محاولة نفسية للفهم : الخيال المرضي والأفانتازيا ‼️

الاثنين 01 ابريل 2019 - الساعة 04:10 صباحاً

 

 الخيال المريض خيال جامد مقعد قاتم اللون ومظلم الرؤية فلا وضوح ولا تماسك ولا تسلسل ولا منطقية .
يتحول بفعل التراكم والتمادي إلى عقد مزمنة ومدمنة ، فشماعة الأعداء والمظلوميات مثلا قد تحولت إلى رفقة خيالية قسرية لايمكن الاستغناء عنها أو التخلص منها ، تحول دون اندماج هؤلاء بالمجتمع والواقع ويجعلها في عزلة دائمة وعلى غير وفاق مع أحد .

وتشير كثير من الدراسات النفسية لاسيما تلك المرتبطة بعلم النفس السياسي التي تناولت هذا الاضطراب أو ( الخيال المرضي ) أن هذا الاضطراب يصاحبه هوس مفرط خارج عن المألوف أو السيطرة ومن ذلك تكرار العبثيات في صورة الأفكار ( بيانات وخطابات مأزومة ) أو السلوكيات التي تصدرها للشارع وتدفع نحو الاصطدام كل مرة وبذات الأدوات والآليات والمبررات .

إن عدم تكيف هذه القوى أو عدم قدرتها على التعايش أو الاندماجية مع الآخر ، يعززها إفراطها في استنساخ وإعادة إنتاج تجارب الاستبعاد والاستعباد الاجتماعيين مع الآخر ، مما يؤكد حالة الفصام لديها ، وهو ما يقود إلى حالات الرهاب أو ( الأفانتازيا ) أو القدرة على عدم التخيل أو التصور أو حتى الإدراك في حالاتها المتأخرة . أو قد تقود إلى حالات هي الأسوأ على الإطلاق نفسيا بحسب تقديرات الطب النفسي وذاك هو ( الذهان ) ، وهو مرض لا يدرك صاحبه أنه يعيش أحلامه وأوهامه وخيالاته المرضية على أنها حقيقة ، بل ومقتنع بحقيقتها في انفصامية حادة مع الواقع والحياة والذات .

 ولأن عالم الخيال عالم افتراضي غير حقيقي ، فهو عالم مستقل غير مرتبط بالواقع .
وإنما يرتبط بالعقل الباطن عموماً ، وحتى يتم تجاوز عقد الماضي ينبغى التحرر من الماضي المحيط .
بتصحيح الأخطاء وتجاوزها وبالتصالح مع المستقبل والمحيط والمجتمع والذات ، 
سلام داخلي وخارجي هو كل مايحتاجه الخيال المريض أو المرضي اذا اراد تجاوز عقده ومأزومياته .

بقليل من التأمل الجاد يمكن تجاوز هذه المعيقات ويمكن أن تضع أقدامها على أول طرق الاستشفاء أو العلاج الناجع في تجاوز محنها التي صنعتها ومازالت بعبثياتها الانتهازية والمنغلقة على ذاتها والمتطرفة متى ما أرادت وتوفرت لديها قناعات صادقة في تجاوز محنتها تلك ماضيا " بإصلاحه وحاضرا " بتصحبحه ومستقبلا " برسمه وتوضيح مساره وترسيخه ، وبعدم ترحيل الأزمات وخيارات التصالح والسلام ومواجهة الذات التي لابد منها ، مهما كابرت أو تصورت في لحظات ما أنها قد تجاوزت محنتها ، بل إنها تعمق الكارثة والمأزومية او التعافي وتصنع شروخا " و قطيعة معرفية مع استحقاقات المستقبل أو مع استحقاقات الداخل !!

 إن فرصا " سانحة قد تهيأت مرارا " وتكراراً لم تستثمر ليؤكد حجم المأزومية وحجم الكارثة المستغحلة التي ينتظرها هؤلاء والبلد من وراءهم بهكذا جماعات أصبحت وباءا " يهدد الحياةُ و السلم الأهلي والمجتمعي وطنيا " وقوميا " . 
ولأنها تعيش خارج كل عصر فى حلولها ورؤاها فإنها لايمكن ان ترتدع أو تعود إلى جادة الصواب إلآ بصدمات قوية تحرك فيها ما افسدته أجيالا وأجيالا عبر التاريخ منذ مائة عام من التعبئة والتحريض والصراعات والانفصامية مع الواقع ورفض الآخر أو بالتضليل والتجهيل وتجريف القيم والمبادئ والمكتسبات .

الخيال المريض أو المرضي هو ذاك الذي يرى دواخله ويعكسها اسقاطا " على الآخر، ويعمد إلى رؤية الواقع بعينين معصوبتين ، يقلب الحقائق ويحرف المقاصد وتدليس الواقع وتزوير الوقائع وبافتعال الخصومات واختلاق البكائيات وادعاء المظلوميات وتشويه كل جميل .

و الذي نفسه بغير جمال 
لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً

 نقطة ضوء :

و أي عناء أن تفهم جاهلا "
فبحسب جهلا " أنه منك أفهم

متى يبلغ البنيان يوما " تمامه 
إذا كنت تبنيه و غيرك يهدم .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس