تعز بين براثن الموت قصفا وجوعا

السبت 08 ابريل 2017 - الساعة 05:12 صباحاً

 

 

تضيق المدينة بأوجاعها وتغدوا كل السبل مؤدية إلى الموت ،الموت الذي ليس بينه وبين الحياة ثمة اختلاف إلا في النهايات التي تختارها أو تختارك.


فأينما يممت شطرك في جهات المدينة واريافها هناك موت يتربص بك ،بقذائف ميليشيا الحوثي وصالح التي تمطر بها المدينة صباح مساء ،برصاص موجه من فوهة بندقية ملثم على ظهر دراجة نارية لا هم له إلا رفع منسوب الاغتيالات والانفلات الأمني ،بالجوع الذي يفتك بك واطفالك بعد أن أمضيت عامين دونما عمل وأشهر بلا راتب في ظل حصار جائر تدفع ثمنه والملايين من أبناء تعز الصامدة رغم كل محاولات القهر والاذلال الممارسة من الجميع .

 

بيد أن مدرس الفيزياء في مديرية المسراخ نعمان عبدالحميد احمد اختار وسيلته الخاصة في الموت جوعا ، كي لا تراق كرامته ولا تضطره الحاجة إلى استعطاف الناس أو رؤية مشاعر الرحمة والشفقة تنبعث من وجوههم وامعائهم الخاوية ،وهو الموظف الذي لم يتقاضى راتبة منذ سبعة أشهر.

 

أغلق مدرس الفيزياء منزله عليه وزوجته وأولاده الستة ثلاث ايام ،بعد أن تقطعت به سبل توفير الطعام ،وقرر وأسرته مواجهة الموت برباطة جأش وعزة نفس ليكتشف جيران وأبناء قريته هذا الغياب الغريب ،ويفجعوا بمنزله خاليا من أي مواد غذائية بما فيها ملح الطعام وهو الذي يسكن جوار ما يسمى بمدير المديرية المعين من سلطة الأمر الواقع .

 

قصة نعمان وأسرته ليست سوى بعض من الغصص اليومية المكدسة في أحياء تعز المحاصرة واريافها ،وجع يومي ليس له منتهى ،واستماتة في الحصول ع كسرة خبز تكفيك دموع أطفالك الجوعى ،وأنين امعائهم الخاوية ،بعد أن استمات الجميع (ميليشيا) في حصار المدينة وقصفها كل ان (شرعية) في حرمان موظفيها من دخلهم الوحيد وانعدام فرص العمل وشحة الإغاثة وكل السبل التي تمكن الناس من الحصول على غذاء يكفل لهم البقاء ع قيد الحياة ويحافظ على ما تبقى من انسانية الضمير العالمي وأخلاقه المراقة .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس