"جوازات تعز" تكشف الأقنعة وتفضح أعداء الدولة.. القصة الكاملة بـ"الوثائق"
الاربعاء 19 يوليو 2017 - الساعة 12:49 صباحاً
المصدر : الرصيف (خاص)
يمتلك جواز السفر أهمية كبرى باعتباره وثيقة سيادية يمثل سيادة الدولة، وفي اليمن يعد إصدار الجواز من المناطق المحررة وبالذات من تعز انتصارا كبيرا للحكومة الشرعية وللسلطة المحلية ولكل القوى الرافضة للانقلاب، ولاشك أن إعادة افتتاح فرع الهجرة والجوازات وفي هذا الظرف بالتحديد يمثل علامة فارقة في مسيرة استعادة الدولة ومؤسساتها.
"الرصيف" ومن خلال هذا التقرير يرصد جهود استعادة فرع المصلحة لنشاطه، وتغلبه على كل التحديات والمعوقات ليستأنف اصدار الجوازات للمواطنين، كما يكشف التقرير أيضا جميع الأقنعة التي سقطت أمام أول اختبار لجهود استعادة الدولة، فيفضح الفاسدين تحت عباءة الشرعية والذين أثبتوا أنهم رجال عصابات لا يريدون استعادة الدولة بقدر ما يريدون الاسترزاق من الحرب وحالة الفوضى.
"جهود حثيثه أجل افتتاح مبنى مصلحة الجوازات"
منذ مطلع العام بدأ المقدم الدكتور منصور العبدلي بالتحرك من أجل اعادة افتتاح مبنى مصلحة الهجرة والجوازات بتعز نتيجة ادراكه لأهمية الجواز للمواطن وصعوبة الحصول عليه في ظل سيطرة الميليشيات على مقومات الدولة، فقاد جهودا مكثفة مع محافظ المحافظة ورئيس مصلحة الجوازات والهجرة ومدير أمن تعز العميد المغبشي.
في السابع من مايو قام المحافظ علي المعمري بترشيح المقدم الدكتور منصور العبدلي مديرا لفرع مصلحة الهجرة والجوازات في تعز بمذكرة مرفوعة إلى رئيس المصلحة اللواء محمد عبدالقادر الرملي الذي بدوره أصدر قرار تكليف مؤقت في الـ 17 من نفس الشهر بعد رفع ترشيحه إلى وزير الداخلية اللواء الركن حسين محمد عرب، كما قامت المصلحة بتسليم العبدلي المعدات اللازمة لتفعيل العمل من جديد.
"تدشين واعتداء"
وفي التاسع من يوليو الجاري دشن وكيل المحافظة رشاد الأكحلي والدكتور منصور العبدلي مرحلة العمل بفرع مصلحة الهجرة والجوازات بتعز في المبنى الواقع بمنطقة المرور، غير أن القائم بأعمال مدير أمن المحافظة العقيد/ محمد عبدالله المحمودي قام في اليوم التالي باقتحام مبنى المصلحة ومحاولو الاعتداء على مديرها الدكتور منصور العبدلي وألقى أوامره لمسلحيه باعتقاله أمام مرأى ومسمع عشرات المواطنين الذين حضروا لقطع جوازات بعد استبشارهم بإعادة افتتاح المصلحة.
وجاء هذا التصرف نتيجة فشل المحمودي في تعيين أحد أقاربه في منصب مدير مصلحة الجوازات بتعز، ليلجأ أخيرا لتكليف صادق قاسم المخلافي لادارة فرع مصلحة الجوازات والهجرة بعد أسبوع من طرده للمدير الشرعي ومحاولة الاعتداء والتهكم عليه بحجة عدم جهوزية المبنى وعدم توفر الامكانيات حيث شبهه بمكاتب السماسرة، دون أن يدرك المحمودي أنه يرتكب فضيحة قانونية من الطراز الكبير، فلم يحدث بكل العالم أن يقوم نائب مدير عام بتكليف مدير عام.
وقال مدير مصلحة الجوازات والهجرة بتعز الدكتور منصور العبدلي في تصريح خاص بموقع "الرصيف" منذ أن نزلت عدن في شهر يناير وأنا أتواصل مع العقيد المحمودي وأذهب لمنزله، وهو مطلع على كل الأعمال التي أقوم بها، ولكن اتضح لي أنه يريد فقط أن أجهز له كل شي وأسلمه الأجهزة وهو سوف يعين أحد أقاربه في المنصب، فعيونه على الجوازات التي كان يعمل فيها ضابطا عاديا ويريد أن يكون اليوم المحرك لها عبر قريبه".
ويضيف "العبدلي" جهزت كل شي وحملني رئيس المصلحة مسؤولية الأجهزة وألا نقوم بتركيبها إلا بعد أن نقيس الوضع الأمني، وهو ما تم الاتفاق عليه أيضا مع قيادة المحافطة، وعندما دشنا مع وكيل المحافطة رشاد الأكحلي العمل جن جنون المحمودي وجاء اليوم التالي للتدشين وهو يقول إنه لا يعترف بالوكلاء والحكومة الشرعية من الرياض ولا رئيس المصلحة، وإنه هو المسؤول عن الجوازات ولا دخل لأحد فيها وذلك بعد أن اقتحم المكتب بطريقة غوغائية بمسلحيه وأمرهم باعتقالي ونقلي للطقم ومن ثم تدخل المواطنون والموظفون وتراجع عن الاعتقال، ثم راح يعمل تكليف لزميل صادق المخلافي ليخلق تصادم بيني وبينه فيتخلص من الاثنين ويعمل من يحلو له، وهذا طبعا تدخل سافر دون أن يكون له أي صلاحية أو مسؤولية عن الجوازات وفقاً للقانون".
"البحث عن الأمن"
في ظل الانفلات الأمني الذي تعانيه تعز وضع الدكتور منصور العبدلي الجانب الأمني في أولوياته وهو يقوم بجهوده في سبيل استعادة نشاط المصلحة، فقام بتحرير عدد من المذكرات إلى الجهات الأمنية وقيادة السلطة الأمنية لتوفير الحماية الأمنية للمصلحة بما يسهل عملها.
لكن كل ذلك لم يمنع استهداف المصلحة واقتحامها بعدد من المسلحين والاعتداء على الدكتور العبدلي من قبل المحمودي الذي يفترض به أن يكون رجل الأمن الأول في المحافظة.
بعد هذا الاعتداء كان مدير المصلحة أكثر حرصا على استمرار المصلحة في قطع الجوازات للمواطنين والتخفيف من معاناتهم، ولهذا كان مضطرا للبحث عن الجهة التي توفر له الحماية الأمنية بما يمكن المصلحة من الاستمرار بتقديم خدماتها للمواطن.
وقال الدكتور منصور العبدلي في تصريحاته لموقع "الرصيف" تواصلت مع الكثير من القادة الأمنيين والعسكريين، فتواصلت مع قائد الشرطة العسكرية مرتين ومع العقيد عدنان رزيق رئيس عمليات المحور، ومع العقيد عبده حمود الصغير رئيس عمليات اللواء 17، لأكثر من مرة ومع وكيل المحافظة عارف جامل، وذهبت لقائد المحور أكثر من مرة، وأرسلت لهم مذكرة وكلما ذهبت لمقابلته يحتج مدير مكتبه بعدم وجوده،أيضاً أرسلت مذكرة معمدة من المحافظ إلى قائد القوات الخاصة في الخيامي عبر الواتساب واتصلت فيه ثلاث مرات وهو يتعلل بأنه سيرد لي خبر وبأنه سيتواصل بالمحمودي ولم يتجاوب معي إلا العقيد عادل عبده فارع "أبو العباس" الذي أعطاني مقر للعمل داخل مبنى شرطة الباب الكبير".
ويضيف "اتجهت إلى العقيد عادل عبده فارع "أبو العباس" وتفاجأت بأني أمام رجل دولة، همه أن تعود المكاتب الخدمية للعمل وخدمة المواطنين، فبمجرد تأكده من وثائقي أصدر توجيهاته بتجهيز المكان وتأثيثه، ووجهني بتأدية عملي طبقا للنظام والقانون حتى لا أقع في مخالفات، وأكد لي أنه لن يتدخل أي شخص في عمل المصلحة، واعطاني رقم العمليات الخاص بالجبهة للاتصال في حال وجود من يحاول اثارة الشغب مؤكدا لي أنه لن يسمح بأي تجاوز أو تدخل وأنه مع كل من يسعى لتفعيل وعودة المؤسسات.
ويتابع مدير الجوازات حديثه، قائلاً: " ما سمعته من الشيخ "أبو العباس"حول تفعيل مؤسسات الدولة لم أسمعه من أي شخص من قيادات تعز الذين تواصلنا معهم ولم أسمعه أيضاً من الأطراف الذين يتشدقون أنهم مع معاناة المواطنيين ومن يطالبون ليل نهار من الحكومة الشرعيه تفعيل عمل المؤسسات، والذين عندما بدأنا وبجهود ذاتيه العمل لتفعيل مكتب الجوازات للتخفيف عن معاناة المواطنيين وجدناهم يقفون صفا واحداً لعرقلة عمل المكتب وإغلاقه."
يضيف،مدير عام الجوازات،"نحن اكتشفنا اليوم من هم وراء تجميد عمل المكاتب التنفيذية واغلاقها بدواعي ومصالح شخصية أو حزبية أو مناطقية وتم معرفة الجميع على حقيقتهم".
ومن داخل قسم شرطة الباب الكبير الواقع في مربع العقيد "ابو العباس" باشرت مصلحة الجوازات عملها وقامت بتسليم أول دفعة من الجوازات وعددها 17 جوازا تم تسليمها لأصحابها على أن تستمر بالعمل في تقديم خدماتها للمواطنين وتسهيل الاجراءات وتذليل كل الصعوبات.
"أبوالعباس" نحن مع الدولة ومصلحة المواطن
العقيد عادل عبده فارع "أبو العباس" قال في تصريح خاص لموقع "الرصيف" إنه مؤمن بالدولة وبضرورة استعادة مؤسساتها وإن ذلك من ضمن الأهداف التي يقاتل ضد الانقلابيين من أجلها، مؤكدا أنه على استعداد كامل لتوفير الحماية الأمنية وتوفير مقرات في مربعه لكل مؤسسات الدولة من أجل خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم، فنحن يجب أن نكون في صف الدولة وتحقيق مصلحة المواطن ".
وقد باشر مدير مصلحة الجوازات والهجرة عمله في قسم شرطة الباب الكبير في خطوة يصفها الكثيرون بأنها خطوة مهمة في سبيل استعادة المؤسسات الخدمية، وقد عكس المواطنون فرحتهم بهذه الخطوة من خلال التفاعل معها بايجابية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذا من خلال توجههم إلى قسم شرطة الباب الكبير للحصول على جواز سفر يوفر عنهم عناء الحصول عليه من العاصمة المؤقتة عدن.
"ردود أفعال"
مكتب الوكيل الأكحلي وفي بيان صحفي صادر عنه اعتبر ما قام به المحمودي "خطوة غير محسوبة" واتهمه بــ "خلق حالة من الفوضى في مكتب الجوازات والتهجم على المدير المعين كمدير من رئيس المصلحة بناءً على عرض من المحافظ " محذرا من "ممارسة اغتصاب الوظيفة العامة" ومؤكدا أن "ممارسة كهذه تعزز تعويم الفوضى" .
وشدد البيان أن على قائد المحور "دور من موقع مسئوليته تأمين مؤسسات الدولة التي لا ينبغي أن تدار بتصرفات بهلوانية صوناً للشرعية وحماية مؤسسات الدولة وفقاً للقانون واجراءات حماية المؤسسات الحكومية ".