هلكى من الجوع
السبت 18 مايو 2019 - الساعة 03:03 صباحاً
أمعنت النظر في رقم هاتف مرسلها،،هو ؟،
نعم هو..،
ياألله ..إنه الزميل العزيز فلان..،
بكل سهولة بات يلوك الجوع في رمضان كما في غيره،لافرق..،
كم هو قاسٍ هذا الزمان،وكم نحن قساة،،
كان زميلنا صاحب صولة وجولة في أقوى البرامج التلفزيونية ذات المحتوى الرصين،
أحد أمهر كتّاب البرامج،
شاعر لايُبارى،قصائده بردونية خالصة،،بليغة المعنى..رصينة المبنى..
•اليوم هو والجوع وأولاده في صراع مرير ،،
راتبه الزهيد لم يصله ولاحتى نصف راتبه،،
القائمون على التلفزة في صنعاء يقطعون عنه ذلك النصف الفتات ممايصرف كل بضعة أشهر،والمبرر أنه لايوجد في صنعاء فلعله يقاتل في صفوف الطرف الآخر ،،
وسلطات مرتبات عدن تشترط عليه السفر الى عدن لإثبات أنه ليس"حوثياً"،وأنه في صف"الشرعية"
•الرجل يعمل "حجر وطين"في إحدى القرى النائية كي يقتات عزاً وكرامة،،لايجد من المال مايوصله حتى إلى مركز مديريته ،،ولايجيد حتى استخدام مشرط أو خنجر ،،
وهكذا ضاع الشرفاء وتعددت التهم،واعتلى المنابر البُلَهاء..،
وغدا فينا من يمنح صكوك الوطنية وآخرون مجرد خونة وفق هؤلاء"الموزعين "..
صديقي وزميلي الملهم أرسل بعد طول انقطاع،قصيدة مطولة يقول ختامها
(هلكى من الجوع..هذا آخر الرمقِ
الناس للناس لو في شربة المرقِ)،
—-
هو ذاته من أزدانت شاشة قناة اليمن الفضائية في زمنها الجميل بأغنى الوثائقيات عن البردوني والفضول وسواهما وكذا حلقات الفكر والحوار المتلفز ،،
وهو نفسه من كان معايشاً ظرفاً مرّ بالزميل صابر الجابري ذات يوم وأهداه قصيدة تقول بعض أبياتها:
إن لم تكن عيناك مودعتين في عيني شاعر ..ورؤاك تنظر في المدى ماقبل أوله الأواخر
عرّج وحيث ترى التي كالضوء ناعمة الظفائر ..كالطيف هادئةً والشمس في يدها أساور
تمشي فينزرع الثرى من تحت نعليها مشاقر
للحب ألف شعيرةٍ والأصل تقديس الشعائر ..،
إنه زمن المفارقات..حيث(تموت الأسد في الغابات جوعاً.......)..