اختفاء يحي الحوثي شقيق زعيم المليشيات .. هل بالفعل اعتكف في صعدة أم جرى تهميشه ؟
الاثنين 20 يوليو 2020 - الساعة 11:03 مساءً
المصدر : نقلا عن المصدر اونلاين
في الـ10 من فبراير الماضي، حين كانت الأزمة والخلاف بين الحوثيين والمنظمات في أوجها، خرج يحيى الحوثي، شقيق زعيم ميليشيا الحوثيين، ووزير التربية في حكومتهم بصنعاء، بتصريحات نادرة اعترف فيها بتلاعب مسؤولين في جماعته بالمساعدات الإنسانية، قبل أن يغيب عن عمله والمشهد العام ويختفي عن الظهور بشكل مثير للغرابة والغموض.
وبحسب بحث وتقصي لـ"المصدر أونلاين" فقد كان آخر ظهور لوزير التربية والتعليم، يحيى بدر الدين الحوثي، بعد ذلك التاريخ، في الـ16 فبراير، في لقاء مع مستشار المدير التنفيذي لليونيسف وممثلها المقيم باليمن، ولقاء آخر بعد ذلك في الـ14 مارس خلال افتتاحه ورشة العمل التدريبية لمدراء الإعلام التربوي والقناة التعليمية وفق ما نشر بوكالة سبأ بنسختها في صنعاء.
وقال مصدران في وزارة التربية بصنعاء لـ"المصدر أونلاين" إن يحيى الحوثي لم يحضر إلى ديوان الوزارة خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن نائب الوزير همدان الشامي، يمارس مهامه بشكل كامل.
أكد أحدهما أن الحوثي لم يحظر منذ عدة شهور إلى ديون الوزارة، فيما قال المصدر الثاني، إنه لم يره الفترة الأخير بالفعل.
وأكد مصدر ثالث، مقرب من جماعة الحوثيين أن يحيى الحوثي غير متواجد في صنعاء منذ فترة دون أن يفصح عن الاسباب.
وفق أخبار وزارة التربية والتعليم المنشورة في وكالة سبأ الحوثية، فإن نائب الوزير "همدان الشامي" مثل الوزارة في اجتماعات مجلس الوزراء خلال الفترة الماضية، كما مثل الوزارة في كل المناسبات الماضية، وكل التوجيهات صدرت تحت توقيع نائب الوزير أو وكلاء الوزارة الأخرين.
وفي الـ10 يوليو الجاري، نشرت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين " محذوفات إضافية في المواد الدراسية لطلاب الشهادة العامة "أساسي، ثانوي "، وأرفقت صورة القرارات المحذوفة موقعة من عدة شخصيات بينها الوزير يحيى الحوثي.
وبمراجعة القرارات السابقة الصادرة عن يحيى الحوثي بشأن الموضوعات المحذوفة لطلاب الشهادة العامة، وقرارات وتوجيهات أخرى، تبين لـ"المصدر أونلاين" وجود اختلاف بين توقيع الحوثي في تلك القرارات، والتوقيع الموجود على القرار الأخير، ما يشير إلى توقيع شخص آخر بدلاً عنه.
ومن اللافت في الأمر، حذف وكالة "سبأ" صور كل قرارات الأعوام السابقة المتعلقة بالمحذوفات الشهادة العامة، من موقعها، مع بقاء الأخبار كما هي مذيلة بعبارة "مرفق صورة من قرار الموضوعات المحذوفة".
وطوال الفترة الماضية، لم تتداول وسائل إعلام الحوثيين، أي خبر عن يحيى بدر الدين، باستثناء خبر رفعه برقية تهنئة لـ"قائد الثورة والمجلس السياسي بالعيد الوطني وعيد الفطر" نشرتها الوكالة في 25 مايو الماضي.
وكان يحيى الحوثي، وهو أكبر سناً من شقيقه عبدالملك الذي يقود الميليشيا، هاجم في العاشر من فبراير، أحمد حامد، مدير مكتب رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، والذي يتولى أيضاً رئاسة المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للحوثيين، كما هاجم أمين عام المجلس عبدالمحسن طاووس، متهما إياهما بالتلاعب بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية.
وقال يحيى الحوثي في بيان نشره الإعلام التربوي على موقع وزارة التربية، إن "حالة من التجاذب والتوتر بين ما يسمى بمجلس تنسيق المساعدات، وبين المنظمات الانسانية.. والمجلس حتى الان لم يستكمل بنيته القانونية، ولم ينل تأييدا حتى من قائد الثورة ".
وأضاف أن المجلس جاء بإصرار من "احمد حامد مدير مكتب الرئاسة وقراراته غير موافق عليها من قبل الأعضاء المعينين فيه، ومنها ما يعد مجازفة الحملة الاعلامية التي يقودها طرف المجلس المزعوم ضد المنظمات ، لم تتوقف ولم تعتمد على حقائق في اكثرها".
وأِشار الحوثي في بيانه، إلى قيامه بما يشبه الوسيط بين المنظمات ومنها الغذاء العالمي ومجلس تنسيق، لافتاً إلى عدم تجاوب المجلس والمسؤولين مع جهوده وعدم تقديمهم أي أدلة على فساد المساعدات، واستمرارهم في الحملات الإعلامية على البرنامج رغم التزام البرنامج بالتفاهمات.
وتابع الحوثي : "موقفنا الآن هو دعوة ما يسمى بالمجلس الوطني إلى أن يتوقف عن خلق حالات التوتر مع المنظمات نهائياً، وأن يتم التعامل معها بصورة قانونية ومسؤولة. ان تتوقف وسائل الاعلام وبالذات قناة المسيرة عن الحملة الاعلامية الموجهة ضد المنظمات الانسانية وبالذات برنامج الأغذية العالمي. ان يلتزم المجلس والجهات المسؤلة بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين".
وأكد الحوثي أن طلبات المجلس من برنامج الغذاء غير معقولة، وأن "بعض الاهداف التي يسعى المجلس الى تحقيقها غير مسؤولة".
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" تحدثت عن صراع أجنحة وفصائل داخل الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا على الفساد والنفوذ والسلطة لتصل هذه المرة إلى رأس الهرم في السلالة الانقلابية.
ونقلت عن مصادر مطلعة بصنعاء حديثها عن بروز انقسام حوثي جديد وعلى مستوى رفيع، يتمثل بعضه في الصراع على النفوذ والسيطرة من جهة، وعدم التوافق على تقاسم المنهوبات من المساعدات والإتاوات من جهة ثانية. وقالت إنه من وقت لآخر تستمر حدة الاختلافات والصراعات بين الأجنحة الحوثية وتزداد توسعا.
ونقلت عن مصادر مقربة من قادة الجماعة أن يحيى الحوثي "معتكف" في مسقط رأسه بصعدة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وعزت المصادر سبب اعتكاف يحيى الحوثي ورفضه العودة لممارسة مهامه بحكومة الجماعة إلى الخلافات التي نشبت بينه والقيادي الحوثي المعين أمينا عاما لما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للحوثيين عبد المحسن الطاووس، وأحمد حامد المعين من قبل الحوثيين مديراً لمكتب رئاسة مجلس حكم الانقلاب، بسبب الصراع على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الأممية لليمنيين واستئثار الأخيرين بحصة الأسد منها.
وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن يحيى الحوثي التقى شقيقه زعيم الجماعة عبد الملك، وحاول أن يحصل منه على موقف مؤيد له في مواجهة الطاووس وحامد لكن شقيقه لم يستجب لطلبه وفضل الصمت، معتبرا أن أي تأييد لما أذاعه شقيقه يحيى سيكون بمثابة دليل مجاني للإعلام وللخصوم على فساد جماعته وعبثها ونهبها للمساعدات.
وطبقا لما أوردته نفس المصادر فقد رفض يحيى الحوثي العودة إلى صنعاء لممارسة مهامه ولا يزال يصر على مواصلة الاعتكاف بمنزله بصعدة، كرد منه على خذلان شقيقه له وتماهيه مع ما أسماها القيادات الفاسدة في مجلس حكم الانقلاب ومجلس الإغاثة.
وقالت إن محاولات عدة لبعض من قادة الجماعة فشلت في التوسط لإقناع يحيى الحوثي بالعودة لمزاولة عمله خصوصا بعد تحديد موعد الاختبارات لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية.
وحسب الصحيفة تعد قضية الخلافات بين القادة الحوثيون على خلفية قضايا الفساد ونهب المساعدات وسرقة المال العام وغيرها إحدى أبرز القضايا التي تظهر من حين إلى آخر على الساحة الإعلامية والسياسية، إلا أن قيادات الميليشيات تسارع إلى التغطية عليها وإخفائها بافتعال قضايا وأزمات أخرى.