ما بين الفقر وهامور المصالح

الجمعه 28 ابريل 2017 - الساعة 05:06 صباحاً

 

                  

 

تتعرض اليمن إنساناً وأرض بحكم سوء أدارة النظام العتيق لعملية تفتيت وتمزيق بشع لنسيج المجتمع وقواه السياسية.

 

ويعود السبب في ذلك الى استغلال الفقر والجهل وتوظيفهما من خلال شعارات براقة تتقمص برداء وطني متهري طالما تدثر به نخب جمعتهم مصالح مشتركة وفرقتهم ايضاً في نفس الوقت الى جانب المؤثرات المرتبطة بتوجهات رعاة التمويل وأرباب النعّم.

 

فـ اليمن بلد لم يتم بناء الدولة فيه بشكل سليم ومستقل بعيداً او بمعزل عن دول معينة بما يعني اننا امام بنية لدولة هشة  وتفتقر للمعنى الحقيقي لدولة اضافة الى كون اليمن يمتاز بتراكيبيته الاجتماعية التي تحتكم الى سلسلة من الاعراف المتبعة والمتعددة في والمتباينة الى جانب خليط من المجتمع الذي تماهى بين القبيلة والمدني والذي دائماً ما يكون عرضة للخطر وفي نفس الوقت قد يشكل خطراً كبيراً في حال غياب القانون ومؤسسات الضبط والعقاب ومكافحة الجريمة.

 

نحن اذاً امام بلد ظل ولازال يفتقر للمؤسسات الوطنية وتم حكمه من قبل فئة متسلطة باغية وأنانية وجاهله ظلت تمتطي جوادها الذي يحدق خلف الشمس وعينيه على العرش وخزينة المال، مما دعاه لفتح اليمن على كافة المستويات حتى تحول الى جغرافيا تعبث فيها المنظمات الدولية بأجنداتها الخاصة بل تحول البلد مع الايام اكثر واكثر الى ملعب جولف لمافيا التهريب وجنرالات ما خلف الحدود والبحار وعابري الموانئ الساحلية .

 

كما ان النخب العتيقة سواء قيادات تيارات سياسية او مكونات اجتماعية وضباط ومسؤولين تعاملوا مع البلد وكأنها هامور الكل يسبح الشط للعبور الى ضفته وهذا احد الاسباب التي ادت الى اغراق البلد في براثن الصرعات والحروب الدامية.

 

لذا فأن كل هذا العبث والعمل الفئوي والاصطفافات خلف نزعات مناطقية وايديولجيات معينة ومصالح مشتركة وارتباطات تتجاوز الحدود الوطنية ادى الى جزء كبير مما نحن فيه وسوف يؤدي ايضاً الى خلق هويات ومناطقيات وخطابات لا وطنية ونزعات ذات أبعاد مناطقية وديمومة الاحتراب الاهلي والصراع وتزايد بؤر الإرهاب المنظم والذي تديره عصابات لا علاقة لها بالايديولجيات بقدر ما تكمن مصلحتها في خلق القلاقل وافتعال الأزمات التي تشكل بيئة ملاءمة لثراء وتمرير صفقات مشبوهة معظمها ناتج عن غسيل الاموال والخ...

 

ويمثل الفقر والجهل وغياب الولاء الوطني والانتماء الحقيقي لتراب الوطني اهم الاسباب لتفاقم المشكل الوطني وتصاعد وتيرة حالات التقزم والمنابحة من أجل مناصب في سلطة بدون دولة وبلد مفتوح على مصراعيه للعبث الكبير من قبل قوى تنطلق صمن مصالحها الخاصة وهو كذلك بالنسبة لنخب التي تتلمذت على المخلوع صالح الذي يحاول التهرب هو ورجاله من كارثة 21 سبتمبر المشوؤم والعمل على توجيه اللوم صوب شريحة معينة لا نستثنيها مما يجري وتعاظم جرمها فهي تشكل حالة خطر من منظور سياسي وليس عرقي كما يشكل صالح خطراً اعظم وادهى وأمر على كافة المستويات اذ يعمل من خلال ادواته على خلق حالة نزاع بين التيار السلفي والاخوان في المناطق المحررة وينفذ ذلك المخطط مؤتمريون يدعون السخط والتذمر من سلطة الحوثيون بعد توقيعهم وثيقة التوافق على تشكيل الحكومة وهذا يؤكد خرافة وبلاهة وزيف الادعاء وينبي بأن صالح الرجل الدعي يمارس مناورته الاخيرة والضحية قد يكون السلف هذه المرة ان افلح مخططه وانجر الإصلاح خلف اركان النظام العتيق...!!

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس