تعبنا منكم..
الاحد 03 نوفمبر 2019 - الساعة 05:37 صباحاً
قال لي صديقي في احدى الجلسات: كنا نأمل من الأحزاب اليسارية والاحزاب التي كانت لها سيط في الوطن العربي، بأن تقدم مشروعاً وطنياً في بنا الدولة المدنية التي ظل يبحث عنها المواطن منذ 1962 ، لكن اصبحت كل هذه الأحزاب تحلم بأن تتقرب من السلطان أو الحاكم ؛ لضمان مقعده في احدى الإنتخابات البرلمانية أو نيل حصته من الدولة ؛ ليسكت عن أي مشروع كان يحمله.
عن الكتل السياسية اتحدث، اليوم الشعب اليمني تعب من وجوهم واكاذيبهم ،سلم المواطن زمامه وكل اماله للأمل، الذي ظل يغالط فيه اكثر من ست سنوات، أمل توقف الحرب، أمل المصالحة الوطنية، أمل صحوة الكتل السياسية الهشة التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه.
اليوم وبالذات وبعد مرور ست سنوات من الحرب، الكل يتحدث عن الساقطون الفاشلون، العاجزون ،المتحدثون كثير، بأنهم يدافعون عن الوطن،والحقيقة التي عرفنها بأنهم هم من دفعوا بنا الى هذه الهاوية.
متى يا صديقي سنقول لهم انا وانت كفى تعبنا.
اليوم اصبح المواطن يطلب أن يتنفس الحرية، وبعيداً عن حزبه الذي ينتمي اليه بعد أن صاروا محاصرين من قبل قادتهم، تلك الأحزاب التي بُنيت ويمكن أن نقول التي كتب مشروعها الحزبي ما يسمى بالرئيس او القائد للدولة التي كانت ربما أن تكون.
سأقولها بلغة حبنا لوطننا سئمنا منكم ،وتعبنا، من وجوهكم الملطخة بالدماء، وان لم تكن ملطخة بالدماء، فقد تلوثت بفسادكم وتجارتكم بالمواطن الغلبان، المواطن المحاصر ببنادقكم وتجليات جبروتكم، وايضاً الخضوع لدول الجوار او بالمعنى الصحيح الإرتزاق الوطني كما تزعمون.
تعبنا منكم بعد أن ضاعت هوية الوطن، وتحويلها إلى فصائل ملقحه بالدماء واصبحنا مشتتين في جميع الوجهات والطرقات، لم يبقى لنا غير أن نرى سماسرة الحرب والمفسدين في البلد يعيشون بكل اريحة ويخدوعنا بالأماني الكاذبة والبيانات الوهمية التي تبقت لدى الأحزاب السياسية الأحزاب الهشة.
تعبنا من كل الفصائل المتواجده على الأرض بعد أن استحوذتم على خيرات البلد التي خبأتم خيراتها في بطونكم تحت غطاء الدفاع عن الوطن، ونسيتم ذلك المواطن الذي اكل الشجر وربط على بطنه الحجر، وهو يجلس امام احدى خيمات النزوح ينتظر ساعة الأنتصار او ساعة الحسم لإعادة ما حلم به منذ الصغر.