غاندي وكفاحه ضد المستعمر البريطاني

الاحد 16 ديسمبر 2018 - الساعة 05:04 صباحاً

 

أعتمد المهاتما غاندي في كفاحه ضد المستعمر البريطاني أسلوب المقاومة السلمية.

 

مقاطعة منتجات المستعمر والعزل الإجتماعي وعدم مقاومة الإعتقال والإعتصامات والإضراب عن العمل وعن الطعام والإكتفاء بالقليل المحلي حتى وإن كان رديئاً شكلت المعزة محور المقاطعة حيث كانت هي أداة المقاومة (يشرب من لبنها ويأكل من لحمها ويغزل من صوفها) وبإمكانه استخدام مخلفاتها كسماد طبيعي لتحسين جودة المنتج الزراعي.

 

في تاريخنا المعاصر لم يعد هناك استعمار مباشر بل اصبح المستعمر محلي كما وصفه شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني (غزاة لا نشاهدهم وسيف الغزو في صدري) دولتنا لم يسقطها الحوثيين ولكن اسقطها الفاسدين من النخبة والتي لا يمكن التمييز بينها على اساس وظيفي (فالتاجر هو السياسي وهو العسكري وهو رجل الدين وهو الشيخ في نفس الوقت)وهي نفس النخبة التي تشرع وتقضي وتنفذ بل وتمارس النقد حالها كحال لص سرق المجوهرات ثم خرج مع العامة ليبحث عن السارق ويتوعده بالعقاب إن وجده.

 

في اليمن الفاسدين بحاجة الى أن يتبنى الشعب اسلوب المقاومة السلمية ضدهم حيث أن الدوائر الثلاث للردع (الدين والضمير والقانون) قد فقدت تأثيرها بل تم تعطيلها كون الفاسدين تسندهم الحماية والمناصب، الحماية التي يوفرها لهم عمقهم الإجتماعي الذي ينتمون اليه ومنصبهم الذي يمدهم بالنفوذ فيجعلهم قادرين على اتخاذ القرار أو تعطيل صدوره أو إبطال مفعوله.

 

بناء على ماسبق يبقى الرهان قائم على الحد الثالث في معادلة السلطة وهو الشعب لكن هل هذا الشعب يحمل من قيم الغيرة الذاتية على ماله وارضه ومستقبله لعزل تلك النخبة اجتماعياً لعلنا نستطيع أن نوقض فيهم على الأقل صفة الحياء والخجل ليصل لهم الإحساس بأن ما قد امتلكوه قد تجاوز حد الكفاية ليسمحوا للمواطن بأن يعيش عند مستوى حد الكفاف؟؟!!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس