رشاد العليمي… رئيس لا يسمع إلا صدى صوته في الجنوب، ويُكمم صوته في تعز
الاثنين 08 ديسمبر 2025 - الساعة 01:13 صباحاً
التصريح الذي خرج به رشاد العليمي عن “عودة القوات المستقدمة” ليس موقف دولة، بل محاولة يائسة لإثبات وجود سياسي مفقود..
الرجل يصرخ في الجنوب لأنه المكان الوحيد الذي يشعر فيه أنه ما يزال رئيسًا باللقب، بينما في تعز لا يملك حتى القدرة على إصدار مذكرة نقل جندي واحد دون أن يتحول قراره إلى نكتة بين مكاتب الأحزاب المسيطرة.
صوتك العالي في الجنوب… لا يعوّض صمتك المخجل في تعز
ما قيمة أن يرفع العليمي صوته على محافظات ليست تحت سلطته الفعلية؟
ما جدوى تهديدات لم يسمعها إلا الإعلام، بينما القوى التي على الأرض تعرف تمامًا أن تصريحاته لا وزن لها؟
هو يعلم قبل غيره أن الجنوب اليوم يتعامل مع الشرعية كـ”ضيف شرف”، يأتي بعد الأحداث لا قبلها، ويُعلن القرارات بعد أن تكون الوقائع قد حُسمت.
أما في تعز… فهي صندوق أسود
— أي قرار يتجرأ على اتخاذه يُبتلع قبل أن يرى النور.
جماعة واحدة هي من تقرر، هي من تُعيّن، هي من تُعزل، هي من تحكم، وما على العليمي إلا أن يشاهد من بعيد وكأنه موظف علاقات عامة لا رئيس مجلس قيادة.
من يعجز عن ترتيب شارع واحد في تعز… آخر من يحق له الحديث عن “عودة قوات”
كيف لرجل لم يستطع إعادة الانضباط إلى شارع واحد في تعز أن يتحدث عن إعادة قوات كاملة من الجنوب؟
كيف لرئيس عجز عن ضبط نقطة تفتيش حزبية أن يطالب قوات منتصرة — حررت الأرض — بأن تتعامل مع قراراته كأنها أوامر من قائد حقيقي؟
هذا عبث سياسي، لا يصدّقه إلا من يعيش في الوهم.
الجنوب ليس مسرحًا لتجاربك… وتعز ليست ورشة تدريب على الفشل
الجنوب دفع ثمنًا، وحسم معارك، ونظّف الأرض من المليشيات الحزبية.
أما الشرعية التي يقودها العليمي فكانت تتفرج وتكتب بيانات خشبية.
وفي المقابل، ماذا قدّم لتعز؟
لا شيء… سوى:
• فوضى أمنية تُدار من مكاتب حزبية،
• قرارات مختطفة،
• مرتزقة نفوذ لا يخضعون لدولة ولا لسلطة،
• وقيادة رسمية عاجزة لا تستطيع تنفيذ قرار واحد حتى لو كان بسيطًا.
عجزك في تعز لا يمكن تغطيته بالصراخ على الجنوب
العليمي يعرف أن أي قرار يتخذه في تعز يحتاج موافقة الجماعة التي تملك نفوذه هناك، ولذلك يفضل الهروب إلى الجنوب ورفع صوته هناك.
لأنه المكان الوحيد الذي يمكنه أن “يقول” — لا أن “يفعل”.
قراراتك تُفرغ من مضمونها قبل أن تُعلن
في حضرموت والمهرة، القوى الفاعلة على الأرض هي التي تقرر.
والتغييرات التي حدثت مؤخرًا لم تكن جزءًا من خطط العليمي، بل حدثت رغماً عنه، وهذا ما يدفعه اليوم إلى محاولة الظهور بمظهر من يعيد ترتيب المشهد.
لكن المشهد تجاوزك يا رشاد… ولم يعد ينتظر توقيعك.
الخلاصة التي يجب أن تُقال بلا تجميل
رشاد العليمي رئيس فقد السيطرة في تعز، وفقد التأثير في الشمال، ويحاول استعادة الهيبة بالصراخ على الجنوب.
لكن الحقيقة أقسى من خطاباته:
لا قيمة لقرار لا يملك صاحبه القدرة على فرضه، ولا وزن لتوجيهات تأتي من رجل فقد سلطته الفعلية وبقيت له سلطة الكلام فقط.
هذا واقعٌ لن تغيّره بيانات إعلامية… ولا تصريحات مرتفعة الصوت من رئيس منخفض الفاعلية.













