للسعوديون ... حالي لكم !
الثلاثاء 03 سبتمبر 2019 - الساعة 01:05 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
تهديد على حدودكم الجنوبية , قتلى وجرحى وقذائف يومية تطال اراضيكم ومواطنيكم ناهيكم عن الصواريخ الايرانية بعيدة المدى التي تستهدف منشآتكم الحيوية في عمق اراضيكم ومدنكم الرئيسية بما فيها العاصمة.
مليارات الدولارات تهدر في مواجهات مع المشروع الايراني عبر اذرعه الحوثية كان يمكن توفيرها وتجنب مايحدث لكم اليوم من خلال اتباع سياسة مغايرة تجاه جاركم اليمني الفقير.
15 عاما هو كل مااحتاجه الحضور الايراني في اليمن, متجاوزا كل تلك المسافة لتجذير نفسه في صعدة اليمنية , بينما الجارة لم تمثل اكثر من حضور قائم على التعالي والفشرة والاحتقار القائم على التفووق المالي وليس الحضاري بحيث يمكن القول انهم استحقوا هذا التميز المرتكز على الجوانب الفكرية والعلمية والانتاجية , بل على ثروة جاهزة لم يبذلوا في تحصيلها اي جهد فكري او عضلي.
53 عاما والمملكة تتبع سياسية معادية تجاه اليمنيين , فقد عملت بكل مااستطاعت من اجل اعاقة بناء الدولة وتعميم الفوضى وتجذير الجهل, من خلال ماعرف باللجنة الخاصة السعودية المكلفة بتعميم هذه السياسات عبر دعم المشائخ والقبيلة عموما ومراكز النفوذ والقيادات العسكرية الموالية , والى حد تعيين الرئيس والاطلاع حتى على عدد الرصاص المتوفرة في مخازن القوات المسلحة.
جلبوا العمالة من اصقاع الارض وسنوا القوانين المعيقة لتواجد العمالة اليمنية في ارضهم.
مارسوا سياسات التجويع والاهانة والاحتقار لكل ماله علاقة بشيء اسمه يمن , وظلوا على نظرتهم لنا من ابراجهم العاجية وكروشهم المنتفخة , بينما ظل غبن اليمنيين يتراكم يوما عن يوم.
كل السياسات الخاطئة التي اتبعتها المملكة تجاه اليمن هي التي قادت الى مايحدث اليوم بعد ان اصبحت الارض اليمنية نتيجة لذلك صالحة لزراعة ونمو كل المشاريع كانت محلية او اقليمة او دولية , الامر الذي ساعد على الحضور الايراني خلال فترة بسيطة , فلا نفعت المملكة تلك المليارات المهدرة في جيوب المشائخ ومراكز القوى , ولا حماها اغتيال التوجهات الوطنية وبناء الدولة وفي مقدمته اغتيال الحمدي ومشروعة المدني الذي خسره اليمنيون , وبما اتاح لقوى التخلف والتبعية قيادة البلد على النحو الذي يخدم مشاريعهم بغض النظر عن لون العملة واسمها.
بعد كل هذه الاحداث التي مازالت في تصاعد ولا نستطيع تحديد طبيعة نهاياتها ونتائجها , ترى هل ستسفيد المملكة من هذه الدروس القاسية وبما يقودها الى اتباع سياسات مغايرة , ام انها ستستمر بنفس السخف الذي عرفت به السياسة السعودية !!!