رسائل الاخوان بلسان الأحمر .. خارطة طريق لفك الارتباط عن الشرعية والتحالف

الخميس 18 فبراير 2021 - الساعة 10:18 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


 

"الأخ الرئيس فوض التحالف تفويض لم يعد فيه الى البرلمان ولا الى غيره" ، عبارة لافتة جاءت على لسان القيادي الإخواني البارز وعضو مجلس النواب حميد الأحمر في لقاء صحفي له.

 

اللقاء الذي اجراءه الأحمر مع موقع "الجزيرة نت " القطري، حمل ايضاً عبارات لافتة او رسائل سياسية لافتة من جماعة الاخوان اشبه بالشروط الى كل من هادي والتحالف العربي، تجعل من الحوار تدشين لمرحلة سياسية مختلفة من قبل جماعة الاخوان وعبر الأحمر.

 

وما يعزز من ذلك ان اللهجة التصعيدية للأحمر تعد مستغربة من الرجل الذي ظل صامتاً عن السياسية منذ خروجه من صنعاء قبل 7 سنوات واستقراره في تركيا، الا أن ذلك تغير تماماً بعد انتقال قيادات جماعة الاخوان من الرياض الى تركيا، وعودة الرجل للأضواء.

 

وبرزت عودة الأحمر بشكل لافت خلال الاسابيع بانتقاده لهادي وللشرعية ، بالتزامن مع ترأسه مؤخراً اجتماعاً بين قيادات إخوانية مع قيادات سياسية وأمنية من الحكومة التركية على رأسهم وزير الداخلية والاتفاق على ترتيب أوضاع قيادات وكوادر اخوان اليمن في تركيا وتسهيل انتقال باقي قيادات الجماعة. 

 

حوار الأحمر مع الموقع القطري ، تضمنت هجوماً ناعماً من قبل الرجل ضد الرئيس هادي تحت لافتة المطالبة بعودته الى الداخل ، الا ان نعومة هذا الهجوم كانت تتضمن رسائل تهديد مبطنة بإمكانية الانقلاب عليه وعلى شرعيته التي قال بأنها "تتآكل" ، بل وإمكانية تشكيل بديل عنها.

 

حيث قال الأحمر -الذي يعيش واغلب قيادات جماعته في الخارج – بأن عدم عودة هادي الى الداخل "يفقده شرعيته" ، محملا في سياق حديث أخطاء التحالف والشرعية الى تواجد هادي في الرياض لـ 6 سنوات.

 

الأحمر هدد بإيجاد بديل عن هادي وعن الأحزاب المؤيدة لشرعيته والتي قال بأن " الفشل وصل اليها كما وصل الى قيادة الشرعية"، حيث أشار الأحمر الى ضرورة إيجاد ما اسماها " قوة مجتمعية".

 

وتعمل هذه القوى المجتمعية – كما يقول الأحمر – على تجاوز هذا الوضع وان نجبر الشرعية على العودة وتصحيح العلاقة مع التحالف ، مخاطباً هادي وشرعيته بالقول : اما ان تعود او بحثنا عن غيرها ... لا شرعية لمن لا وجود له".

 

حميد الأحمر كثف في اللقاء من هجومه على التحالف الذي حمله مسئولية ما اسماها "الانحرافات التي شهدتها الحرب طيلة السنوات الست بوعي منه"، مصرحاً برغبة جماعة الاخوان بوجود دور لقطر وتركيا في اليمن مقابل دور التحالف.

 

حيث قال الأحمر : " اذا كانت إمكانيات التحالف غير كافية فليتحول الى تحالف إسلامي ونأتي بتركيا تكون مساند او غيرها " ، معبراً عن أمله في عودة ما اسماه " الدور الإيجابي لقطر في مساندة الشرعيّة" بعد المصالحة الخليجية.

 

وزعم الأحمر بأن "وجود قطر سابقا في مظلة التحالف نوعا من التوازن، وأن خروجها من التحالف أسهم في زيادة حدة الدور السلبي لبعض الأطراف داخله" ، في إشارة الى الامارات.

 

حميد الأحمر وهو عضو مجلس النواب زعم بأنه لعب دوراً كبيراً في عقد جلسة مجلس النواب في سيئون منتصف إبريل 2019م، متهماً التحالف بمنع عقد جلسات المجلس بعد ذلك.

 

لم يغفل الأحمر عن ارسال تهديد مبطن لكلا من التحالف والرئيس هادي ومحاولة الطعن بمشروعية التدخل في اليمن ، حيث قال بأن هادي " فوض التحالف تفويض لم يعد فيه الى البرلمان ولا الى غيره" ، في تهديد بإمكانية تحريك هذا الملف مستقبلاً.

 

أخطر رسائل التهديد التي لوحت بها جماعة الاخوان عبر الأحمر، كانت الإشارة الى عدم حاجتها الى الشرعية كغطاء سياسي وقانوني لتنفيذ مخططاتها في اليمن.

 

حيث قال الأحمر في حديثه عن الشرعية وهادي : انت تحتاج الى هذا الغطاء حين تكون بلا مشروعية لكن الدفاع عن نفسك مستقبلك وهويتك وبلدك وشرعيتك لا تحتاج الى غطاء.

 

يواصل الأحمر كلامه بالقول : قد تحتاج في مرحلة من المراحل الى الدعم وهذا ما كنا نعتقد اننا سنحصل عليه من التحالف " ، هنا يلخص الأحمر القصة بكل وضوح ويفضح حقيقية موقف الاخوان من التحالف والشرعية ، وينسف كل ما قاله في الحوار.

 

فالرجل يعترف ان التحاق جماعته الى معسكر الشرعية وتأييد التحالف لم يكن لمبدأ او خلاف مع الانقلاب الحوثي ، بل رغبة في الاستحواذ على الدعم المالي والعسكري لبناء دويلة خاصة بالإخوان تحت غطاء الشرعية.

 

وهو ما أكده حديث القيادي الاخواني المقيم في صنعاء احمد شرف الدين لإحدى القنوات الحوثية ، الذي كشف عن صياغة اتفاق بين قيادات حزب الإصلاح(الذراع المحلي لجماعة الاخوان في اليمن) مع زعيم جماعة الحوثي في صعدة بعد أيام من سقوط صنعاء في سبتمبر 2014م.

 

وبحسب شرف الدين فالاتفاق الذي كان ينص على تشكيل لجان مشتركة من الطرفين تصل الى مستوى القرى – أي انه اشبه باتفاق لتقاسم السلطة – تم افشاله من قبل المقربين من زعيم جماعة الحوثي ، مؤكداً بأن فشل الاتفاق هو من دفع الإصلاح الى تأييد التحالف والانضمام للشرعية.

 

حديث شرف الدين يشير بوضوح الى موقف الإصلاح او الاخوان من الشرعية لم يكن الا نتيجة فشل اتفاق تقاسم النفوذ والسلطة مع جماعة الحوثي وليس إيماناً بمبدأ الشرعية ورفضاً لانقلاب الحوثي، الذي كاد ان يتم شرعنته رسمياً من قبل الإصلاح عبر تشكيل "المجلس الرئاسي" الذي طرح للنقاش في مفاوضات موفمبيك بصنعاء اثناء حصار الرئيس هادي ورفضته قوى سياسية كالتنظيم الناصري ، وفشلت الفكرة لاحقاً بعد ان تمكن هادي من الانتقال الى عدن.

 

وعلى ذات السياق يمكن الرد على باقي مزاعم الأحمر وجماعة الاخوان، فالأحمر المقيم في تركيا مع اغلب قيادات جماعته يهاجم الرئيس هادي ويطالبه بالعودة الى الداخل.

 

كما ان الأحمر الذي يحذر هادي في 2021م من تآكل شرعيته، كانت وسائل إعلامه وإعلام جماعته وناشطيه قبل أربع سنوات، تهاجم امين عام التنظيم الناصري عبدالله نعمان لأنه قال ذات العبارة في ندوة سياسية أقامها بتعز في يوليو2017م.

 

هذا التناقض يجعل من انتقاد وضع الشرعية من الأحمر او غيره من قيادات الاخوان مجرد شماعة او "حق يراد به باطل" ، كما أن الانتقاد والهجوم لهادي وشرعيته بل والتهديد بالبحث عن بديل له في ظل بقاء نفوذ وسيطرتهم عليها يدفع بالتساؤل عن حقيقة "الباطل" الذي يراد منه.

 

فالتلويح بإيجاد بديل لهادي وشرعيته واشهار المواجهة ضد التحالف، يوحي الى حاجته الاخوان الى تجاوزهما والبحث عن تحالفات جديدة خارج إطارهما على الساحة اليمنية، وهنا يبرز الحوثي بشكل واضح وكخيار وحيد.

 

وما يلفت الانتباه ان يتزامن لقاء الأحمر للموقع القطري مع نشر أحد المواقع التابعة لجماعة الحوثي عن قرار لجماعة الحوثي بإعادة النظر في قرار أصدرته محكمة خاضعة لسيطرتها بإعدام 11برلماني أغلبهم من قيادات الاخوان ، بعد أسبوع فقط من اصداره.

 

وسبقه ظهور القيادي الاخواني احمد شرف الدين في إحدى القنوات التابعة لجماعة الحوثي ، امتدح فيه زعيم جماعة الحوثي بشكل لافت وابدأ استعداده للعب دور الوساطة بينه وبين قيادات من جماعته المتواجدين في الخارج.

 

مؤشرات ورسائل توحي كلها باحتمال حدوث تغيير كبير في خريطة التحالفات في اليمن مع وجود توجه وضغط دولي وبخاصة من أمريكا لإيجاد تسوية سياسية تنهي الحرب بالبلاد. 

 

مؤشرات ورسائل توحي كلها باحتمال حدوث تغيير كبير في خريطة التحالفات في اليمن مع وجود توجه وضغط دولي وبخاصة من أمريكا وبعد صعود الرئيس الديمقراطي بايدن الذي يبدوا بانه يتجه الى مبادرة وزير الخارجية السابقة جون كيري والتي تم طرحها منتصف 2016 وتم رفضها.

 

وتقوم المبادرة على تشكيل مجلس رئاسي وتمنح فيه الصلاحيات لنائب الرئيس وبقاء هادي مجرد رئيس شكلي ، وانسحاب الحوثي من صنعاء دون نزع لسلاحه.

 

مبادرة يبدو الاخوان اكثر قناعة بها ، وبخاصة بعد تعزيز علاقتهم مع الانقلاببين ، حيث يرى الاخوان بأن المبادرة ستعمل على إيجاد تسوية سياسية تنهي الحرب بالبلاد – دون حل الصراع ونزع أسبابه – مع احتفاظ ميليشيات الحوثي الانقلابية، وميليشيا الاخوان "سلطة الأمر الواقع" بقوتهما الميلشاوية المسلحة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس