دراسة علمية تتوقع حصد كورونا 145 ألف وفاة بصنعاء وعدن وشرعب تعز
الخميس 04 يونيو 2020 - الساعة 06:29 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
توقعت دراسة علمية أجراها دكتور يمني مقيم في الخارج من وفاة 145 ألف وفاة بصنعاء وعدن ومنطقة شرعب الريفية في تعز خلال عام في حال لم يتم تطبيق التباعد الاجتماعي أو التوصل إلى لقاح.
الدراسة التي أجراها الدكتور حمدي الحكيمي أخصائي طب المجتمع والوبائيات والمقيم في هولندا ، قال بإن تمت عبر المحاكاة أو النمذجة Modeling هي إحدى الوسائل الرياضية والتي مكنت العلماء من التنبؤ باحتمالية حدوث الأشياء.
مشيرا الى أنها تقنية علمية بنى عليها توقعاته بشأن كورونا خلال سنة ، وإجراءها باستخدام برنامج متخصص ومتقدم يدعى Epiflex .
وأشار إلى أنه ركز على عدن باعتبارها بؤرة الوباء والمكان الأكثر تضررا، ثم أجرى محاكاة لصنعاء باعتبارها المدينة الأكبر في اليمن ثم أجرى محاكاة لمنطقة شرعب كنموذج لانتشار المرض في المناطق الريفية ومحاكاة الوباء في عدن وصنعاء وشرعب والتوقعات كانت لسنة قادمة.
وحول الأصوات التي تنادي بترك الوباء ينتشر بشكل طبيعي من أجل الحصول على مناعة القطيع اعتبر الحكيمي هذا الرأي شبيها بخيار الأرض المحروقة لأنه ما زال هناك مجال لإنقاذ الكثير من الأرواح.
وقال الحكيمي: باستطاعتنا إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح إذا اتبعنا بعض إجراءات الوقاية الذكية وأشدد على كلمة ذكية لأن أي صلف أو تعنت في تطبيق الحجر الصحي سيؤدي إلى فشله الذريع خصوصا في دولة منظومتها متهالكة كما هو الحال في اليمن.
وفي حالة عدم وجود أي تدخل وقائي سيصل العدد المتوقع للمصابين في عدن إلى 20 ألف حالة حتى نهاية شهر مايو أي اليوم الأحد معظمها حسب الحكيمي ستكون حالات خفيفة ولا تحتاج إلى العلاج في المستشفيات و لكن حوالي 3 آلاف حالة تحتاج عناية صحية ومنها ألف حالة تقريبا ستحتاج إلى وحدات عناية مركزة.
وأشار الحكيمي إلى أن الموجة العالية للوباء في مدينة عدن من المتوقع أن تكون في شهر يونيو حيث ستصل عدد الحالات في نهاية يونيو إلى 90 ألف حالة منها حوالي 13 ألف حالة تحتاج عناية طبية.
وتوقعت المحاكاة التي أجراها أن عدد الحالات سينخفض بعدها تدريجيا وبوتيرة قليلة حتى يبدأ في الاستقرار بعد سبعة أشهر عند 30 ألف حالة منها 4500 حالة تحتاج معالجة في المستشفيات و 1500 حالات حرجة.
وبالنسبة لعدد الوفيات الناتجة من هذا السيناريو المتشائم فهو يرتفع تدريجيا ليصل ذروته بعد تسعة أشهر وبحدود 35 ألف حالة وفاة حسب المحاكاة التي أجراها الدكتور حمدي الحكيمي أخصائي طب المجتمع والوبائيات.
وفي مدينة صنعاء فإن نتائج المحاكاة التي أجراها لانتشار وباء كورونا المستجد كانت كارثية وهي السيناريو المتوقع ابتداء من شهر يونيو في حالة فرضية عدم التباعد الاجتماعي.
وتنبأت دراسة المحاكاة أن مضاعفات الوباء ستكون أسوأ بكثير في صنعاء منها في عدن حيث سترتفع في شكل موجة عالية في نهاية يونيو لتصل إلى 300 ألف مصاب والذي يتوقع أن يحتاج 45 ألف مريض لرعاية طبية، منهم حوالي 15 ألف سيكونون في حالة حرجة تحتاج إلى وحدات عناية مركزة.
وسيبدأ عدد المصابين بانخفاض تدريجي على شكل موجات تنخفض وترتفع بشكل حاد حتى تبدأ في الاستقرار نسبيا في شهر نوفمبر القادم حينها حوالي 20% من سكان صنعاء سيصابون بالمرض.
وعن عدد الوفيات في صنعاء توقعت المحاكاة التي أجراها الحكيمي أن تصل الوفيات المتوقعة في الأشهر القادمة حوالي 3 أضعاف الوفيات في عدن وذلك خلال السنة القادمة وربما يرجع ذلك إلى كون عدد السكان في صنعاء أكبر بكثير من عدن حيث تزيد الوفيات تدريجيا إلى أن تصل إلى 110 آلاف وفاة خلال عام واحد وهذا يرجعنا لمقولة إن المدن الكبيرة هي ولائم الأوبئة.
وحول سيناريو محاكاة الوباء في شرعب كمنطقة ريفية والتوقعات لسنة قادمة وهل سوف ينتشر الوباء في المناطق الريفية اليمنية بنفس سرعته في المدن اليمنية؟ قال إنه حاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال المحاكاة على إحدى المناطق الريفية وهي منطقة شرعب وذلك بعد حصوله على البيانات التقريبية لعدد السكان وعدد الأسواق الكبيرة والصغيرة وعدد المراكز الصحية والتجمعات البشرية.
وحسب الحكيمي بينت نتائج المحاكاة فرقا جوهريا بين مدينة عدن كمثال للمدن ومديرية شرعب كمثال للمناطق الريفية يتركز في أن عدن كان الوباء يزيد بسرعة كبيرة في شكل موجة صاعدة ويصل الذروة خلال شهرين ولا ينخفض بسرعة حيث يأخذ ستة أشهر حتى يبدأ في الاستقرار.
لكن في حالة شرعب فإن الوباء تقريبا لا يوجد فيه موجة عالية ولكنه يرتفع قليلا ثم يتذبذب حول مستوى ثمانية آلاف حالة إصابة، منها سيكون هناك في أي وقت خلال هذه السنة حوالي 1200 حالة تحتاج عناية طبية و400 حالة تحتاج عناية مركزة خلال فترة سنة منذ وصول أول حالة إلى المنطقة.
ولكون الرعاية الطبية في الريف ضعيفة جدا أو غير موجودة فإن معظم الحالات الحرجة ستكون عرضة للوفاة كما يجب ألا يهرب الناس من ال مدينة إلى الريف لأن هكذا قرار أناني قد يسبب انتشار الوباء في قرى لم يكن من الممكن أن يصلها الوباء أصلا.