عدن توقظني من نومي العميق " وامعتصماه !!

الجمعه 28 ابريل 2017 - الساعة 11:28 مساءً

 

 

 

بينما وأنا في المنام وإذا بأصوات متقطعة تقول وامعتصماه وامعتصماه،، صيحات شاحبة متقطعة بالعبرات، أنطلقت من قلب شديد الحزن كثير النهدات، وأنيناً ونحيباً، من الهم والحزن والحسرات وإذ بي واقفاً وسط صحراء أتلفت يميناً وشمالاً تعجباً من أين مصدر الأصوات،،، وأنا في لحظة إنذهال أين أنا وكيف وصلت إلى هذا المكان.؟ وإذا برجلاً شايب يمشي لم تكن بيني وبينه سواء مترات،، فأنطلقت إلى ذاك الشايب والأصوات لازالت في مسامعي إلى أن وصلت به فألقيت عليه التحية فرد علي بمثلها ، فقلت له أين أنا الآن ياوالد وأين هذا المكان؟؟ فما أن بدأ بالتحدث معي وفاجئه قطعت حديثه أصوات متتالية تقول انقذوني أنقذوني،، هلكت!! فقلت له بدهشه ماهذا ياوالد؟ !!! من... قاطع حديثي ثم قال بصوت متحشرج ياولدي العزيز نعم هلكت ثم صمت......فعاد لمواصل حديثه، هذه هي أبنتي التي تصيح وتستغيث.. قاطعته لماذا؟وماهي مصيبتها؟ قال تصيح قهراً على أبنائها...فقلت ماذا بهم أبنائها؟؟ فقال ياولدي لم يمر يوماً من الأيام ولم تسمع فيه خبر مقتل أحد أبنائها كل يوم تخسر منهم منذ فترة طويلة،، فصمت الشائب وأنهمرت دموعه كالمطر وبكى بكائاً شديداً وبحرقه، فلم أستطيع أتمالك نفسي لحبس دموعي فبكينا معاً،،، لحظة..... ثم حاولت التغلب على دموعي فقلت أين هي أبنتك ياوالد؟ فقال هي على شاطئ البحر،، قاطعته أين البحر ياوالد ونحن وسط صحراء بعيداً عن البحر ؟ فقال لا....ياولدي البحر قريباً ،، ولم تفصلنا سواء مسافة لاتتعدى الأثنين كيلو ،، أذهب إليها وسوف ترى ماهي عليه،، والبحر ياولدي بهذا الاتجاه،،الله معك،، فأنطلقت مسرعاً و أنا في دهشتاً وحيرة،، اتساءل مع نفسي أين أنا ومن يكونوا هؤلاء؟؟ وبينما وأنا ومستمراً في خطاي أقترب من البحر شيئاً فشيئا إلى أن وصلت الشاطئ فوقفت على الشاطئ وأنا منهك من شدة التعب،،أحول بنظري بين موجات البحر وعين الشمس التي هي في وقت المغيب،، وأردد حينها يارب أنصر تلك المظلومة، وإذ بصوت آنيناً مصحوباً بالآهات صوتاً يفطر القلوب،، فالتفت إلى يميني وإذ بالمرأة التي لم تبعدني إلا أمتار فقط،، فأدنيت منها وإذ بها امرأة ذات الوجه الحسن،،جمالاً لم أراه قط من قبل ،، و تسكن في موقع ليس له مثيل،،ولكن آثار الهم والحزن المتواصل واضح على وجهها،، فألقيت عليها التحية،فردت علي بمثلها،، فقلت بدهشة وحسرة معاً،، يا والده أأنتي الذي تصيحين؟؟ قالت نعم ياولد ؟ فقلت لماذا ومن ماذا ينقذوك؟ فقالت وهي تبكي بحرقه وألم ياولدي كل يوم أنا أخسر من أبنائي واحد تلو آخر !! فقلت يا والده من يقتلهم؟ولماذا؟ قالت ياولدي يقتلوهم ناس قل فيهم الخير،،أناس أبتاعت ضمائرهم بالمال،،ينكرون المعروف والجميل، أنا ياولدي مسالمة أحب الخير للجميع فتحت بيتي للجميع واحتضنت في بيتي الجميع بل من كل الأجناس، ولم أعلم أن البعض منهم أجاء لتدميري وينتقم مني ومن أبنائي،، كنت أمنحم كل ما حلي لهم وطاب ولم أعلم أنهم يحدون سيوفهم ليذبحوا أبنائي،،ويفتتوا أكبادي ألم وحسرة،، فأنهمرت دموعها ولم تستطيع اكمال ماتريد تقوله فبكت بكائاً شديداً حتى أبكتني لبكائها،، وبعد لحظة من البكى من الطرفين ،، وقفت أنا صامتاً،،صامتاً،، ولكن براكين القهر والكمد تشعل في جوفي نار لم تعانيه تلك المسكينة المظلومة،،وأتساءل مع نفسي إلى متى تظل تلك المسكينة على هذا لحال المؤلم !!! لحظة،،تُعجب ! فقلت ياوالده لماذا يجازوك هذا الجزاء بعد أن فتحتي لهم بيتك واحتضنتهم لمده طويلة من الزمن ؟ فقالت ياولدي ناس طما على قلوبهم الحسد والحقد والكراهيهة، أتوا ليعملوا فيني ماتراني عليه الآن يقتلوا أبنائي ودمروني ودمروا بيتي،، يحسدني لأهمية مكاني،، فقلت وقلبي كاد يتقطع من الحسرة الصبر الصبر يا والده فسيكفيكهم الله،،وسينتقم لك منهم ومن وأعمالهم الجبانة الدنيئة،، فقالت نعم ياولدي لا شيء غير الصبر فنحن صابرون ولكن.......... قطع حديثها بكائها وانينها،،وبعد لحظة من النحيب عادت لتواصل حديثها المتحشرج، ولكن آلى متى ياولدي؟ لقد هلكت وأنا ارى أبنائي يتساقطون واحد تلو آخر كل يوم وآ..... أنقطع الصوت ولم أعد أسمع ماتريد قوله تلك المرأة،، وفجأه فزعت من وسط نوم عميق ثم جلست التفت يميناً ويساراً وأنا كالمجنون أين أنا؟ ومن كان يحدثني؟ وأين المرأة التي كانت تشرح لي مآسيها بإنها مظلومة؟ وأين الرجل الشائب؟ لا أحد !! لحظة تفكير فأدركت حينها أنها رؤيا في المنام، فأردت أعرف كم الوقت، فأمسكت بجوالي ونظرت وإذ بعقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجراً، ومنهأ فتحت بيانات الهاتف وياليتني لم أفتح،، وإذا بالرسائل تصلني عالواتساب فاردتُ أعرف ماذا في الرسائل وفتحت وإذا بها رسائل تتحدث عن اغتيال فلان بن فلان ،، وأخرى تقول عدن تنزف،، عدن تتألم،، عدن تذبح،، عدن تنادي وتستغيث،، فجئه أنهمرت دموعي وبغزارة لادراكي أن تلك التي هي على هيئه بنت تشرح لي اﻵمها ومآسيها،، هي نفسها عدن،،وأن ذاك الرجل هو وطني الجنوب،، لأن عدن هي التي احتضنت الناس ومن كل الاجناس،، وعدن هي مئوي المظلومين واللاجئين،، وعدن هي المسالمة . ونعم عدن هي التي تئن وتتألم،،وعدن هي التي تخسر كل يوم ابنائها،وعدن هي التي تصيح وتستغيث،، فما كان مني إلا أن وقفت وأخدت أدعوا واردد الدعاء،، بحرقه،، اللهم أنصر عدن خاصة والجنوب عامة،، ،، اللهم من أراد للجنوب وأهله شراً فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم أزرع في قلوب اعداء عدن الرعب والخوف،،وفي قلوب أهلنا في الجنوب الشدة والعزيمة وتوجهم بنصراً من عندك أنك على كل شي قدير،، فمن هنا..أدعو كافة الشعب الجنوبي العظيم أن يوحدوا صفوفهم، وأن يهبوا هبت رجل واحد لنصر تلك المظلومة،، ملاحظة،، طبعاً،، كل جنوبي ومن أي محافظة جنوبية هو أبن لعدن وهي أم له،،

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس