ثغرة للنور أم صدِام في جدار؟
الاحد 27 أكتوبر 2019 - الساعة 02:47 صباحاً
على قارعة الطريق في شبوة ظل صاحب سيارة هايلوكس ينازع الموت بعد تعرضه لحادث اصطدام من قبل موكب أحمد الميسري ومرافقه صالح الجبواني..
عاد الميسري والجبواني إلى شبوة وحضرموت ومأرب ضمن تنسيق دعائي يجعل تقبل السقوط وانتهاء الدور مقبولاً..
إن أكبر خدمة يقدمها وزيرا الداخلية والنقل لليمن هو إيقاف فسادهما والقيام بعملهما ومسؤولياتهما بأمانة وصدق وإخلاص وليس بالنضال الزائف والادعاء في الإعلام..
والعصا التي يحملها الميسري والكلاشنكوف الذي يحمله الجبواني فرقعة فقط إذ لم تجدِ نفعاً عشرات الآلاف من القوات والألوية العسكرية في أحداث عدن التي غادراها هاربين مثلما رئيسهما المتذاكي من قبل وكان اللقاء بالرياض.
وهناك مسؤولون كثر يدعون حماية السيادة ويتدثرون بالوطنية ويقدمون أنفسهم كأبطال سجلهم بالإنجاز منعدم وما يملكونه تاريخ من المزايدات والصوت المرتفع وسجل الفساد وبعضهم مخضرم عاش في عصر الرئيس صالح فاسداً والآن في زمن هادي "التفكيكي"فاسداً ومغرداً..
تابعوا ما يقوله صالح سميع محافظ المحويت واسألوه عن إنجازاته كمثال لآلهة الانتهازية..
لم يحدث في تاريخ اليمن منذ الدولة الرسولية أن أهان حاكم يمني بلاده والقانون والوظيفة العامة كما فعل الرئيس عبدربه منصور هادي.
ولم يحدث بالتاريخ أن استغل أي رئيس ولو رئيس عصابة الشرعية الممنوحة له وأحالها من منظومة إلى رداء شخصي كما فعل عبدربه منصور هادي.
قد يتفهم اليمنيون انتهازية هادي وفساد نائبه ولؤم وانتهازية قادتهم السياسيين وحقارة تجار الحرب وبطولات الفاسدين بحكم التجربة وتاريخ طويل من الفشل بعد خمس سنوات من الحرب.
لكن ما لا يمكن تفهمه أنه رغم الانسجام العالي الذي تتسم به علاقة السعودية والإمارات على مستوى القادة والتحالف الوثيق بينهما كضرورة للحفاظ على أمنهم القومي ظلت أصوات من الرياض لمسؤولين بالحكومة الشرعية ولسياسيين يمنيين وقنوات رسمية ممولة من الرياض يوجهون أقذع وأبشع أنواع الاستهداف والقدح ضد الإمارات وقيادتها علناً دون أن يكون هناك موقف أو حتى اعتراض، فيما العكس مستحيل حدوثه من أبوظبي ضد الرياض.
الاحتمال الممكن حدوثه أن الرئيس عبدربه منصور هادي استطاع خلق تحالفات خلال سنوات الحرب مع شخصيات سعودية وسطية لها علاقة بالملف اليمني توثقت بالمصالح والمنافع وتجارة الحرب.
وهو ما يردده أولاد الرئيس هادي والمقربون من الرئيس في مجالسهم كتأكيد ودليل على قوتهم وثقتهم باستمرار حكمهم أمام الآخرين.
لكني أكاد أجزم للسعودية وقيادتها أن الرئيس عبدربه منصور هادي ليس صديقاً أو محباً للمملكة بل وغد ولص يمارس خسة دور الضحية..
لذلك ينتظر اليمنيون عودة رئيسهم إلى عاصمتهم المؤقتة عدن ولديهم خياراتهم في التعامل مع رئيس ظل أعواماً برغبته واختياره بالرياض ويريد أن يطل كذلك في قادم الأيام.
عموماً من المفروض أن تهدأ النفوس مع اتفاق الحكومة والمجلس الانتقالي برعاية التحالف لكن نظرة واحدة باتجاه ما يحضره الإخوان في الجنوب وما يحاول زرعه الميسري والجبواني من ألغام لا يبشر بأن السلام قادم بل إن دورة عنف وصراعات جهوية ومناطقية تشبه ما حدث في 86 يراد لها أن تعود من جديد.
وأخشى أن تغرق المملكة بعد الاتفاق في الجنوب كما غرقت بالشمال وأن تفتح مغادرة الإمارات الباب لابتزاز السعودية وتحميلها أوزار لا تستحقها وهي التي وقفت وساندت ومولت استعادة الدولة وما زالت قائدة للحرب والتنمية..
والمؤمل أن يفتح الاتفاق باباً للأمل للسعودية لتقوم بعملية تصحيح ومراجعة داخلية في طريقة التعاطي في إدارة ملف اليمن وشخوصه أولاً وفي إيجاد الإصلاحات اللازمة في منظومة الشرعية ثانياً.
إن أجمل ما في الاتفاق رغم تبعات ما بعده على التحالف أنه فتح الطريق لإزاحة شخصيات في مركب الشرعية من أمام مستقبل اليمنيين ودولتهم ليبقوا مغردين في تويتر وكفى..
لقد غادرت الإمارات المشهد بعد أن ظلت شماعة يعلق عليها الآخرون فشلهم وعلينا أن ننتظر القادم بقليل من الأمل وكثير من التفاؤل..
ويبقى السؤال:
هل يفتح اتفاق "الرياض" ثغرة للنور والدولة والقانون أم يكون اتفاق شراكة2 لدخول الجنوب في جدار الصراع المناطقي؟
هل يفتح الاتفاق الباب لتوحيد الصف وخلق معركة وطنية جامعة عنوانها وهدفها الحوثي واستعادة الدولة.. أم يكون ميلاداً لصراع أطراف داخل الشرعية يدفع ثمنها اليمنيون والسعودية؟