الانتصار للمذهب ( 3 )
الجمعه 31 مايو 2019 - الساعة 06:27 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
اليوم وعلى ظهر حافلة عامه , لفت نظري ما يمكن اعتباره سلوك وخطاب جديد في حياتنا وعلى مسامعنا, لم نألفهما من قبل او صادفنا من يعبر عنهما بهذا الوضوح.
اثناء ذهابي الى العمل , فتح السائق محاضرة لرجل دين , كان يتحدث فيها عن قصص الانبياء مع ايراد ايات قرآنية مؤكدة لما يقول.
فجاءه نسمع من الخلف صوت نسائي وبلهجة حادة مطالبا السائق بإغلاق المسجل.
ظننت في البداية انها تعترض على ارتفاع الصوت , ولكن اتضح من خلال كلامها انها لاتريد وصاحبتها سماعه بحجة انه داعشي ورجل دين سعودي.
وافقها رجل في السبعينات من عمره وبلهجة امرة على نفس الطلب.
كان السائق حادا في رده ايضا وهو يواجه اعتراضهم بالقول : اللي مش عاجبه ينزل.
اوقفت الفتاتان الباص عند الجامعة , وعلى بابه التفتت احداهما نحو السائق وخاطبته بلغة صارمة عن ضرورة عدم سماع امثال هذا الداعشي.
اما الرجل السبعين فقد ظل يطالب السائق باغلاق المسجل الى ان وصل محطته ونزوله من الباص وتوجيهه كلام جارح للسائق.
عند العودة وعلى باص مماثل , استمعت لبرنامج اذاعي كان معده يستضيف رجل دين ويناقشا قضية مهمة جدا .. تعرفوا ايش هي ! بعد اللهم شماته فينا وفي ماضينا وحاضرنا , كانوا يناقشوا اهمية " حيا على خير العمل " في الاذان.
وقد خلصوا في النهاية الى ان الرسول صلى الله علي وسلم قد اوصى باضافتها الى الاذان , لكن عمر وقف ضد ترديدها في عهد خلافته كونها تدعو الى خير عمل لايحبذه عمر ابن الخطاب.
المهم شعرت وانا اتابع الحديث وكأنني اسير في واحد من شوارع طهران , لولا اشكال العابرين ولباسهم وكم القمائم والكلاب في الشارع , وفوضى السير التي كانت تعيدني الى بيئتي.
تصوروا الى اين بلغ بهم الحال من المهازل , وماهي حدود اهتماماتهم !
كل هذه الفوضى وغياب الدولة والحروب والجوع والفقر زالانفلات , والجماعة مشغولين ب " حيا على خير العمل " .
لو انهم يناقشوا مثل هذه المواضيع الهايفة في مجالسهم ومناسباتهم الخاصه سهل , لكن ان تناقش هكذا مواضيع مذهبية في وسائل اعلام عامة يشارك في ملكيتها 80% من الطرف الاخر , فهذا سلوك غير مسؤل يعلم الله الى اين سيقود ماتبقى من البلد.
يعني كل هذه الحروب بدءا من حرب صعدة الاولى وحتى اليوم جرت وتجري من اجل الانتصار للذهب !
ياإلهي الى اين يقودنا هؤلاء!!!