تعز .. من الريادة الى الردة

الاربعاء 10 يوليو 2019 - الساعة 03:00 صباحاً

 

عرفت تعز كبيئة مدنية وباحثة عن دولة وطنية , ولذا كان من الطبيعي ان تغدو حاضنة للأفكار الانسانية بمختلف توجهاتها

 القومية منها والاممية واي فكر او رؤي يرون فيها طريقا يقود نحو تحقيق حلم ايجاد الدولة.

 

ليس هذا فحسب , بل كان ابناءها في مقدمة صفوف الملتحقين بثورة سبتمبر والمدافعين عن صنعاء وفك حصارها , كما كانوا في جنوب الوطن ذوي باع طويل في مقاومة المستعمر من خلال التشكيلات المسلحة بأسمائها وتوجهاتها الفكرية المتعددة, ومن ثم العمل والنضال في اطار الحزب الاشتراكي الحاكم , كل هذا سعيا وراء امل بناء الدولة المدنية.

 

في الشمال كان المواطن التعزي بنظر البعض شيوعي بل وكافر طالما هو ينتمي للأشكال الحزبية التي رؤا فيها خروجا عن الدين , كما كانت تروج  الاجهزة الامنية في مقابل تعزيزها لدور القبيلة  وتجذير ثقافة الشيخ والعاقل والفندم، ولذا فقد كانت سجون الاجهزة الاستخباراتية تمتلئ بالسياسيين المنحدرين من محافظة تعز.

 

كان الاشتراكي والناصري هما اكثر الاحزاب حضورا في تعز يليهم حزب البعث , وبعد تحقيق الوحدة واعلان التعددية السياسية وامام ضعف الاداء العام لأحزاب اليسار وانشغالهم ب " الظروف التي لم تنضج بعد "  برزت الجماعات الدينية بمختلف مدارسها وفي مقدمتها جماعة الحيض والنفاس.

 

لو ان الامر انتهى الى هنا سهل , لكن هذه البيئة المدنية ومع الزمن تسيدها " نونو " يدعى "غزوان المخلافي " واخرين يقفون على رأس عصابات وتشكيلات غريبة نعلم تماما من يقف خلفها. 

 

تصوروا تعز بعظمتها وجلالها وتجربتها ومراحل نضالها تؤل في النهاية الى احضان " نواني " واولاد سوق وعصابات وجماعات دينية , فيما توارت احزاب اليسار خلف عجزها وفشلها وشيخوخة قياداتها المهترئة , لتبقى في حضورها محصورة ما بين بيانات الادانة والنعي وبيانات الترحيب بالمناسبات الوطنية ورثاء الموتى.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس