بـ"إخوان" تعز.. قطر تحقق اول انتصار ضد التحالف العربي في اليمن

السبت 22 أغسطس 2020 - الساعة 09:50 مساءً
المصدر : المحرر السياسي

 




"حقنا للدماء" ، بهذه الكلمة بررت قيادة اللواء 35 مدرع بتعز الإعلان عن رضوخها وتسليم اللواء رسميا الى يد الاخوان.


حيث كشفت في منشور لها على صفحتها في "الفيس بوك " عن حدوث اتفاق يوم أمس على اجراء دور الاستلام والتسليم لقيادة اللواء صباح اليوم ، بعد أربعين يوما من صدور قرار تعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائد للواء.

قيادة اللواء اشارت الى ان الجريمة التي تعرض لها نجل رئيس عمليات اللواء واعدامه خارج القانون وبطريقة بشعة ، عرقل عملية الاستلام والتي قالت بأنها ستجرى خلال الساعات القادمة .

وهو ما تم مساء اليوم ، في هذه الصورة المرفقة مع المادة والتي تظهر الشمساني داخل مقر اللواء بعد إتمام عملية الاستلام والتسليم والى جواره اركان اللواء عبدالملك الأهدل وركن الامداد عادل الحمادي.

 
وبحسب مصادر خاصة فقد نص الاتفاق على عدد من البنود أهمها خروج الوية المحور ومليشيات الاخوان من مناطق الحجرية باعتبارها مسرح عمليات اللواء 35مدرع.

كما تضمن الاتفاق عدم أحداث اي تغيير في الصف القيادي للواء وحل اشكاليات اللواء من ترقيم ومخصصات.

مشيرة الى ان وصول قائد المحور خالد فاضل اليوم الى مدينة التربة جاء في سياق تنفيذ الاتفاق ، وليس كما زعمت مطابخ الاخوان بانه نجاح للحملة العسكرية التي شنتها قوات المحور ومليشيات الاخوان يوم أمس باتجاه مدينة النشمة.

رضوخ قيادة اللواء – بحسب مراقبين – يعد تصرفا طبيعيا لحجم المؤامرة والتخاذل التي تعرضت له منذ اليوم الأول للحرب مرورا باغتيال قائده الشهيد عدنان الحمادي.

اغتيال ضاعف بشكل كبير من استهداف اللواء ومحاولات السيطرة عليه من قبل جماعة الاخوان ، التي مثل قرار تعيين قائدا له من خارجه ذروة هذه المحاولات.

القرار الذي مثل ضربة قاصمة لصمود اللواء في وجه المؤامرات الاخوانية ، فقد وفر لها غطاء شرعي لضرب تحت لافتة " التمرد " ، وهو ما تعرض له اللواء خلال الـ 40 يوما الماضية من تاريخ صدور القرار.

حيث تصعد مليشيات الاخوان وقوات المحور الخاضعة لها من استهداف مواقع اللواء وضباطه وقياداته ترهيبا وترغيبا ، وبدأت الجماعة بجني أولى الثمار بسيطرتها على جبل صبران الاستراتيجي المطل على مدينة التربة.

تبعه عدد من عمليات الاستهداف لمواقع اللواء وعناصره في مناطق الحجرية وخاصة في مدينة التربة وسقط عدد من عناصر اللواء قتلى وجرحى ، كما تم استهداف قيادات وضباط اللواء ومنهم مروان البرح ورائد الحاج ، وعادل الحمادي ركن امداد التموين.

وختم هذا الاستهداف بما تعرض له العقيد عبد الحكيم الجبزي قائد عمليات اللواء 35 الذي تم اقتحام منزله في منطقة الجبزية بمديرية المعافر ، واصابة زوجته واختطاف نجله اصيل والعثور عليه لاحقا مذبوحا بطريقة داعش البشعة.

كانت معركة قاسية ومؤلمة خاضتها قيادة اللواء في وجه مافيا الاخوان وقوتها العسكرية والسياسية والمالية الضخمة ، قوة سياسية تملك فيها النفوذ على قرار الشرعية من رأسها هادي اسفل قدمها مدير قسم امني بتعز .

وقوة عسكرية تتألف من 7 ألوية عسكرية ضمن قوام المحور الذي تقوده وتسيطر عليه جماعة الاخوان ،يتجاوز قوامها الـ 40 الف جندي ، إضافة الى اكثر من 15 الف من عناصر مليشيات القيادي الاخواني حمود سعيد المخلافي التي أنشاها مؤخرا وبتمويل من قطر.

قوة تم تسخيرها بشكل واضح في الهجوم الذي شنته قوات مسلحة بلباس الشرعية ومليشيات وحشد الاخوان للسيطرة على مدينة او منطقة "النشمة" وهي عبارة عن امتداد عمراني على ضفتي طريق تعز - التربة ، اكثر من كونها مدينة.

حشدت لها جيوش الاخوان اكثر من 100طقم وثلاث دبابات ومدافع ثقيلة للتغطية النارية ، امطرت بها المدينة والقرى المحيطة بها بالقذائف في مشهد لم تألفه اي جبهة من جبهات القتال ضد جماعة الحوثي الانقلابية.

اردت عصابة الاخوان ان توجه بهذا الهجوم رسالة تحذير بأنها تريد حسم المعركة ضد اللواء 35 مدرع وضباطه والعبور الى الحجرية بأي ثمن ولو على جثث ابناءها.

هذا التصعيد جاء بعد أن وضعت قيادة الاخوان في الرياض "اليدومي والجنرال علي محسن " مهلة لمليشياتها في تعز بحسم المعركة حتى نهاية الشهر.

فلم تعد – بحسب مصادر الرصيف برس – قادرة على الصمود امام الضغوط لوقف التصعيد في تعز ، لذا وضعت مليشيات الاخوان قيادة اللواء 35 مدرع امام خيارين ، اما الرضوخ او احراق الأخضر واليابس.


ولا بد من القول بأن المعركة لم تكن بين مكونات عسكرية او مجتمعية في تعز او ضمن صراعات داخلية ، بل كانت معركة وقفت وراءها دول إقليمي كتركيا وقطر التي ضخت الملايين من الدولارات فيها.

معركة لم يقف وراءها "الإصلاح " فرع التنظيم لجماعة الاخوان في اليمن فقط ، بل شارك فيها التنظيم الدولي للجماعة التي اوفد قيادي رفيع المستوى لإدارة المعركة في الحجرية ضد اللواء 35 مدرع.

وفي وقت سابق كشف" الرصيف برس " عن هوية القائد السري لمليشيات الحشد الاخوانية في مدينة التربة والذي شارك في حروب جماعة الاخوان العسكرية خارج اليمن – المدعو " عزام النخبة ".

"النخبة" والذي يعد خبيرا في صناعة الصواريخ كان مقيما في السابق بدولة قطر قبل ان يتم نقله الى سلطنة عمان بهدف تهريبه الى داخل اليمن عبر محافظة المهرة.

والتقى "النخبة" في العاصمة العمانية مسقط بالقيادي الاخواني البارز في تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي والذي يتولى تدريب وقيادة مليشيات الحشد الاخوانية في المحافظة بتمويل من قطر.

لقد كانت معركة مختلة الموازين وجدت قيادة اللواء 35 مدرع نفسها في وجه مخطط اقليمي وبإمكانيات ضخمة تسعى لضرب التحالف العربي في اليمن.

ولسوء حظ اللواء ان هذا المخطط وجد ان الارضية المناسبة له هي مسرح عملياته بريف تعز الحجرية ، التي تراها جماعة الاخوان منطقة استراتيجية وبوابة نحو الجنوب والساحل الغربي وباب المندب.

سوء حظ يضاف له تخاذل قاتل من دول التحالف وخاصة قائدة التحالف السعودية التي غابت تماما عن المشهد وظلت صامتة دون تدخل في هذه المعركة.

لم تتدخل السعودية وهي ترى المرتفعات المطلة على مضيق باب المندب وعلى اهم الممرات المائية بالمنطقة وهي تسقط بيد اعداءها في قطر وتركيا وبتنسيق مع ايران.

سقوط يجعل معه ما حققته عاصفة الحزم طيلة خمس سنوات كهباء تذره الرياح ، بل ويضع الامن القومي العربي في دائرة الخطر.

فلم يكن يعني ايران حين رمت بثقلها في اليمن جبال صعدة او صنعاء بل كان يعنيها ان تطبق يدها على باب المندب كما تطبق يدها على مضيق هرمز.

وذات الطموح يتشاركه اردوجان مع ايران ، فإيجاد موضع قدم له في اليمن بعد تدخله الذي قلب الموازين في ليبيا ،سيجعل منه لاعبا مؤثرا في المنطقة كحال ايران.

لقد كانت معركة أكبر من قدرات لواء عسكري انهكته المؤامرات ومزقه التخاذل ، بل ان صموده للحظة واحدة كهذه هو نصراً بحد ذاته.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس