ماذا بعد؟؟
الاحد 09 ابريل 2017 - الساعة 06:18 صباحاً
حسام ردمان
مقالات للكاتب
لا الشرعية ولا المقاومة تملكان اجابة شافية على سؤال كهذا,,ناهيك عن افتقار الاولى اصلا لجسارة طرحه في ظل سعيها الحثيث الى جني الغنائم..
وحده الخارج من يملك هذه الاجابة,,وكل قوى الداخل تنساب -مرغمة او راضية- مع هذه الحقيقة ؛ اما محبة للمال او مخافة الفراغ والارهاب..
رفضت قطاعات اجتماعية واسعة الامتثال لخيارات "الضرورة المحلية" ممثلة في الحوثي وصالح ,, لكنها بالمقابل لم تبلور خيارتها الخاصة كما لم تجد حوامل سياسية مسؤولة تمتلك الرؤية والقدرة والارادة على احلال نفسها كبديل.. فكان من البديهي ان ينصاع اللاعبون جميعا لخيارات "الضروة الخارجية" ,كما هو حاصل في المكلا وعدن ومارب... ومؤخرا سقطرى..
في المدن المحررة الجميع يعول على دول التحالف.. والتحالف ليس جمعية خيرية , فهو مقابل امساكه بزمام المبادرة والدعم يعيد رسم الخارطة الجيوسياسية اليمنية بما يخدم تصوراته المستقبلية لادارة الصراع في اليمن والاقليم.. بالطبع من المراهقة لوم الرياض وابوظبي على سعيها لتحقيق مصالحها ,, كما انه من العبثية لوم الشرعية مع ادراكنا العميق بعجزها البنيوي عن التحلي بروح المسؤولية ناهيك عن التحلي بالوطنية..
الجميع يعول على اللاعب الجديد الذي تمثل في المقاومة,,مثلما عولنا سابقا على "شباب الثورة" ,, لكن هذه البدائل التي جرفتها التجارب نظرا لاتكاءها التام على العفوية وافتقارها الى التنظيم او الرؤية التغيرية المتجانسة ,تظل سائلة وقابلة للتطويع من اي طرف كان..
الحراك الجنوبي رغم عدالة قضيته اصبح قابلا للسطو من مخلفات 67 لمجرد انفصامه عن اطاره السياسي الناظم (الحزب الاشتراكي اليمني).. وشباب الثورة تحولوا الى اداة ضغط سياسي نظرا لرومنسيتهم وعفويتهم التي لم تتنج حمالا سياسيا او كتلة تاريخية تضع خيارتها وتفاوض عن نفسها, وكان المشترك الطرف السياسي الوحيد المؤهل للتفاوض باسمهم..واليوم تتجلى "القاومة" بطابعها العفوي وسرديتها الرومنسية التي جعلتها مادة خام لمتنازيعين جدد : الارهاب الذي استثمر مزاج الصراع ليحشد الشباب في صفوفه, وعواصم الخليج التي احتوت المقاتلين في صفوف "الجيش الوطني" الذي يمول ويتحرك ويقاتل بناء على توجيهات وتوجهات الرياض..
لا يكفي الاتكاء على ثنائية المقاومة والانقلاب , او الثورة والثورة المضادة لتفسير ما يدور ,, ثمة واقع يتعقد..ولا يمكن بناء مواقف سياسية صائبة مالم تستند الى حقايق موضوعية قائمة..
صحيح اننا مع الشرعية..وصحيح انه يجب انهاء الانقلاب,, لكن هذا الاعتقاد لا يلغي ضرورة توجه القوى الحية الى بلورة بديل سياسي يكون رافعة للامال الوطنية , و يعيد الاتزان الى الحالة اليمنية المتشظية في دينمياتها , والمحصورة في خياراتها ما بين الانقلاب اوالفوضى اوالخارج..
لكن وقبل الحديث المتسرع عن البدائل المقولبة (كما يفعل كل المبشرين السياسين من دعاة الثورة او المقاومة او الاستقلال او الدولة الاتحادية).. يتعين علينا قراة الواقع على نحو دقيق ومغاير مع الاخذ بما تشكل فيه من حقائق جديدة والاعتراف بكارثية البدائل المروج مؤخرا (من الشرعية الى المقاومة الى المشترك الى التحالف العربي) وذلك بصرف النظر عن غاياتها النبيلة...
يلزمنا اولا قرأة الواقع (المحلي والاقليمي والدولي) كماهو لا كما نريد .. وذلك بغية التفاعل معه جدليا و تاريخيا عوضا عن الانفعال بمجرياته لحظيا وعاطفيا ..
وحينها نمتلك اجابة : ماذا بعد؟؟