من "حجور" الى "حيمة" تعز .. خذلان من شرعية الاخوان يسحق مقاومة الشعب بوجه الحوثي
الخميس 14 يناير 2021 - الساعة 12:00 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
اعادت الاحداث التي تشهدها عزلة "الحيمة" في تعز التذكير بالخذلان الذي تعرضت له المقاومة داخل مناطق الحوثي من قبل الشرعية وجيشها المسيطر عليه من قبل الإخوان.
حيث تعرضت العزلة لحملة عسكرية شرسة من قبل مليشيات الحوثي على مدى الأيام الأخيرة ، خلفت 10شهداء و31 جريحاً، وأكثر من 200 مواطن مختطف من بينهم 13 طفل كما فجرت المليشيات قرابة 19 منزل ومداهمة 173 منزلا ، وفقا لبيان صادر عن وقفة احتجاجية نظمت اليوم في مدينة تعز.
وتعد هذه المواجهة الثالثة بين المليشيات وأبناء المنطقة ، حيث سبق وان شهدت المنطقة المواجهة الأولى بين ابناءها من اتباع الشيخ سعيد الحربي وبين مليشيات الحوثي في ديسمبر 2017م والثانية في ابريل 2018م ، مواجهات تكبدت فيها المليشيات خسائر فادحة واجبرتها على استخدام القوة المفرطة لحسم الأمور.
ثلاث جولات من المواجهة ومقاومة شرسة من أبناء المنطقة بوجه مليشيات الحوثي ، في رقعة جغرافية لا تبعد أكثر من 10كم عن المناطق المحررة في تعز والتي يتواجد بها جيش الشرعية.
جيش يبلغ قوامه بالكشوفات نحو 50 الف جندي ، خرج ناطقه العقيد الاخواني / عبدالباسط البحر شاهراً قائمة بمتطلبات من الأسلحة والذخائر ، كي يخرص بها الأصوات التي تسأل عن هذا الجيش في ظل ما تشهد الحيمة.
شملت قائمة البحر مختلف أنواع الأسلحة والذخائر ، من الرصاص الى طيران الاباتشي والصواريخ مع دفع رواتب جيش المحور في تعز ، كي يهب لإسناد مقاومة أبناء الحيمة التي صمدت أياما في وجه مليشيات الحوثي بأسلحة شخصية.
هذا المشهد الساخر يكاد يكون نسخة طبق الأصل لأقسى خذلان تعرضت له اعظم مقاومة شعبية اذلت مليشيات الحوثي لأكثر من شهرين وبأسلحة شخصية وخفيفة ، وهنا الحديث عن انتفاضة حجور في حجة التي تفجرت مطلع عام 2019م.
لأكثر من 60 يوماً تابع اليمنيون والعالم ملحمة بطولية سطرها عشرات من مسلحي قبائل حجور في وجه جحافل من الالاف لعناصر مليشيات الحوثي وبعتاد دولة.
وكان من بين جمهور المتابعين لهذه الملحمة قيادة الشرعية وجيشها بقوام منطقة عسكرية كاملة (المنطقة الخامسة) بما تحوي من عشرات الألوية والالاف الجنود ، التزموا مقاعد المتفرجين على بعد 20 كم فقط من متارس أبناء حجور.
ولأن " الكثرة تغلب الشجاعة " جاء مشهد سقوط حجور ليفجر غضباً عارماً بين المناهضين لجماعة الحوثي ، في وجه الشرعية وأدواتها الفاسدة والفاشلة وجيشها الوهمي صنيعة الاخوان والجنرال علي محسن الأحمر.
لقد كان الحماس والتفاعل مع مقاومة حجور نظراً لأهمية المنطقة الاستراتيجية كنقطة عبور تفتح الطريق الى صعدة والى عمران ، وهو ما ادركته جماعة الحوثي فدفعت بكل قوتها لحسم الأمور ، ومهما كانت التكلفة البشرية من عناصرها التي تجاوزت الالف قتيل.
في حين اكتفت قيادة الشرعية المقيمة بفنادق الرياض عبر مسئوليها بالتغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لإسناد حجور ، ليأتي صدمة سقوط حجور بيد الحوثي ويذكر بتاريخ الشرعية الطويل في خذلان روح المقاومة لدى الشعب في وجه عصابة الحوثي.
فمثلما خذلت حجور خذلت عُتمة ذمار ومقاومتها التي تفجرت في وجه الحوثي لمرتين ، الأولى أغسطس 2015م وفيها أجبرت مليشيات الحوثي على الخروج من المديرية جراء المقاومة الشرسة ولانشغالها في المعارك على امتداد الجبهات من مارب الى عدن ، حيث كانت الحرب في أوجها.
وعقب خسارة مليشيات الحوثي لمساحات واسعة من البلاد ، لم تنسى المليشيات هزيمتها على يد أبناء عتمة فخططت للانتقام وشنت هجوماً واسعاً على قبائل عتمة في فبراير من 2017م ، لتدور معارك عنيفة وسط صمود لافت من أبناء القبائل.
الا أن مشهد السقوط كان حتمياً بخذلان الشرعية لها وفشلها في إيجاد خط اسناد ودعم للمقاومة في عتمة ، فلا خطط ولا رؤى عسكرية لديها لاستثمار واسناد أي تحرك او انتفاضة من أبناء الشعب بوجه مليشيات الحوثي.
ومن امثلة ذلك ، المقاومة الشرسة لقبيلة الزُّوب في قيفة التي تقع ضمن النطاق الإداري لمديرية القريشية، في محافظة البيضاء ، فمنذ سقوط الدولة بيد الحوثي في سبتمبر 2014م ، والى اليوم لا تزال مليشيات الحوثي عاجزة عن اخضاع هذه القبيلة.
ارسلت مليشيات الحوثي عشرات الحملات وهاجمت القرية وقصفت منازلها بمختلف أنواع الأسلحة دون ان تنجح في القضاء على روح المقاومة لدى ابناءها ، لتتحول القرية الى شوكة في حلق المليشيات.
سجل حافل من الفشل والخذلان سطرته الشرعية بحق مقاومة أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي ، خذلان يصل حد الجريمة والخيانة الوطنية العظمى ، فكل قصة خذلان هي ترسيخ لقبضة عصابة الحوثي على رقاب أبناء هذه المناطق وقتل لأي فكرة بمقاومتها.