التُقية الإخوانية .. مزايدة بالقيم والمبادئ بالقول وكفر بها في السلوك.

الاثنين 22 يونيو 2020 - الساعة 09:05 مساءً
المصدر : خاص

 


إن كان تعريف للتقية مذهبيا: فهي إظهار الشخص لعكس ما يبطنه، و يكاد أن يكون ادق توصيف سياسي، لحركة الإخوان المسلمين التي يُظهر سلوكها كفرها البواح بكل القيم والمبادئ التي ترفعها، وتزايد بها علنا.

 

ديمقراطية الإخوان، ديدن جديد تحاول من خلاله الجماعة إستمالة الشارع اليمني، وإستعطافها بعد سيل من الخيبات، والمؤامرات، والنكبات، والفضائح التي مُنيت بها، واُبتلي بها الشارع.

 

حيث يبحث الإخوان عن مكاسب جديدة، في معاركه المفصلية للإستحواذ، والسيطرة وفرض النفوذ ، مراهنا على فزاعة الديمقراطية كوجبة دسمة، تصلح أن يراوغ بها دول العالم، والمجتمع الدولي.

 

الجماعة التي تستحوذ على إنتصارات، ونجاحات الحلفاء، وتنسبها زورا وبهتانا لها، ولا تؤمن بمجرد الشراكة، كفكرة حتى فيما يحققه الآخرين من مكاسب، وتعتبر الوطن تقية للأقوى والمسيطر، تبحث اليوم في أسس الديمقراطية، عن مخارج لها لإدارة صراعاتها الأزلية القادمة.

 

وتبقى مهمة الإقناع التي توكلها الجماعة، لقيادات إصلاحية تهاجم، وتحاجج بها الأحزاب مرة، وتدافع عن الجماعة مرات، وتنفي علاقتها بها أوقاتا أخرى ، وتحاول تقديمها كوجهٍ حداثي منتقد لها في الظاهر لتجميل صورة الجماعة، لكن سرعان ما تسقط هذه الأقنعة وتظهر على حقيقتها الإخوانية المتطرفة.

 

ويعيد للقارئ صورة الحقيقة عن نهج وسلوكيات هذه الجماعة التي لا تعترف الا بوجودها على الأرض، ولا تستخدم في حواراتها غير الإقصاء، والتهميش، والبطش، والقوة.

 

ولعل النائب الإصلاحي شوقي القاضي أنصع صورة عن ذلك السلوك الإخواني ومحاولة خداع المتابع بوجود عناصر حرة داخل الجماعة تؤمن بالديمقراطية وبالنقد الذاتي.

 

حيث غرد القاضي مؤخراً، في حسابه على تويتر منتقداً الأحزاب الآيديولوجية قائلاً: "كل يوم أزداد يقيناً بأن الأحزاب "الآيديولوجية" المؤسَّسَة على أساس "مرجعية الأفكار والمعتقدات"، ليستْ مؤهلة لقيادة ونهوض الشعوب، معللا بأن "التنمية" ليست في صميم برامجها!

 

وحسب تصنيف القاضي فالأولوية فشلاً كانت من نصيب الأحزاب اليسارية، تليها الإسلامية، والقومية.. واضاف قائلا: أن شواهد الحال والتجربة أقوى دليل وبرهان!

 

الغريب أن القاضي، هو نفسه، وقبل أيام كتب على صفحته بأنه تم إستدعائه من قبل قيادة الإصلاح، لعمل رؤية ودمج مصطلح الديمقراطية في أدبياتهم!

 

وهو ذاته من إشتاط غضباً وغيضاً، في منشور له على صفحته في الفيس بوك، كتب من خلاله رسالة عتاب موجهة لرئيس الإستخبارات السعودية، حول ما تناوله تقرير لأحد الصحافيين، في صحيفة " عكاظ " عن تعطيل الجماعة لإتفاق الرياض عبر جناح قطر في الحزب.

 

حيث طالب القاضي رئيس الإستخبارات السعودية الزام الصحيفة بالإعتذار، واصفا إياها بـ"الصفراء"، والصحفي بـ "التافة والمرتزق"!

 

وهو ذاته الذي خرج عقب سقوط حكم الإخوان في مصر عام 2013، بمقال يهاجم فيه خصوم الإخوان ويصفهم بأنهم " شواذ " و "أحفاد قوم لوط"!

 

وعلى بوابات نهايات القرن الحادي والعشرين، يصر أدعياء العمل الحزبي، على الإنغماس في الفشل، فهم لا يستفيدون من عثرات الماضي واخطائه، اذ ما يزالون يتخبطون، في فلك كيان لا يؤمن بغير القوة، فارضاً وجوده كجماعة ميليشاوية لا غير.

 

فكيف لهذه الجماعة أن تدعي القتال لاستعادة وبناء دولة مدنية، وديمقراطية، في حين أنها لا تؤمن اساساً بالدولة ومؤسساتها، ولا تمارس الديمقراطية حتى بين مستويات افرادها.

 

اذ كيف للمتابع أن يصدق إيمانها بالديمقراطية وذراعها السياسي ( حزب الإصلاح )،لم تتغير قيادته منذ نشأته عام 90م،الا بسبب الموت، حيث ظل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيسا للهيئة العليا للإصلاح إلى أن توفي، ليصعد محمد اليدومي بديلاً عنه، ويصعد عبدالوهاب الآنسي بديلا عن اليدومي في منصب الأمين العام.

 

وهذا شأن بقية القيم والمبادئ التي تزايد بها، لكنها تفصح عن كفرها به صراحة اما بالقول او بالسلوك، فهي لا تؤمن بالثورة ولا بأهدافها ومبادئها ، وخير شاهد، ممارساتها أيام ثورة الشباب، حيث كانت مطالب الإصلاح وإعلامه تحوم حول إصلاحات سياسية فقط ، متحاشيتا مضمون التغيير والثورة ومصطلحاتها.

 

وعلى نفس المنوال يفضح البرلماني الإخواني المتشدد، عبدالله أحمد علي بتسجيل له، كذب جماعة الإخوان ومزايدتها بالجمهورية، وثورة 26 سبتمبر حيث اعترف في التسجيل أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ليست ثورتهم ولا علاقة لهم بها، وأن اهدافهم منافية لأهدافها، بل يؤكد بأن جماعة الإخوان تأسست في اليمن ضد ثورة سبتمبر التي وصفها بالجاهلية.

 

وفي الحقيقة أن ما قاله العديني، يعتبر حقيقة دامغة لسلوك الجماعة، لا ينكرها إلا الإخوان أنفسهم.

 

 فكيف لمن يتشبثون بمواقع ومناصب لا يعفيهم منها الا ملك الموت، أن يصنعون أو يساهمون في بناء دولة عصرية، بكوادر مقتدرة تقود وتنهض بهذا الوطن البائس.

 

ويبقى أن نتساءل: كيف ستمارس الجماعة مجددا إستغلال وإستغفال الشعب ونخبه وقواه السياسية بنفس الأدوات، والأساليب. والجميع بات يعلم ما تضمره من أهداف في حين تظهر علانية اهدافاً وقيماً أخرى.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس