فهم الارهاب...بين الجهل وسوء النية
الثلاثاء 11 ابريل 2017 - الساعة 12:19 صباحاً
حسين الوادعي
مقالات للكاتب
أنتج العالم تراثا غنيا لدراسات الإرهاب لا زال العرب يجهلونه.
لم يثبت أبدا وجود علاقة بين الفقر او البطالة والارهاب. نسبة كبيرة من الإرهابيين موظفون، مستقرون عائليا، مندمجون إجتماعيا، لا يعانون من أي مشاكل مادية.
كما أن أحد اهم أهداف الإرهاب ضرب الإقتصاد من أجل إثارة حالة من الغضب والفوضى داخل المجتمع تعطيهم فرصا أكثر للتوسع.
ولم يثبت أبدا أن هناك علاقة بين الاستبداد والإرهاب. ضرب الإرهاب الدول الاستبدادية والديكتاتورية، كما ضرب أعرق الديمقراطيات وأكثر البلدان مساواة وحرية.
كما ان الإرهاب الديني بالذات يعتبر الاستبداد شريعة، والحريات والديموقراطية انحرافا، ويعتبر الإنتخابات والاحزاب وحرية التعبير كفرا.
صحيح أن الاستبداد يساعد نسبيا على نمو للإرهاب، لكن لم يكن أبدا السبب الرئيس في وجوده.
ولم يثبت أبدا وجود علاقة بين التدخلات الغربية والارهاب كما يدعي البعض. فالارهاب ضرب ايضا بلدانا لم يكن لها اي ماض استعماري او تدخلات عسكرية معاصرة مثل ألمانيا وبلجيكا والسويد.
كما ان 90% من ضحايا الإرهاب من المسلمين في تركيا واندونيسيا وماليزيا والعراق وسوريا ومصر واليمن ...
وقد ضرب الإرهاب أيضا بلدانا فقيرة وبعيدة مثل نيجيريا وكينيا ومالي.
ولم يثبت أبدا ان هناك علاقة بين الإرهاب والجهل او تدني المستوى التعليمي. فمستوى تعليم الارهابيين يتراوح بين المتوسط والعالي، مع معرفة وقراءات دينية واسعة.
ولن أتحدث هنا عن ادعاءات ربط الإرهاب بألعاب المخابرات، فهو هوس بالمرارة لا يستحق التعليق.
مشكله الفهم الشائع للإرهاب أنه يعتبره "رد فعل". لكن الإرهاب ليس رد فعل ولكنه فعل مخطط ومنظم واستراتيجي.
اشهر دارس للارهاب هو David Rapopirt وأعماله متوفرة على النت، وادعو الجميع لقراءتها لتكوين وعي علمي بظاهرة الارهاب بدلا من الوعي الشعبي السائد حتى عند المثقفين.
تلعب(الايديولوجيا، والتكنولوجيا، والتنظيم، والتمويل ) الادوار الأبرز في صعود الإرهاب وانتشاره.
اما العوامل الإجتماعية كالبطالة والأمية والعوامل والسياسية كالحرية والنظام السياسي فلا تلعب إلا ادوارا مساعدة.
ومن يبررون الإرهاب بالفقر او البطالة او التدخل الخارجي او الاستبداد أما بعيدين عن دراسات الإرهاب الحديثة او سيئو النية لغرض غير حميد.
الجذور تختبيء هناك فتابعوها واقتلعوها.