اليمن تحتاج دولة..!!

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - الساعة 03:30 صباحاً

 

اليمن ليست بحاجة لمزيد من الصراعات والتشرذم واللعب على المتناقضات ، وإثارة النزاعات لغرض إدارة اليمن بالأزمات ، ومن خلال المتناقضات و توظيفها في معارك بعيدة عن لب القضية اليمنية. المتمثلة في غياب دولة المؤسسات والعقد الإجتماعي الذي ينظم العلاقة بين السلطات والشعب.

 

ليكن لليمن قضيتها بعيداً عن صراعات الإشقاء ، الذين نأمل منهم ان يكونوا على مسافة واحدة من القضية اليمنية. بدلاً  من خوض حربهم وصراعهم فيما بينهم باليمنيين ، هذا جُرم كبير وظلم جائر ، يزيد من أزمة اليمن ويفاقم وضعه ، ويجعل من هذا البلد المنكوب في مواجهة مفتوحة مع قوى إقليمية ودولية. وهو ليس خياره ولا قراره ، ولكنه سيتحمل وزر كل هذه الأخطاء والحماقات ، فيما هو احوج ما يكون للإنفتاح على محيطه الإقليمي والدولي اكثر لكي يتسنى البناء والتنمية ، وهذا لن يتم الا في ظل وجود الأمن ، والأمن مرتبط بوجود دولة المؤسسات ، ودولة المؤسسات لا يمكن ان تُبنى في ظل هذه التعقيدات والصراعات ، التي يغرق فيها اليمن كجسم انفاسه يستنشقها من خارج حدوده الوطنية..!!

 

ومما لا شك فيه ان خمس سنوات حرب خاضها اليمن بدون رافعة سياسية ، وبرنامج اقتصادي ، وتاه فيها بين تقديم الولاء وتنفيذ الخدمات..  تكفي لكي يتعلم اليمنيين انه بدون يمنيتهم لا يمكنهم ان ينجزوا شيء ، ولا يقدموا شيء ، مهما اجتهدوا كوكلاء؛  لابد ان يعودوا الى يمنيتهم. فهي لحظة الخلاص من كل الشرور.. ولتكن هي المحددة لطبيعة العلاقات مع الإقليم ، والمجتمع الدولي ، بما يحقق مصالح الشعب ، ويحافظ عليها ويجلب المزيد من الإستثمار والشراكة في تطوير القطاع الاقتصادي والتعليمي ، وبما يضمن خلق مزيد من فرص الإبتعاث وتطوير القدرات وتأهيل المورد البشري وتنمية قدراته ، لأن المورد البشري هو الثروة الحقيقية التي لا تنضب ولا تُعدن ولا تجلب الأطماع كما هو واقع الحال.

 

وهذا كله لن يتم الا بوجود دولة مؤسسات وطنية قائمة على اساس علمي ، وفق قانون يحدد المهام ، وطبيعة العمل المؤسسي. ومغادرة ذهنية عمل اللوبي المناطقي، واللوبي الحزبي ، داخل مؤسسات الدولة التي نروجها ونجاهد لبنائها. لأنها تمثل الحل للمعضلة الكبرى التي يعانى بسبب غيابها اليمنيين في شمالهم والجنوب وشرقهم والغرب..  وسيأتي يوم في المستقبل وقد رست دعائم هذه الدولة ، حينها سيحدد قادة هذا المستقبل طبيعة علاقات اليمن مع اشقاءها ومحيطها الإقليمي والدولي ، من خلال ما قدموه من تعاون واسهامات، فمن عمل وفق ما تم سيكون دون شك له قدراً كبير من الإستثمار والتعاون في مجالات امنية واقتصادية. اما من وقف عائقاً بكل تأكيد سيواجه ما صنعه ، لأن المستقبل له قادته الذين يتخلقوا من بين ركامه واشلاءه وحطامه. هم هؤلاء من سيصنع علاقاته ويحددوا طبيعتها وفق منهج وبرامج وليست رغبات او عواطف او بذل مزيداً من الخدمات. لأن من يرتهن ويفضل ان يكون اداة لا مستقبل له ومصيره الكمد ، ولا مستقبل الا لمن يقدم مصلحة شعبه على اي مصلحة اخرى..  لأن الشعوب هي صاحبة الفصل والقرار ، مهما طال الإنتظار ،فأن هذه اللحظة قادمة لا محالة ، ولا يمكن لأحد ان يقف امامها مهما خلق من أزمات ، ومهما عزز حضور الصراع واحياء النعرات. كل ذلك سينتهي لأن خمس سنوات حرب خاضها اليمنيين بدون برامج ولا روافع ولا محددات تعني لهم الكثير ، لأن المراجع تعددت ، وكل يوم هي في ازياد ، ولا شيء منها يطبق ، ولا يمكن للمناطقية ان تُعمر ولا للطائفية ان تدوم مهما كان قوة رعاتها. فدولة المواطنة هي الحل وهي السقف الذي سيسود ظله اليمنيين في مواجهة كل المشاريع التي يرفضها العقل والضمير ومنطق الحياة في فقه اليمنيين.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس