فقاعة من النكات المأساوية

الاحد 09 يونيو 2019 - الساعة 07:29 صباحاً

 

إحنا نعيش داخل فقاعة من النكات المأساوية..

 

قبل شوية هدد حافظ معياد، محافظ البنك، بالاستقالة من منصبه. قال إنه يعمل في ظروف شاقة، يحاول (إنقاذ العملة والاقتصاد) طبقا لكلامه. سبب تلويحه بالاستقالة: حملة إعلامية ضده.  ضمن حديثه طالب بربط البنكين في مأرب والمهرة بعدن.

ما هي الأسباب التي حالت دون ذلك "الارتباط"؟

لم يتحدث عنها.

إلى أي مدى أصبح الرجل أكيدا أن عدن تحت السيطرة، وبمقدورها إدارة مالية الدولة الموحدة؟

لا إجابة..

ما الذي سيحدث لو أديرت مالية الدولة عن طريق مركزين أو ثلاثة مراكز مالية لحين تحسن الوضع الأمني؟

ما من جواب.

هل من السليم أن يدخل المال المدينة قبل البرلمان؟

ثمة عرف قانوني عمره أكثر من ثلاثة قرون يقول:

No taxation without representation

لا ضرائب بلا برلمان. بمعنى آخر:

إذا كانت المالية تحصل، أولا، عن طريق الضرائب فعلينا توفير برلمان يراقب تلك المالية أولا والتوقف عن تحصيلها حتى ذلك الحين. هذا الأمر ينطبق على عدن ومأرب.

إذا كان البرلمان قد التأم على بعد ألف كيلو من عدن، فلا بد أن يقدم محافظ البنك شرحا تفصيليا لمشروعه، وفي متقدمته ليشرح للناس ببساطة الأسباب التي حالت دون عودة البرلمان إلى المدينة، وكيف سيدير مالية الدولة دون برلمان؟ يعرف معياد أن الدستور يضع المال في قبضة البرلمان لا في قبضة محافظ البنك.

لا يقدم معياد أي إجابات..

 

لا أستطيع الخوض في مسألة ربط البنوك ببعضها في لحظة عصيبة كاللحظة اليمنية، ذلك أن قائمة الأسئلة لدي أطول من قائمة الإجابات. في الواقع: لا أملك سوى أسئلة.

نحن بصدد مسألة خطيرة يطرحها محافظ البنك علانية دون تفاصيل. وكالعادة، كما يحدث منذ سنين، سرعان ما ينصرف الحديث إلى حزب الإصلاح.

 

قبل عامين كتبت مقالة بعنوان ماذا لو مات على محسن الأحمر. عندما انتهيت من كتابة المقالة شعرت بالشفقة على شعبنا اليمني العظيم الذي سيصبح أميا وجاهلا بين عشية وضحاها، ذلك أن (نظرية كل شيء،theory of everything) قد مات، مات الرجل الذي كان اسمه يفسر كل ما يجري في العالم.

 

حاليا لدينا نظرية كل شيء أخرى، اسمها: حزب الإصلاح.  شعبنا الطيب عثر على هذه النظرية وفسر بها كل شيء، وفي كل مرة تفشل النظرية في شرح ما يجري ومع ذلك فهو يصر على استخدامها.

 

مله بس، اهمدوا شوية خلونا نفهم إيش اللي حاصل في موضوع البنك المركزي. خلاص، فهمتم كل شيء بسرعة الضوء وعاد الراجل منزل البوست تبعه من ست ساعات وبلا أرقام ولا بيانات ولا معلومات ولا جداول ولا إحالات.. مفيش حاجة واضحة وانتم ع طول أشهرتم (نظرية كل شيء).

 

احمدوا ربكم ع  حزب الإصلاح. افرضوا إنه ماكانش في  حزب الإصلاح ومعياد كتب البوست تبعه؟ إيش ممكن كنتم تكتبوا؟

 

مدينة ما يدخلهاش البرلمان، ممنوع، ومطلوب تحول لها الضرائب. مدينة قال قائد ميليشوي فيها إنه عنده خمسين ألف مسلح يتبعونه مباشرة (ملحوظة: كانت قوات الحوثيين 30 ألف قبل عمران). قال منصور ويلسون، الحاصل ع نوبل في الاقتصاد، إن كسر قفل واحد في دكان في مدينة يجعلها غير صالحة بالمرة لأي عمل اقتصادي، لأنها مصابة بالأمن وعليها أن تحل تلك المعضلة أولا.

 

 خلونا نناقش هذي المسألة، هذا موضوع محتاج نقاش وجدل وبيانات ومعلومات وخناقات ليوم الجن. مش كله الإصلاح الإصلاح. الله يقرفكم ويقرف أبو  الإصلاح، كلكم زي بعض. واللي مخلي الإصلاح عامل زي التنين هو الشغل الخرا تبعكم هذا..

 

م. غ.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس