دفاعا " عن الشرعية " .. لا للأجندات المشبوهة !! (2)
السبت 27 يوليو 2019 - الساعة 07:05 صباحاً
نبيل أمين الجوباني
مقالات للكاتب
تصاعدت وتيرة حملات جماعة الإخوان المسلمين وأدواتها في البمن بشكل غير عادي ضد الرئيس هادي غمزا " ولمزا " ، ولوحت بالخروج عليه ، وتحريك الشارع ضده ، واستخدام أدواتها في هذا الخروج ، والتي تتكئ على مؤسسات الدولة المخترقة ( جيش وبرلمان و وزراء في الحكومة و سلطات محلية ) تتخذ من بقاء الرئيس هادي خارج البلاد ذريعة لهذا الخروج .
محاولة الإخوان تأتي في سياق قراءاتها للمشهد الدولي والإقليمي للمنطقة في ظل التصعيد الأمريكي الإيراني ، وتوقعاتها بتأثير ذلك كله على حالات الاستنفار الخليجي السعودي والامارتي منه تحديدا " ، وهو ما سينعكس بالسلب أو بالتأثير على حربهما الداعمة للشرعية في البمن ، وكذا على صعيد التقارب الذي لم بعد خفيا " على أحد بين الإصلاح وقوى الانقلاب في صنعاء برعاية قطرية تركية وايرانية في محاولة منهما لوراثة المشهد ، وتمكين الهضبة من استعادة ما سلب منها ، وهو ما تفصح عنه تلك الحملات التي وبعد خمس سنوات من الحرب والدعم العسكري واللوجستي للشرعية في معركة استعادة الدولة ظهر من يشكك بقوى التحالف العربي ، ودورها الطيب والمشكور ، و في مقدمتها دولتي السعودية والإمارات العربية المتحدة .
برلمانيون واعضاء في الشورى ومسؤولون حكوميون وفي الجيش ايضا " - وكلها اصلاحية - تلوح بالاطاحة بالشرعية ، وصرحت قيادات إصلاحية في الداخل اليمني وانقره بأن هادي هو المشكلة !!
وبأنه لايمكن ان يكون جزءا " من أي حل !!
وبأن بقاءه في الخارج هو من اعاق التحرير وأطال من عمر المعركة !!
وأنه من يرفض خيارات العودة !!
لا ندري كيف تم استنتاج ذلك وعلى اي مقدمات استندت تلك النتائج التي تحاول أن تحمل أخطاء الداخل الشرعي على دولة رئيس الجمهورية / عبد ربه منصور هادي الذي أسلم قيادة المعركة والداخل الشرعي إلى نائبة / علي محسن .
هي محاولة منهم للهروب إلى الأمام ، وقد انكشفت سوءاتهم ، ويبدو أن إخوان اليمن قد حددوا ساعة الصفر لانقلابهم المعلن ليس بهذه الحملة على الرئيس هادي ، أو على التحالف العربي المساند للشرعية ؛ وإنما بمظاهر التكويش والاستحواذ والاستفراد على المؤسسة العسكرية والأمنية .
وبفضل محسن استطاعا معا " من تحويل الجيش إلى مليشيات خاصة ولاءا " وتبعية وانتماءا " ، واستطاعا معا " أيضا " من جعله فرقة أولى ووحيدة لجماعة إخوان المسلمين !
▪ حملات الإخوان تستشرف حلما " بهكذا تصعيد ، وترى أن محسن بات هو الرجل الأقوى المتحكم بالمشهد اليمني ، وفي أسوأ الاحتمالات أن يحافظ على موقع الرجل الثاني وبصلاحيات الرئيس أكان هذا الرئيس هادي أو أي شخصية أخرى باتفاقات باتت ترسم ملامح تلك الشخصيات البديلة لهادي جنوبياً .
المطالبة بخروج التحالف العربي يعني صراحة أو ضمنا التخلي عن شرعية هادي ، وعن قرارات الشرعية الدولية ،
وقراراتها الداعمة للشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي ، وهو ما يعني تسليم الجغرافية اليمنية للصراع البيني والاقتتال الأهلي ، وتمكين لقوى التغول والانقلاب بشقيه المتمسح بالشرعية والانقلاب الحوثي .
رفع الغطاء الأممي المساند للشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي يعني انفراط عقد الشرعية الدستورية إلى مالا نهاية ، وتحويل الجمهورية اليمنية إلى مجموع جزر متناحرة ، وبؤر للإهاب و العبث والفوضى .
قد نتفهم أن بقاء هادي في الرياض لدواعي أمنية بحته ، لكن مالا نفهمه حملات التلويح التي دشنها باكرا " حميد الأحمر بالانقلاب على شرعية هادي ، وتقاسمت جماعته الأدوار في الداخل والخارج ، ففريق يقول بذلك صراحه ، وفريق يداري حينا " ويماري أخرى ، وتركيا تبارك وقطر تمول والتنظيم العالمي يرسم الإستراتيجيات ويحدد الأهداف ، وتحددت معركته في اليمن بالتفرد بالحكم والانقضاض على مفاصل السلطات والثروات والجيش و الجغرافيا ،
والاستعداد لخوض معركته هو لا لمعارك استعادة الدولة الحالية والشرعية الدستورية .
وإلآ بماذا تفسرون تنمره على الداخل المحرر ، وحشد كل إمكاناته وإمكانياته سلاحا " وبشرا" واعلاما " على الانقضاض على شركاء الكفاح والسلاح والشرعية ، وتقاعسه وانكماشه على العدو الانقلابي المشترك .
في مفارقة عجيبة وحسابات غريبة تنم عن غباء وحمق مركبين .
محاولة اعادتهم للرئيس هادي إلى الداخل في هذا التوقيت والظرف لجعله أسيرا " و محاصرا " ومختزل الإرادة والقرار بشكل كلي ، وفيما لو عاد سيدفعونه نحو التنحي والاستقالة كما فعل أخوة لهم من قبل في العاصمة صنعاء ولا أعتقد أن الذاكرة الجمعية قد نست ذلك !!
ولكم أن تتخيلوا ذات السيناريو تحت مسمى الشرعية !!
قد حاول الاخوان تطويق هادي ومحاصرته في مقر إقامته الحالي في الرياض ، واستطاعت تحقيق مكاسب جمة ؛ لكنها اليوم وقد قوي عودها واشتدت شكيمتها تزايد بعودة هادي لا حرصا " منها أو وطنية " أو صحوة " متأخرة " عند مقاولي الحروب وتجارها ، ولكن لاستكمال مشروع انقلاب الهضبة الجديد .
هم يدركون أكثر من غيرهم استحالة عوده الرئيس هادي في هكذا وضع منفلت ، و غير آمن ، فلتكن إذا " هناك محاولات لإجباره ،
و بشيطنة التحالف ، وفي المقدمة منها الإمارات والسعودية بدعاوى حصاره ووقوعه تحت الإقامة الجبرية ، أو بتحميله إعاقة التحرير .
وكل محاولاتهم المؤلبه عليه تأتي تمهيدا لقضم وهضم الجميع شعبا " ومؤسسات دولة وشرعية ومصادر ثروة .
ولأنهم الأكثر استعدادا "وتنظيما " وجاهزية " ببرجماتية صرفة وانقلابا" على كل القيم والمبادئ كعادتهم فقد سعوا من اليوم الأول على استثمار الظروف والمواقف وتطويعها لصالح مشاريع التمكين التي تعشعش في مخيالهم المريض والناقص .
حملات و محاولات لإزاحة الخصوم حتى يتسيدون المشهد ، و صدروا هؤلاء الخصوم للشارع كشياطين ، وأنهم وحدهم المقاومون والمضحون والرقم الأصعب والأكثر كلفة وأنهم المنقذ و حراس المعبد وووو والمسيح المخلص .
ونست أنها هي نفسها من قالت عند دخول الحوثيين صنعاء 2014 م لن نحارب عن الدولة وذهبت تستبق لها موطن قدم في صعدة .
هروبا " كعادتها للأمام وانتقاما " من صنعاء وثأرا" لعمران - وقد رفضت أوامر الشرعية حينها - ، و فرت بفرقتها وتركت الدولة والشرعية والعاصمة للشيطان .
فهل ستثأر مرة أخرى من هذا الوطن وابناءه ، والتي باتت تدرك يقينا " إنها أضحت مكشوفة أمامه ، وأنها والحوثي في الميزان وجهان لعملة واحدة .
الإصلاح يحاول أن يتماهى حوثيا " فيقتفي أثره في تطويق الجغرافيا واقصاء الشركاء ، و الانقلاب على الشرعية .