اردوغان باع الإخوان .. تقارب تركي مصري يربك حسابات الجماعة

الجمعه 19 مارس 2021 - الساعة 05:08 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


 

أحدث التوجيه التركي الجديد نحو مصر صدمة قوية في صفوف جماعة الاخوان التي تتخذ من تركيا مقراً رئيسياً لأنشطتها ضد الدول العربية.

 

حيث اثمر هذا التقارب والذي سعت له تركيا عن توجيه صارم من قبل السلطات التركية للقنوات الإعلامية التي تعمل من تركيا بتغيير سياساتها والامتناع عن مهاجمة النظام المصري وشخص الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

وتوجد في تركيا عدد من القنوات الفضائية التابعة لجماعة الاخوان وعلى رأسها ”الشرق“، و“مكملين“ و“وطن“، التي ركزت في برامجها على مدار ثمان سنوات مضت، على عرض برامج سياسية مناهضة للنظام المصري.

 

في حين قالت مصادر إعلامية بان السلطات التركية فرضت الإقامة الجبرية على عدد من رموز وقادات التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المقيمين في تركيا.

 

ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي أكد هذا التوجه رغم محاولة التخفيف من هول الصدمة التي تلقتها جماعة الاخوان من هذا التغير المفاجئ الذي جاء استجابة لمطالب النظام المصري.

 

حيث أقطاي نفى أن تكون السلطات التركية طلبت إغلاق أي قناة من القنوات المعارضة، كما نفى تسليم شخصيات معارضة لمصر أو حتى توقيفها ، لكنه اكد في ذات الوقت الطلب من قنوات الاخوان بتعديل سياساتها وخطابها.

 

وقال اقطاي في تصريحات له لقناة "الجزيرة" بأن هناك تواصل مع القائمين عليها (قنوات الاخوان) للتذكير بمواثيق العمل المهنية الإعلامية بعدم التحريض ضد مصالح الدول.

 

وأشار مستشار الرئيس التركي وللعلم بان هذه القنوات لا تأخذ ترخيصها من الدولة التركية ولا تبث عبر القمر التركي (Turksat)، ولكنه قال بأن تركيا "لا تسمح بأي هجوم أو تجاوز في حق أي دولة أو نظام".

 

وفي ترجمة فعلية لهذا التوجه أعلنت قناة (الشرق) وهي إحدى قنوات الاخوان التي تبث من تركيا مساء أمس عن وقف إحدى برامجها السياسية التي كانت تهاجم فيه النظام المصري بشدة.

 

ونشرت القناة على حسابها في " تويتر " تغريدة قالت فيها " متابعينا الاعزاء نعتذر لحضراتكم عن عرض حلقة الليلة من برنامج الشارع المصري ".

 

مصدر صحفي لقناة ”الحرة“ الامريكية كشف عن إن مسؤولا بالنظام التركي اجتمع عصر الخميس، مع إدارات القنوات الثلاث التابعة لجماعة الاخوان وهن ”الشرق“، و“مكملين“ و“وطن“.

 

مضيفاً بان المسئول التركي أبلغهم بقرار الإغلاق الفوري للقنوات، لكن تم تخفيف القرار في نهاية الاجتماع، ليقتصر على إيقاف البرامج السياسية في الوقت الحالي“.

 

وأكد صحفيون محسوبون على الاخوان هذا القرار ، حيث الصحفي المصري في صحيفة ”العربي الجديد“الممولة قطريا، عبدالرحمن فارس، على حسابه في فيسبوك: ”رسميا، الحكومة التركية تطلب من قنوات الشرق ومكملين ووطن، إما إغلاق قنواتهم، أو تحويلها لقنوات منوعات، وإيقاف كافة برامجها السياسية، ووقف أي حديث متعلق بالسيسي“.

 

وأحدث هذا التوجه التركي ارباكاً واضحاً في صفوف جماعة الاخوان ، حيث قالت مصادر إعلامية بان قيادات بالجماعة بدأت بالبحث عن طرق للهروب من تركيا مع أسرها.

 

هذا الارباك عبر عنه المعارض المصري الموالي للإخوان، ورئيس قناة ”الشرق“ المعارضة ايمن نور الذي كتب عبر حسابه في ”تويتر“ تغريدة مقتضبة قال فيها : ”تضيق ثم تضيق ثم تضيق ثم تفرج وبشر الصابرين“.

 

وأقر القيادي الاخواني أيمن نور خلال الاجتماع، بأن ”هناك مطالب فعلا بتعديل الخطاب أو آلية التعبير عن الرأي“، مضيفا: ”بالطبع حصل عندنا ارتباك اليوم، ولا أخفي عليكم هذا“.

 

وأكد نور حدوث حالة من الارباك في صفوف إعلام الاخوان في تركيا وذلك في مداخلة له باجتماع عقده إعلاميون وصحفيون محسوبون على الإخوان في تركيا، عبر تطبيق ”Clubhouse“ تحت عنوان ”غلق قنوات المعارضة.. البدائل والحلول“.

 

وأضاف: ”في مثل هذه الحالات يحصل ارتباك.. أخوض اجتماعات مستمرة مع إدارة القناة والتحرير؛ لمناقشة وجهات النظر، والتقيت ببعض القنوات الأخرى لتبادل وجهات النظر.. نحن في حوار داخلي وفي حوار مع الأتراك.

 

وقال نور أيضا في مداخلة هاتفية على قناة ”مكملين“ التي تبث من تركيا: ”كلنا يعلم أن هناك متغيرات دولية على أصعدة مختلفة، من بينها التقارب المصري التركي، والذي بالقطع قد يكون له بعض الانعكاسات". 

 

وأضاف في حديثه للقناة : "لم يطلب منا إغلاق القنوات وإنما طلب مراجعة السياسة التحريرية، لن نؤذي اخوتنا في تركيا ونقدر ظروف البلد ونحترمها".

 

هذه الخطوة من النظام التركي لاقت ترحيباً من قبل الحكومة المصرية على لسان وزير الدولة للإعلام في مصر، أسامة هيكل، الذي رحب بقرار الحكومة التركية الخاص بإلزام القنوات المعادية لمصر بمواثيق الشرف الإعلامية.

 

ووصف هيكل هذه الخطوة بأنها بادرة طيبة من الجانب التركي، تخلق مناخا ملائما لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين على مدار السنوات الماضية.

 

وأضاف أن صدور قنوات من دولة لتعادي دولة أخرى ليس مقبولا في العلاقات الدولية، متابعا: ”من المهم جدا لكل دولة أن تبحث عن مصالحها ومصالح شعبها، ولا أعتقد أن الخلافات السياسية بين تركيا ومصر تصب في مصالح الشعبين“.

 

وأكد وزير الدولة للإعلام، أن ”مصر دولة لا تعادي أحدا، وأن الموقف المصري ثابت في علاقاتها الدولية، حيث تعمل على تطوير علاقاتها مع الجميع على أساس من التفاهم والحفاظ على المصالح المشتركة“.

 

التوجه التركي اثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل خصوم الأخوان عبر هتشاج "اردوغان باع الاخوان" ، مستغربين سماح تركيا لإعلام الاخوان باستهداف الدول العربية لـ8 سنوات وتأتي اليوم للحديث عن الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس