لأنه كان محافظ بحجم الأمل وأصبح مواطن بلا سند
الثلاثاء 21 مايو 2019 - الساعة 04:53 صباحاً
راشد محمد
مقالات للكاتب
لذلك الرجل الذي جاءنا يوما من خارج جغرافية الحرب ليقاسم أبناء مدينته معاناة الحصار وكل همه نفض غبار الحرب وترميم التصدعات التي أحدثتها..
نحن نشعر بالخجل من الاعتداء على منزلك ومنازل المواطنين وارواحهم في تعز
مثل تعيين الدكتور امين احمد محمود محافظ لتعز خطوة جادة من قبل الشرعية، وعلى العكس مثل قرار عزله انتكاسة للانتعاش البسيط الذي لمسته المحافظة أثناء توليه إدارتها
كان وصول الرجل للمدينة واتخاذها مقر لعمله التحدي الأبرز الذي تجاوزه ببساطة وثقة من يدرك أهمية حضور الدولة في مدينة تستقبل قذائف المليشيا كل يوم وتتقاسمها جماعات مسلحة، فحقق نجاحات ملموسة خلال فترة قياسية
قوبل ذلك كله بتكهنات عن علاقات مشبوهة للرجل مع دولة الامارات المشاركة في التحالف تم تجريده من المنصب وأخيرًا اقتحام منزله بقوة السلاح لكن بعد أن رفع الرعاة صور ولافتات الشكر والتمجيد لرموز الإمارات وسط شوارع تعز في رسالة مفادها نحن من يحق له احتكار الوطنية والعمالة وبالطريقة التي تناسب مزاجنا..!!
اقتحام منزل المحافظ السابق واحراقه يفصح عن رغبة مليشاوية في الانتقام وتأكيد سيطرتها وسطوتها على ما تحرر من تعز، ذلك أن الانتقام والنهب لم يكن يوما سلوك دولة.
أما مؤسسات الدولة فقد اصبحت معنية برعاية الجريمة وحماية القتلة أكثر من اهتمامها بحماية أفراد الأمن، أظهرت موهبة وبراعة في التأليف المسرحي لكنها بالمقابل كانت دائما تفشل في الإخراج ما يعكس حس ردي للمخرج وذائقة مشوهة للطاقم المساعد
لم اكتب منشور واحد يمتدح امين محمود أثناء توليه منصب محافظ المحافظة أما وقد أصبح بلا منصب وبعد الاعتداء الهمجي على منزله، فهو بالتأكيد بحاجة للاسناد المعنوي ومن غير اللائق عدم التضامن معه وهو يرفع شكوى للحكومة كأي مواطن بلا قبيلة ولا عصابات ولا مليشيا ولا نفوذ..