الولايات المتحدة إلى أين؟

الخميس 01 أغسطس 2019 - الساعة 03:28 صباحاً

 

كان من المحال أن يتم توجيه مثل هذا السؤال عن الدولة العظمى قبل أن يدخل الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض ويبدأ في إطلاق خياراته الارتجالية التي وجدت معارضة صارخة من داخل الولايات وخارجها.

 

وكان أكثر ردود الأفعال حدة هي تلك التي ظهرت لدى حلفائها الأوروبيين وغيرهم.

 

لقد تمكن هذا الرئيس في وقت قصير من تغيير ثوابت السياسة الأمريكية، وما رافق ذلك من انزعاج عالمي.

 

واللافت أنه لا يعطي للآراء المخالفة أهمية، ولا يرى للصحافة في بلاده أي اهتمام، وقد استغنى عن أكثر من مستشار بعد أن اختلفت وجهة نظره مع ما يطرحونه من آراء، وبذلك تمكن من أن يتفرد بالرأي وأن يحكم الولايات المتحدة بطريقته الخاصة التي تزعج –كما سبقت الإشارة- حلفاءه أكثر من أعدائه.

 

ويبدو أن التجارب الكثيرة التي اصطدم بها في المرحلة الماضية لم تؤثر في استمرار قرارته المرتجلة ولا خففت من عنف الخطوات المتسارعة نحو ما يبعث على السؤال (الولايات المتحدة إلى أين؟)، وهو سؤال يتردد في أكثر من مكان في العالم شرقاً وغرباً، كما لا يؤرقه فشل خطواته المرتجلة أو يعيد إليه بعض الصواب قدراً من الحكمة التي امتاز بها رؤساء سابقون تمكنوا من قيادة الدولة العظمى في ظروف أصعب بكثير مما هو قائم الآن.

 

ولعل الامتحان الصعب الذي واجهه هذا الرئيس هو ما يحدث في الخليج العربي، وعند مضيق هرمز، حيث تتجه أنظار العالم أجمع إلى هذا المكان وتوتراته المحتدمة.

 

ومن يتابع مواقف الرئيس ترامب من هذا الموضوع، وما يبديه من مواقف متقلبة، تتملكه الحيرة ويشعر أن الدولة العظمى لم تعد كما كانت قوة عظمى حقاً، بل دولة عادية لا تختلف كثيراً عن أيه دولة في أوروبا أو في الشرق البعيد والقريب.

 

وأعود وأكرر القول بأن ما يحدث في الخليج العربي وعند مضيق هرمز هو الامتحان العسير والصعب لهذا الرئيس وللدولة العظمى.

 

فهل آن الأوان ليخرج الرئيس ترامب من تناقضاته المحيرة ويأخذ خطاً واضحاً مختلفاً عن كل الخطوات السابقة بتناقضاتها وارتجالاتها، وما اختلقته في المنطقة وفي مناطق أخرى من قلق وخوف على مستقبل العالم ومصير الإنسان؟

 

وليس جديداً القول بأنه على أرض هذا المنطقة يتقرر سلام العالم من عدمه، المنطقة التي شهدت منذ العصور القديمة أخطر وأهم حركة التغيير في العالم، وكانت مسرحاً لصراعات يصعب حصرها، وهي الآن مرشحة لتكون مسرحاً لصراعات أقسى وأمر.

 

فهل يدور شيء من ذلك في عقل رئيس أكبر دولة عظمى في العالم؟ أتمنى ذلك، كما يتمناه كل إنسان على هذه الأرض الطامحة إلى العدل والسلام.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس