عن هادي..الجنرال الهارب
الاربعاء 12 يونيو 2019 - الساعة 04:43 صباحاً
مروان الغفوري
مقالات للكاتب
أنا مناوب أون كول، يعني جالس ع الكنبة في البيت والموبايل قدامي، لو في مشكلة مع الزملاء في المشفى يا أحلها تلفونيا يا ألبس الترنج واطلع. لسه مخلص الفيلم الثاني من أفلام الويسترن، أفلام الغرب الأميركي، خلال اليوم (عالمي المفضل بعد الأفلام الروائية والوثائقية).. دخلت الخرابة (فيس بوك) من شوية لقيت الناس عاملين هيصة تحت عنوان: من سيكون وزيرا للخارجية. أساهم بقى أنا في الهيصة، بما أنه موسم.
رئاسة الجمهورية أصبحت كرخانة كبيرة، تعج بالصراع واللؤم والغدر واللصوصية. أخطر ما فيها إنها بلا عقل، حقل فارغ كليا من أي عقل. إن رئاسة الجمهورية - تذكروا هذا الكلام - هي ثاني أوسخ بؤرة في الجمهورية اليمنية بعد كهف الإرهابي الحوثي.
هادي ذاهب بنا إلى ما هو أبعد من الهاوية، إن لم يكن بمكره فبغبائه، وإن لم يكن بذريته فبرجاله. في الحقيقة: بكل ذلك. داخل تلك الكرخانة لا يتساءل أحد، ولا أحد، عن حال اليمن بعد خمسة أعوام من الآن. ربما جرت الإطاحة باليماني ضمن واحدة من حلقات الصراع، وهو وزير الخارجية السادس منذ 2012! علينا أن نضع كل خياراتنا على الطاولة: إذا لم نتمكن من الإطاحة بالحوثي فلنطح بهادي، فمن الخفة والجنون أن نصطف بلا أفق خلف جنرال هارب لم يعد يتذكر الطريق إلى البيت.
أما هادي فسيجد له دويدار جديدا وسيكون حاليا مثل سلفه.
يتلذذ هادي بتلك اللعبة وربما وجدها تعويضا معقولا عن عجز ما. وبالرغم من أنه ماسوخي عظيم، يتلذذ بالعذاب الواقع عليه، إلا أنه أيضا سادي قاسي يتلذذ بخوف وهزائم رجاله. وأكثر ما يمتعه على الإطلاق هو قرارات الإطاحة بهم. في تلك اللحظات تبلغ نشوته منتهاها وربما يقذف أثناء التوقيع. للطب النفسي السلوكي حديث كثير حول هذه المسألة تحديدا..
تصبحَو ع خير
م. غ.