الشميري: تسليم باب المندب لتركيا جاء باتفاق بين نائب وزير الداخلية التركي ووزير الداخلية اليمني
السبت 08 أغسطس 2020 - الساعة 01:40 صباحاً
المصدر : خاص
قال الكاتب الصحفي والناشط السياسي عبد الستار الشميري أن مخطط التحالف القطري التركي الإخواني للسيطرة على محافظة تعز وباب المندب والتحكم في ممر الملاحة الدولي قد بدء منذ وقت مبكر، مشيراً إلى زيارة نائب وزير الداخلية التركي إلى العاصمة المؤقتة عدن قبل عام ونصف ولقائه بوزير الداخلية الموالي للإخوان وقطر أحمد الميسري.
وقال الشميري في مداخلة هاتفية له مع البرلماني المصري المعروف مصطفى بكري على قناة صدى البلد يوم أمس الخميس أن زيارة نائب وزير الداخلية التركي جاءت تحت غطاء العمل الإنساني، مستنكراً في الوقت ذاته الصفة التي جاء بها مسؤول أمني تركي رفيع المستوى إلى اليمن ليقدم مساعدات إنسانية لليمن.
وكشف الشميري عن فحوى اللقاء الذي جمع نائب وزير الداخلية التركي بوزير الداخلية اليمني الذي قال أنه هدف لإعطاء تركيا موطئ قدم للسيطرة على السواحل اليمنية، ومنها سواحل عدن وباب المندب، وأضاف الشميري أن المعلومات المتسربة عن الزيارة أفادت بأن تركيا اتفقت مع وزير الداخلية الموالي للإخوان بأن تمد قوات الأمن اليمني ببعض الوحدات والدعم اللوجستي مقابل أن يكون لتركيا موطئ قدم في سواحل عدن وباب المندب.
مشيراً إلى أن هذا المشروع تعذر في المناطق الجنوبية بسبب وجود ممانعة قوية في الجنوب والألوية العسكرية المنتشرة في الجنوب، ولذلك، تم تنفيذ الجزء الخاص بتعز حيث تتواجد ألوية عسكرية تحت سيطرة الإخوان المسلمين.
وقال الشميري أن تركيا وقطر "أرادوا أن يكونوا في الساحل، ليس فقط في مدينة تعز" موضحاً بأن طريق الساحل هي مديريات الحجرية، وأن قطر وتركيا وحلفائهم الإخوان "بدؤوا يخططوا باكراً بإعداد أكبر قوة، حيث أن القوى الجاهزة الآن لديهم، وقوامها حوالي 43 ألف مقاتل، تهدف لأن يكونوا متواجدين في المخا للضغط على باب المندب والتحالف العربي ومصر وذلك عبر الضغط على قناة السويس"
واستشهد الشميري بتجربة في السبعينات حينما منعت اليمن حركة الملاحة في باب المندب لمساندة مصر في حربها مع الكيان الصهيوني وقال "كان هناك تجربة في السبعينات، تقريباً عندما كان الرئيس الحمدي في اليمن حين أراد أن يساعد مصر في الحرب أغلق باب المندب بطلب مصري فتضررت القناة بسببه".
وأوضح الشميري أهداف المحور التركي القطري الإخواني من السيطرة على باب المندب بأنه يأتي "لاستنزاف التحالف العربي" مشيراً إلى أن محور قطر تركيا والإخوان أمسكوا بأهم شيء في اليمن، وهو باب المندب، والذي إذا يقترن اسمه باليمن كلما ذكرت، وأضاف "عندما تكون تركيا وقطر هناك، فهذا يعني أن اليمن أصبح بأيديهم".
واستطرد الشميري بأن الهدف الثاني لهذا المشروع يتمثل في "محاولة الضغط على مصر"، وكشف عن أن القيادة الإخوانية الموجودة في تعز حالياً "لم تعد قيادة إخوانية يمنية بحتة، بل أن هناك مستشارين أتراك وهناك قيادات تركية وصلت إلى تعز، وقيادات أخرى من دول متفرقة".
وأشار الشميري إلى أن طريقة عمل جماعة الإخوان هي في استقطاب "بعض الشخصيات العسكرية والسياسية والمدنية التي لا تتبعهم وذلك عبر تقديم بعض المصالح لها" مشيراً إلى أن هذه الشخصيات "هي التي أحاطت بمؤسسة الرئاسة واخترقت الحكومة" نافياً أن تكون "كل الحكومة إخوانية لكنها مخترقة" حد قوله، ومعتبراً أن مؤسسة الرئاسة "ليست كلها إخوانية لكنها مطوقة".
إقرأ المزيد
برلماني مصري يتهم الإصلاح باغتيال الحمادي وتسليم باب المندب لتركيا وقطر واستهداف الأمن القومي العربي
وتناول الشميري القرارات التي يستصدرها الإخوان لتنفيذ مشروعهم باسم الحكومة تارةً وتارة عن رئاسة الجمهورية عبر اختراق المؤسستين بالموالين لهم قائلاً: "هذه القرارات سهلت لهم كثيراً في ظل تضارب المشاكل وتعقيداتها على مؤسسة الرئاسة، واستطاع الإخوان الهيمنة في مأرب تحديداً وتعز، في مارب حيث النفط، وفي تعز حيث الموقع الاستراتيجي الذي هو باب المندب، وهاتين المهمتين هي لب المشروع، النفط والموقع الاستراتيجي".
وأضاف: "بعد إزاحة الإخوان من الجنوب وتراجعهم وعقدهم صفقة ضمنية مع الحوثيين في بعض المواقع، يرون أن تعز هي الإمارة الصالحة ولذلك عقدوا اتفاقات مع تنظيم القاعدة ومع قيادات منها، واصبح لهم قوة ضاربة"، واعتبر الشميري أن الحجرية "الآن أصبحت مخترقة حقيقة وهناك قوة موازية للواء 35 مدرع تشتبك معها ليل نهار وتصطاد بعض قيادات اللواء" مشيراً غلى أن الخطورة تكمن في أن "أن الأمن القومي العربي في مرمى حجر تركيا".
وأشار إلى أن الدعم الخارجي للإخوان لتنفيذ هذا المشروع مستمر، وقال: "هناك مؤسسات مصرفية كبيرة تم فتحها، وحتى اليوم هناك 7 جمعيات خيرية تركية تحاول تركيا عبرها أن ترسل الموارد المالية للإخوان".
وفيما يخص التسريبات الذي عرضها البرلماني المصري مصطفى بكري للمسؤول العسكري للإخوان في تعز قال الشميري" هناك ثلاثة تسريبات لسالم، أنتم نشرتم تسريب واحد، وهناك تسريب أهم منه، يؤكد فيه سالم، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في تعز، أن (إيران سوف تغور علينا وتركيا وعدتنا بجلب العربات( والمعنى أن إيران سوف تنقذنا وتدعمنا، و تركيا سوف ترسل عربيات عسكرية للإخوان، وهو تصريح واضح،
وأشار الشميري إلى وجود اتفاق بين الإخوان والحوثيين يقضي بأن يكون "شمال اليمن لإيران والحوثيين، والجنوب لتركيا، بحيث يكون الجنوب تركي والشمال إيراني".
وتعرض الشميري لتشكيل ألوية محافظة تعز الموالية للشرعية، التي أنشئت في البداية لمقاومة المليشيات الحوثية، ولكن "سيطر عليها الإخوان وقاموا بإزاحة من لا ينتمي إليهم فيها، حتى الأفراد العاديين" واستطرد: "بل جيء بملف نقابة المعلمين اليمنيين الذي يحوي أكثر من 63 ألف معلم من الإخوان المسلمين وتم الزج بهم كأفراد لهذه الألوية" مشيراً إلى أن اعتماد الإخوان على ملف عضوية نقابة المعلمين جاء لكون معظم الإخوان يعملون في القطاع التربوي أكثر من أي قطاع آخر.
وأضاف: "أصبح هؤلاء التربويين جميعاً بين يوم وليلة أفراد وضباطاً وقادة، بل حتى قائد اللواء الرابع مشاه جبلي، كان يعمل مراساً لصحيفة الصحوة الناطقة باسم الإخوان في اليمن إلى ما قبل ثلاثة أعوام"