الحرب فرصة تجار الحروب
السبت 08 ابريل 2017 - الساعة 11:09 مساءً
وجدي السالمي
مقالات للكاتب
اتاحة الحرب لضعاف النفوس وتجار الحروب أن يتسلقوا إلى مراكز القيادة والتوجيه باعتبار الحرب فرصة لتحقيق اهداف ومكاسب خاصة.. وكانت الحرب شماعة كل الأخطاء والتصرفات اللامسؤولة، فتحت متطلبات المعركة وشعار كل شيء من اجل النصر، بغض الطرف نهائياً عن أية محاولة للمراجعة ونقد الخطأ والتصحيح، وقد كانت الحرب مسؤولة عن الكثير من الأخطاء التي ترتكبها بعض القوى المصطفة بجانب الشرعية، ورفعت شعار "عدم شق الصف" ضد كل صوت ناقد لها..
وفي خضم القتال نُسيت اهداف وتطلعات ثورة 11 فبراير تماماً، وانزاحت أهداف النضال عن ذاكرة من يمسكون بزمام الأمور، وبقيت تضحيات ونضالات الشباب مجرد احداث وذكريات.
وتحاول بعض القوى التي تجد من الحرب فرصة تجارية مربحة، توصيف نقد الأخطاء بالخيانة، وتشويه الصوت الناقد وتحويله إلى شائعات مغرضة.
وندرك جيداً أن بعض القوى المصطفة بجانب الشرعية استغلت الحرب كثيراً لتستر على الخطأ وتبريره، وفوتت فرصاً ثمينة ومواتية للتصحيح قصداً وعمداً،وجعلت المكاسب الخاصة التي تحققها في جو الحرب وبسببها تلك القوى أن تسد باب الإصلاح حماية لمصالحها الأنانية.
ندرك ايضاً، ان الحس الوطني قد أقصي عن مركز التأثير، ورغم ذلك لم يغب عن الساحة تماماً، فقد استشعر فداحة الاخطاء التي تقع وإصرار البعض على التمادي فيها، وحاول أن يغير من مجرى الأحداث ويوجهها نحو طريق أكثر انسجاماً مع تطلعات وتضحيات الناس.
ورغم كل ما يحدث فهناك الكثير من شباب ثورة 11فبراير من الذين مازالت الثورة تنبض في ارواحهم مازالوا يشكلون الصوت الضاغط لمواجهة الممارسة السلبية داخل صف القوى المساندة للشرعية،وفرز الخطأ والصواب والايجاب والسلب في مسيرة النضال.