صحفية عدنية تكتب عن البلدة الجنوبية التي هجرها الشماليون فتحولت إلى (خراب)

الاربعاء 26 يوليو 2017 - الساعة 02:38 صباحاً
المصدر : متابعات

 

 


لسنوات طويلة سار عشرات المحتجين من الحراك الجنوبي على طول شارع طويل ببلدة العين الواقعة بمديرية لودر بمحافظة أبين وهم يرددون شعارات تنادي باستقلال الجنوب عن الشمال .

 

"العين" هي إحدى بلدات محافظة أبين جنوب اليمن واحد المدن التي شهدت ازدهارا ضخما استمر لاكثر من عشرين عاما قبل ان يتوقف فجأة مع اندلاع وانتهاء الحرب الأخيرة .

 

تقع "العين" إلى الجنوب من مديرية لودر بمحافظة أبين ورغم كبرها واتساعها إلا أنها لم تتحصل على صفة مديرية حتى اليوم .

 

شهدت المدينة خلال 15 عام مضت حالة من الازدهار التجارية تمثلت بفتح قسم شرطة وافتتاح عدد من المدارس الجديدة بالإضافة إلى اسواق  تجارية متعددة وعدد كبير من المطاعم .

 

عرفت "المدينة" بأنها احد ابرز مدن محافظة أبين التي احتضنت المئات من  القادمين من محافظات الشمال والذين تمكنوا خلال سنوات قليلة من المساهمة في حالة الازدهار التي عرفتها المدينة .

 

فتح الشماليون في المدينة عشرات المحال التجارية المتنوعة مابين المطاعم والسوبرماركات والمتاجر الصغيرة ومحال بيع الاقمشة والملابسة ومراكز صيانة السيارات .

 

وبدأ الازدهار الفعلي للمدينة مع حلول العام 1999 واستمر لاحقا لسنوات طويلة وتمددت المدينة بسبب حالة الازدهار شرقا وغربا وبات في المدينة أكثر من محطة وقود ومعارض لبيع السيارات .

 

ومع اندلاع الحرب الأخيرة شهدت المدينة مواجهات مسلحة وسيطر عناصر من ميليشيا الحوثي عليها  ومع انتهاء الحرب اتخذ قرار مفاجئ وهو طرد كافة العمالة المنحدرة من مناطق الشمال من هذه المدينة .

 

واغلقت المتاجر والمطاعم ومراكز صيانة السيارات التي يملكها شماليون ابوابها وغادروا المدينة لاحقا .

 

وتسبب الأمر بحالة من الركود التجارية الضخمة وحاول تجار محليون من أبناء المنطقة تغطية العجز الحاصل لكنهم فشلوا في ذلك .

 

كانت المدينة تعج باكثر من 14 مطعم وباتت اليوم تملك مطعم واحد فقط في حين كانت محال تجارية مزدهرة اغلقت هي الأخرى ابوابها في وجه الآلاف من المواطنين .

 

خلال السنوات الماضية كانت العين كمدينة صغيرة موقفا يتوقف فيه الآلاف من المسافرين في طريقهم إلى محافظات أخرى لكنها ومنذ سنوات قليلة تحولت إلى مدينة تمر فيها السيارات مسرعة خصوصا مع تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.

 

لم يعدد ممكنا مشاهدة شيء اليوم وسط الشارع العام لهذه المدينة إلا بضعة أشخاص يتجولون واكياس بلاستيكية تدفعها الرياح إلى جهة مجهولة.

 

"لودر" المدينة القريبة من العين لاتزال تعج بحركة تجارية ضخمة جدا حيث لايزال مسموحا لكل الناس بالعمل فيها بما فيهم مواطنون من الشمال.

 

في لودر لايزال "محمد العامري" وهو تاجر من محافظة إب اليمنية الشمالية يمارس التجارة في المدينة دونما اي قيود لكنه لايزال يحن إلى مدينة العين المجاورة التي كان يملك فيها عدد من المحال التجارية قبل ان تغلق مؤخرا .

 

يقول "العامري" انه يتمنى العودة إلى العين لممارسة نشاطه التجاري ويؤكد ان التجارة يجب الا تقرن بإي اراء سياسية أو غيرها .

 

يوافق قطاع كبير من الناس التي تضررت بوقف حركة التجارة في مدينة العين هذا الرأي ويرون انه يجب ان يعاد النظر في قرار اغلاق المحال التجارية التي يملكها شماليون في المدينة الصغيرة .

 

يحلم الأهالي بإن تعود مدينتهم إلى عهد ازدهارها السابق .

 

يقول محمد الخضر سالم وهو من أبناء مدينة العين لعدن الغد ان بلدة مجاورة هي "امصرة" استفادت من قرار منع التجار الشماليون من العمل حيث تحولت امصرة البلدة الصغيرة النائية خلال عام واحد إلى سوق كبير ومزدهر يتعاظم يوما عن يوم .

 

تمثل مشكلة مدينة العين نموذجا صارخا لحالة التداخل الكبيرة بين السياسة والتجارة في اليمن وكيف يمكن ان تدفع مدينة ما ضريبة السياسية في حال ما مورست بشكل "خاطئ".

 

يدافع آخرون من أبناء مدينة العين عن قرار طرد التجار الشماليين من المدينة ويقولون أنهم لن يقبلوا بعودة إي شمالي مهما كان الثمن.

 

صحيفة " عدن الغد "

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس