال (السريجل ) وتوابعه في الحفرة ، كان علي عبد الله صالح يقول للعليمي جثتك معي وعقلك مع الناصريين ، رجل يجيد  التسلل من جميع الاتجاهات وما حدث كان هدف تسلل في غاية الجمال والروعة دفع الحكم الدولي ومساعديه الى احتسابه هدفاً ، اكرر انتهى الابد الى الابد ، ولم يعد ممكنا للمشجعين من القطيع والذباب والبعوض التأثير على قرار الحكم الدولي ومساعديه ، كشّ ملك ، Game Over ، على فريق ( الشمس ) اعتزال اللعب ومغادرة ملاعب اليمن والعرب ، هكذا قرر الحكم الدولي ومساعديه في الاقليم ، هل وصلت الرسالة للكباتن في فريق الشمس؟!! ، ماذا والاً.....