قُمْقُمْ التخلُف في تعز
الاحد 28 يوليو 2019 - الساعة 06:35 صباحاً
يُلِحّ الشيخ عبدالله العُديني على تكريس مفاهيمه البالية التي تحصر الناس في قمقم الجهل والتخلف والفشل وتحول دون بناء مجتمعٍ سليم, في الوقت الذي تصر فيه مدينة تعز على الخروج من النفق المُعتِّم ومغادرة الكوارث التي أفرزتها الحرب .
العديني ومن على منبره في جامع النور يريد أن يقنع الناس أنه وحده وجماعته على الحق, ومالم يأتي الآخرين إلى حضيرته يجب إذلالهم وربّما قتلهم.
الحرية والعلمانية والديمقراطية والعدل والمساواة وغيرها من القيم التي قادت العالم إلى التقدم مُجَرمّة في نظر شيخٍ أُصولي يخاف من الضوء والورود.
بأحكام محتكمة لهواجسه ولم تُعدْ صالحة للعصر , يحارب العديني الحراك الثقافي في مدينة تحلم بالحياة,معتبراً ذلك واجب مقدّس وطريق إلى الجنة.
قطاع الصحة يكاد أن يكون مشلول,فيما عدد من المدارس والمعاهد لا تزال مغلقة أمام آلاف الطلاب, بينما النازحين والمهجرين يسكنون خطوط التماس, بالإضافة إلى جرائم الاغتيالات والقتل والنهب والفساد وغياب القانون وغيرها من القضايا التي تهم الفرد والمجتمع كل ذلك قضاء وقدر من وجهة نظر شيخنا الجليل.
يرى أن الأُنثى عورة ويجب قمعها , لافتاً في الوقت ذاته نظر الشباب إلى طُرقٍ أخرى تتيح لهم نكاحاً أبدياً بعد الموت .
أدى صراخه المسعور إلى إيقاف بث الفلم الثقافي "عشرة أيام قبل الزفة" خلال إجازة عيد رمضان المبارك في منتزه التعاون السياحي وتأجيله إلى عيد الأضحى, وحالياً يقوم بجمع توقيعات المواطنين من المساجد والحارات لرفض بث هذا الفلم , وذلك بعد اكتماله من توقيعات تطالب بإقالة مدير عام مكتب الثقافة في المحافطة الأستاذ عبدالخالق سيف الشاب الممتلئ بالأمل وشغف الحياة.
وبين ما إذا كان العديني مدفوعاً بكل هذه الفضاعة أم لا, فقد لاحظت مؤخراً أن دعوته للمطالبة بتحويل نادي تعز السياحي إلى سكن لجرحى الحرب لاقت استجابة كونه أعقب ذلك تنفيذ فعالية للجرحى في نادي تعز وجاءت توجيهات لمدير مكتب الثقافة لحضور الفعالية.
هذا الرجل الخُرافه تكمن في دماغه كارثة حقيقية تصوغ إنساناً مشوهاً أكثر بؤساً ومعاناة ..
اللهم إني بلغت ... اللهم فاشهد