مَعْبَرْ لله يا محسنين.. مأساة تعز والشرعية والتحالف
الاحد 13 أكتوبر 2019 - الساعة 05:14 صباحاً
د.عبدالقادر الجنيد
مقالات للكاتب
تعز، مدينة محاصرة مقصوفة ومحاطة بحقول الألغام والقناصة الحوثيين.
ويعاني سكانها الأمرين في الدخول والخروج وزيارة أهاليهم والسفر والبحث عن العمل والعلاج وفي وصول التموينات الغذائية والاحتياجات اليومية ونقل البضائع.
لا يعرف العالم كثيرا عن مأساة تعز، وإن كانت قد دخلت في متاهات الأمم المتحدة واتفاقية ستوكهولم وغمغمات جريفثس غير المجدية.
صاحب الكلمة الأولى والأخيرة والذي لا يمكن أن يتخطاه أحد في فك حصار تعز، هو "السيد" عبدالملك الحوثي، الكامن في صعدة والذي يتسبب في خراب وتدمير كل اليمن من مخبأ في مكان نائي من جبال مرَّان.
والحوثي، لا يمكن أبدا أن يفك حصار تعز مجانا.
له خمس سنوات وهو يتفنن بتلغيم كل طريق وكل درب مأهول أو غير مأهول حول تعز.
وخلف كل حقل ألغام هناك شخص واحد وأمامه عدة حُفَرْ.
حفرة بها بندقية قنص وحفرة بها مدفع م.ط. وفي بعض الأماكن ربما حفرة بها مدفع صغير.
ويتنقل هذا التابع للحوثي بين الحفر، مرة يطلق طلقة رصاص قناصة ومرة طلقة أكبر من مدفع م.ط. ومرة قديفة معتبرة من مدفع إلى أي حي سكني يختاره.
ويكرمونه بربع دجاجة ورز وبطاط وسحاوق وقت الغداء، وكُدَمْ وفول وقت الصبوح والعشاء.
ويمكن حبة عصير معلبات
لكن أهم ما يترقبه وينتظر وصوله هذا الحوثي الميليشياوي بشوق وترقب كل يوم، هو كيسين قات وباكت أو باكتين سيجارة وكيس صغير شَمَّة (بودرة تمباك) أو بُرْدُجان.
بالنسبة لهذا الحوثي الميليشياوي القادم من على بعد مئات الكيلومترات، فإنه يعتبر هذا النوع من الحياة رفاهية وأكبر متعة في الوجود.
أكل ببلاش ، وتخزين قات مرتين في اليوم بعد الظهر حتى العشاء، ثم سهرة مع كيس القات الثاني حتى يِطَنِّنْ ويِغَرِّبْ ويِشَرِّقْ ولا عاد يكون سائل أو حَنِبْ بقريب أو بعيد.
ويتمنى بأن يديم الله هذه النعمة وألا يغير "السيد" رأيه ويقوم يتهابل ويفك حصار تعز.
لكن هو في نفس الوقت متأكد بأن "السيد" لن يفكر ولا لحظة بأن يخرجه من بين هذه الحفر والبندق والمدافع.
والحوثي، يعرف ما يريد القبيلي من ربع الدجاجة وكيسين القات والشَّمة.
سابر
الدنيا سابر
والله يديمها نعمة
والناس يقولوا بأن الحالي والحلو ما يكملش، إلا أن هذا القبيلي المُطَنِّنْ الشابع يقول : إلا هنا الحلو كامل.
جالس يقنص ويقصف الناس ويأكل ربع دجاجة ويتلقم شمة ويخزن قات، والناس اللي قدامه ولا عرفوا يتصرفوا أو يطلعوا بفكرة.
والله يديمها نعمة.
ويديم هذا الحلو الكامل.
الحوثي، لن يفك حصار تعز هكذا ببلاش
الحوثي، لا يخسر شيئ في حصار تعز
الحوثي، يكسب مليارات بحصار تعز
الحوثي، يكره هؤلاء المحاصَرين وهو يعلم بأنهم يكرهونه أكثر
الحوثي، لن يفك الحصار إلا وقد أخذ دُرَر
الحوثي، لن يفك الحصار إلا وقد أوضح للقاصي والداني بأنه الآمر الناهي المبهرر
الحوثي، إذا فكر، فسيتنازل ويتعطف بمنفذ أو معبر وسيفتخر ويتبختر
الحوثي، سيختار أيضا لمن يتفضل عليه من الجانب الآخر بفضل فتح المعبر
الحوثي، إذا فتح المعبر فلن يتردد بقفله لأقل سبب فذلك المُطَنِّنْ سيبقى مكانه هناك بين الحُفَر