نفاق المجتمع الدولي
الاربعاء 09 يناير 2019 - الساعة 02:13 صباحاً
أحمد حميد الشامي
مقالات للكاتب
في ظل الحروب والصراعات التي يمارس فيها اﻷنتهاكات الانسانية بحق المواطن اليمني الذي يعاني من حرب عبثية فرضت عليه ، منذ ذالك اليوم المشؤوم 21سبتمبر 2014 عندما انقلبت مليشيات الحوثي على الشرعية ودخول اليمن في دوامة من الصراع اﻹقليمي المتعدد اﻷوجة ، كل ذلك نتائج لتلك الحوارات التي فقدت فيها المصداقية والاخلاق السياسية عند جماعة انصار الله التي لا تعترف بأي اتفاقيات وعهود سياسية ، فهي تعترف بلغة السلاح وشعار الموت .
لم يكن المجتمع الدولي مغيب في تلك اللحظه بل كان حاضر ومشرف على مؤتمر الحوار الوطني ، كما كان متواجد عندما خرجت مليشيات الحوثي من محافظة صعدة الى عمران ومن بعدها صنعاء وباقي المحافظات .
كان متواجد ايضآ عندما قامت مليشيات الحوثي بتفجير منازل الخصوم السياسيين ، ومتواجدة عندما قامت مليشيات الحوثي بأجتياح العاصمة صنعاء والدخول في اتفاقية السلم والشراكة ، الذي كان من ضمن الاتفاق الملحق الامني والذي ينص على الحالة العسكرية والامنية والقضايا المتعلقة بعمران والجوف ومارب وصنعاء وباقي المحافظات ، و ازالة جميع عناصر التوتر السياسي والامني من اجل حل اي نزاع عبر الحوار وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها ، كما ينص على ضرورة بسط سلطة الدولة واستعادة سيطرتها وفق مخرجات الحوار الوطني .
تم التوقيع والاتفاق بحبر على الاوراق دون تنفيذ على ارض الواقع ، استمرت جحافيل مليشيات الحوثي بالزحف على باقي المحافظات وسيطرتها على الموسسات الحكومية ونهب السلاح من معسكرات الدولة ، ضاربه كل الاتفاقيات على الحيط ، كل هذا في ظل وجود المجتمع الدولي الذي يشرف حاليا على اتفاقية السويد .
المجتمع الدولي الذي ينادي بالديمقراطية وحقوق الانسان ، وهو يعرف ويدرك جيدآ بأن مليشيات الحوثي لاتؤمن بالديمقراطية والمساوة والعدالة الاجتماعية ولا تؤمن بحقوق الانسان ، لانها تؤمن بشعار الموت والدمار .
المجتمع الدولي الذي اصدر قرار مجلس الامن رقم 2216 بتاريخ 14 إبريل 2015 ، نص القرار على فرض عقوبات على قادة الحوثيين هما عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم المتمردين وعبدالله يحيى الحكيم (ابوعلي الحاكم ) وكافة الاطراف التي تعمل لصالحهم ، كما نص القرار وطالب من مليشيات الحوثي بوقف القتال وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء .
اين دور المجتمع الدولي من ما يحصل لاطفال تعز والبيضاء الذين يعيشون بين القصف وحصار لا يرحم ، لماذا ينظر المجتمع الدولي الى الحديدة ،و لا ينظر الى صغار وجدوا ابائهم وامهاتهم قد تحولوا الى اشلاء ممزقة ، وبيوتهم قد صارت خرابا في تعز والبيضاء .
بأختصار المجتمع الدولي لا ينظر الى حال الشعوب الذين يبحثون عن ابسط حقوقهم ولا ينظرون الى الجانب الانساني ، فهم ينظرون الى مصالحهم ومصالح دول عظمى .