فوبيا الانقلاب.. والخوف المتبادل في تعز

الاثنين 04 نوفمبر 2019 - الساعة 04:51 صباحاً

 

 مثل الملدوغ الذي يخاف من الحبل، تعاني سلطة الأمر الواقع في تعز. مخاوف مبالغ بها من إمكانية حدوث انقلابٍ عليها في هذه المدينة، على غرار الانقلابات التي سبق أن تعرضت أخواتها للدغاتها في صنعاء وعدن.!

 

هي أصلاً لم تصبح سلطة أمر واقع في هذه المدينة إلا عبر سلسلة من الانقلابات المرحلية على شركائها في الحرب والسياسة خلال السنوات العصيبة الماضية.

 

هذا بحد ذاته يدفع على الحذر، وإن كان لا يبرر أن يصل الأمر حد الفوبيا، التي تجعل "الإخوان" يخافون من كل شيء، ومن اللاشيء، ويحسبون كل صيحةٍ عليهم، وكل نشاط أو تحرك.. لغيرهم. محاولة انقلاب.!

 

التنمر الذي يظهرونه تجاه غيرهم، معظمهم شركاء، تلويحهم باستخدام السلاح في وجوه عُزّل، بعضهم نساء وأطفال. التجييش والسعار والحملات والطوارئ.. على الصعيد الإعلامي ضد شركائهم المفترضين.. كلها من أعراض هذه اللوثة وما تسببه من ارتباك يجعلهم يغرقون في كأس ماء.!

 

في كل حال لا شيء يبرر لجهة انقلبت على رئاسة الجمهورية. الذعر من الحزب الناصري الذي لا يمكنه حتى الانقلاب على إدارة مدرسة.!

 

لا شيء يبرر لهم، وهم أباطرة الميديا والإعلام الرقمي، القلق من مفسبكين بسطاء لا يمكنهم حتى تقليب صفحات حساباتهم من ضعف الأنترنت.!

 

هذا التخويف هو مظهر طبيعي لمخاوف غير طبيعية دفعت هذه الجماعة للصدام بكل الأطراف، واستعداء كل الجهات، والتعامل بريبة وعدائية، مع كل شيء خارج المقر، أو غير صادر منه.

 

في المحصلة الخوف المتبادل هو سيد الموقف في تعز، وانعكس هذا سلباً، وأحياناً بشكل كارثي على مجمل الأوضاع في المدينة:

التفلت، التسيب، الفوضى، القذارة، تفشي الجريمة.. تعود جزئياً إلى كون هذه السلطة منشغلة كلياً عن مسئولياتها بمصارعة طواحين الهواء، ومحاربة انقلابات مفترضة.!

 

تعز هي الضحية، هذه الفوبيا باتت هي صاحبة السلطة، وعلى ضوئها تترتب الأولويات، وتُوظف الإمكانات والمقدرات.. وفق حسابات خاصة، وعلى حساب الاحتياجات الحقيقية والمطالب الموضوعية لهذه المدينة التي كانت حالمة قبل هذه الكوابيس.

 

قليلاً من العقل والهدوء أيها القوم: الانقلاب الذي تخافون منه قد لا يتم، وإذا تم فلن يتم من داخل المدينة، وإذا تم من داخل المدينة، فسيكون السبب هو هذه الفوبيا التي جعلتكم جماعة في مواجهة الجميع.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس