اقرب لمصلحة شئون القبائل منها لجامعة!
الاربعاء 24 يوليو 2019 - الساعة 06:48 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
اجلس الان امام كلية الشريعة بجامة صنعاء في انتظار اكمال ابنتي لامتحانات القبول بكلية التجارة.
لا شيء يشعرني بجلوسي في ساحة جامعة سوى شكل المباني وبعض " المياكل " العابرون هنا او هناك.
عدا ذلك فكل مظاهر الحياة فيها اقرب لمصلحة شئون القبائل منها لجامعة مفترضة.
اشكال متحركة ترتدي الصمائط بطرق الروفلات المعهودة في المدينة.
قمصان وجنابي وملفات موضوعة خلفها.
طابور طويل للمتقدمين للدراسة في كلية التجارة ينظم صفوفهم عدد من رجال المرور.
عابرون بألبستهم المدنية , يتمنطقون الاسلحة والجعب ويستعرضون انفسهم كما نشاهدهم في الشوارع العامة.
دراجات نارية وسيارات كثيرة تمر تحديدا في شارعها الموصل بين بوابتيها الشمالية والجنوبية , واصوات الزوامل المرتفعة الصادرة عنها وبما يجعلك تعتقد انك ليس في انتظار ابنتك المتواجدة في صالة الامتحان , بل في انتظار خروج احد المشائخ.
الاوساخ واكياس المشمعات المنتشرة في كل مكان.
وصندقة مهترئة من الاخشاب امام باب الكلية , يصيح صاحبها بصوت مرتفع مسوقا لخدماته في حفظ شنط البنات مقابل مبلغ , اثق تماما ان هناك من هو مستفيد من عائداتها من العاملين في الجامعة والا لما سمحوا له بمزاولة نشاطه بتلك الصورة المعيبة بحق جامعة مفترضة. , في منظر مسيء للمكان وجالب لمط الشفاه وتقليب الايدي.
امام مدخلها الرئيسي ينتشر باعة البطاط والوجبات الشعبية المتحركة. بائعوا الكتب على الارصفة ومظاهر اخرى تشعرك انك داخل الى سوق شعبي.
غير ان المايكرفون الصادح بالزوامل طوال اليوم في الجولة القريبة من بوابتها الرئيسة , تقدم بوضوح عنوان المرحلة ومضمون مخرجاتها المرجوة , بعيدا عن مسميات العلم والمعرفة والاكاديميةة وما شابه من النعاريف.
اي حالة هذه التي نعيشها واي مرحلة سوداء تمر في حياتنا والى اين نحن ماضون!!
ماذا بقي في هذا البلد يمكنه ان يشعرك بأنك تعيش القرن الواحد والعشرون , بل قل حتى في شبه دولة من الدرجة الالف.