الجماعة الحوثية على وشك التشظي

الاربعاء 29 مايو 2019 - الساعة 09:13 صباحاً

 

لا توجد سلطة من غير صراع، هذا الصراع يحدث أحياناً حتى بين الأب وابنه.

 

بعد أن تم التخلص من الرئيس السابق صالح الذي كان الطرف الحليف لسلطة الحوثيين في صنعاء.. لم يعد في صنعاء طرف آخر يشكل خطراً على سلطة الجماعة.

وبعد أن أقفلت قيادة الحوثيين باب أي مخاطر على سلطتهم، بدات تتسلل أطماع رئاسة سلطة الجماعة في قياداتها العليا وخصوصاً عائلة الحوثي التي تعد صاحبة النفوذ الأقوى..

 

في الغالب حين يبدأ الحديث عن صراع في أعلى سلطه، يتعامل الناس مع حديث كهذا كأنها إشاعات وتسريبات من السلطة نفسها.. غير مصدقين أن هناك صراعاً.. هكذا بدا الصراع بين علي محسن وعلي عبدالله صالح لم يأبه ولم يصدق أحد في بداية الأمر أن هناك صراعاً بينهما.. كذلك الصراع بين صالح والحوثيين كان الكثيرون يقولون إن تلك مجرد مسرحية..

 

اليوم الصراع في رأس سلطة الجماعة الحوثية هو صراع حقيقي وعميق.. وهناك قاعدة تقول: إن الصراع إذا خرج للسطح فيعني أنه قد وصل إلى مرحلة اللاعودة وإن احتواءه أصبح صعباً إن لم يكن مستحيلاً..

 

الصراع في الجماعة الحوثية بين عبدالكريم الحوثي الذي يعد الرئيس الفعلي في سلطة الحوثيين ومحمد علي الحوثي رئيس ما كان يسمى باللجنة الثورية..

 

وبحسب ما تم رصده من أحداث ومواقف بات في حكم المؤكد أن صالح الصماد تم التخلص منه بتواطؤ من القيادة الحوثيه.. (عبدالكريم الحوثي) تحديداً.

 

خرج عبدالملك الحوثي بعد مقتل الصماد ليقول إنه قد نصح الصماد أن لا يذهب إلى الحديدة.. وكأنما هنا يريد القول أن لا دخل له بما حصل للصماد.

 

في منتصف أبريل عام 2018 قتل الصماد، وفي الأسبوع الأخير من شهر مايو من العام نفسه تعرض دار الرئاسه في التحرير بصنعاء لقصف جوي حيث كان من المقرر أن يلتقي محمد علي الحوثي بقيادة وأساتذة جامعة صنعاء ونجا من هذا الحادث بأعجوبة، وهو ما يثير الكثير من الشكوك حول الحادث عن تواطؤ قيادة الحوثيين للتخلص من محمد علي الحوثي.

 

محمد علي الحوثي الذي كان قبلها يحرص كثيراً على الظهور في الأماكن العامة والزيارات لمختلف المناطق.. بعد تعرض دار الرئاسة الذي كان يفترض تواجده فيه قبل القصف.. لم نعد نراه يظهر أو يخرج للظهور في الأماكن العامة كما كان قبلها، بل اختفى تماماً، وهذا دليل أنه قد أدرك أنه قد يتعرض للخيانة من الجماعة الحوثية.

 

فمحمد علي الحوثي يرى أنه الأجدر بالرئاسة بعد الصماد ويستحيل التخلي عن هذا الاستحقاق.. وهذا هو أساس الصراع في سلطة الحوثيين.

 

وعلى طريق تجريد محمد علي الحوثي من عوامل قوته تم حل اللجنة الثورية العليا وتعيينه عضوا في المجلس السياسي..

 

تحدث بعض الحوثيين عن محاولات قام بها محمد علي الحوثي لإفشال عملية انتخاب المشاط رئيساً بدليل أن سلطان السامعي المحسوب على محمد علي الحوثي قد صوت ضد المشاط.

 

مهاجمة السامعي للمشاط وأحمد حامد كان بمثابة تفجير الصراع بين محمد الحوثي وعبدالكريم الحوثي.

فالسامعي خرج متحدثاً بلسان محمد علي الحوثي.. بينما المشاط وأحمد حامد هما رجالي عبدالكريم الحوثي.

 

لم يكن هذا الصراع بين محمد الحوثي وعبدالكريم الحوثي هو وحده.

فهذا الصراع حفز مراكز نفوذ أخرى للخروج والتعبير عن أطماعها.. فقد ظهر في الوقت نفسه تيار هواشم طيرمانات صنعاء ضد هواشم صعدة.. وبالمناسبة يدرك تيار هوشم طيرمانات صنعاء أن هواشم صعدة هم من يقف خلف تصفيات قيادات هواشم صنعاء في العام 2014، وأن هواشم صعدة هم من قتل الدكتور محمد عبدالملك المتوكل والدكتور أحمد شرف الدين.. فهواشم صعدة هكذا يرون أنهم دائماً هم من يدفع الثمن ثم يأتي هواشم صنعاء ليجنوا الثمار.

 

هذه الصراعات في رأس سلطة الجماعه الحوثية التي خرجت دفعة واحدة تؤكد أن الجماعة تعيش لحظات إنهاك وضعف شديدين.. فالجسم حين يصاب بالإنهاك وتقل مناعته تنشط الكثير من الفيروسات في الجسم وتظهر كل الأمراض التي كانت تحد منها القوة البدنية وقوة المناعة.

 

الهزائم المتتالية التي تلقتها جماعة الحوثيين مؤخراً في الضالع لدليل آخر على هذا الوهن الذي أصاب هذه الحماعة، ودليل على عمق هذه الصراعات في رأس سلطتها..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس