أخرها في صعدة .. خذلان شرعية الإخوان لانتفاضات القبائل بوجه الحوثي يفضح متاجرتها بالحرب
الخميس 05 أغسطس 2021 - الساعة 10:00 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
تسلط الأحداث التي تشهدها مديرية مجز بمحافظة صعدة (معقل جماعة الحوثي) ، الضوء على ملف تعامل شرعية الإخوان مع الانتفاضات القبلية ضد جماعة الحوثي ، كأحد اهم الأدوات لحسم المعركة في اليمن ضد الجماعة.
حيث تفيد مصادر إعلامية باندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين قبائل بني حذيفة في منطقة رغافة بمديرية مجز بسبب محاولة قيادات حوثية السطو على أراض زراعية لقبائل بني حذيفة.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد تصاعد التوتر بين القبائل ومليشيات الحوثي ، اثر اعلان القبائل النفير وحمل السلاح في وجه الميليشيات ودعوة قبائل صعدة لمساندتها في ذلك ، مع سحب مقاتليها من جبهات الحوثي.
وتقول المصادر بأن المواجهات التي اندلعت منذ يومين أُجبرت المليشيات على التراجع إلى حدود منطقة رغافة رغم حشود المليشيات مقارنة بالقبائل ، ما أجبرها للقبول بوساطة قبلية لتهدئة الموقف كتكيك حوثي لاستقدام تعزيزات وترتيب الصفوف لهجوم عنيف ضد القبائل.
وتعيد هذه الاحداث التذكير بتعامل الشرعية المسيطر عليها من قبل الاخوان مع الانتفاضات التي قامت بها عدد من قبائل اليمن ضد جماعة الحوثي وكان مصيرها السحق نتيجة الخذلان من قبل الشرعية ، التي يرابط جيشها في مديرية باقم المجاورة لمديرية مجز.
مشهد يكاد يتطابق مع ما شهدته منطقة "حجور" بمديرية كشر محافظة حجة، وفي مطلع العام 2019، بأكبر انتفاضة قبلية ضد الميليشيات، وصلت إلى حدود محافظة عمران، واستمرت لنحو شهرين قبل أن تتمكن عناصر الحوثي من وأدها والقضاء عليها بطريقة وحشية، وقامت بملاحقة أبناء القبائل وتفجير منازلهم.
حيث ذلك في حين كان جيش الشرعية يتابع كل ذلك من مسافة قريبة لا تزيد عن 25 كم من أراضي حجور وهي تستباح من قبل مليشيات الحوثي، للتحول قصة سقوط حجور وخذلانها الى محاكمة مفتوحة للشرعية وقياداتها من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، أجمعت أرآهم بإدانة الشرعية بتهمة الخيانة بالإضافة الى ازدياد تآكل شعبيتها وفقدت التفاف الشعبي حولها لتكرار الهزائم و هذا الخذلان .
كانت أصابع الاتهام تتجه مباشرة نحو الجماعة المسيطرة على قرار الشرعية والى نائبها الجنرال علي محسن الأحمر تحديداً الذي يتولى فعليا الملف العسكري داخل الشرعية ، منذ تعيينه في هذا المنصب في إبريل 2016 م بدلاً عن خالد بحاح ، بعد ان نجحت جماعة الإخوان في اقناع الرئيس بالخطر الذي يحيق به من توجه امريكي لفرض بحاح رئيساً توافقياً لليمن بدلاً عنه.
ولم يكن ذلك المبرر الوحيد للإطاحة ببحاح وتعيين الأحمر ، بل ساق اعلام جماعة الإخوان وناشطيها حينها جملة من المزاعم لفوائد هذا القرار ، كان على رأسها ان تعيين الأحمر سيعجل من حسم الحرب في الشمال بعد اكتمال تحرير المحافظات الجنوبية.
صور اعلام جماعة الإخوان وناشطيها ان التأثير الذي يملكه الأحمر على قبائل شمال الشمال ، سيكون اشبه بورقة (الجوكر) التي ستسحم الحرب في أشهر وتهزم الحوثي بالضربة القاضية عبر التواصل مع القبائل واقناعهم بالوقوف مع الشرعية.
اليوم وبعد خمس سنوات من هذه المزاعم التي ليس أكثر من تسويق الرجل عند التحالف والسعودية بالتحديد ، لم يظهر للرجل أي دور في تحريك ورقة القبائل ضد مليشيات الحوثي ، بل على العكس كان هو المتهم الأول في خذلان كل الانتفاضات التي قامت بها القبائل ضد المليشيا الحوثي المتمردة على الدولة.
بدأ بانتفاضة قبائل "عتمة" في ذمار مطلع 2017، والتي انتهت باستباحة مناطق عتمة وتفجير منازل المعارضين، مروراً بانتفاضة قبائل حجور مطلع عام 2019م ، وانتفاضات قبائل البيضاء المستمرة منذ عام 2015م وفي أغلب مديرياتها ، كان أخرها انتفاضة قبائل "آل عواض" في مديرية ردمان العام الماضي، سبقها انتفاضة قبائل منطقة "الحيمة" بمديرية التعزية محافظة تعز، مطلع يناير من العام الجاري.
وأحدث هذه الانتفاضات ، ما شهدته مديريات "المطمة والمتون والغيل، والحزم" بالجوف من انتفاضة قبلية ضد الميليشيات مطلع شهر يوليو الماضي وكبدت مليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، لم تستفد منها الشرعية رغم انها على مقربة من جبهاتها العسكرية.
مشاهد وأحداث كثيرة لخذلان الشرعية لأي تحرك تقوده القبائل في مناطق الشمال ضد مليشيات الحوثي الانقلابية ، خذلان لا تفسير له سوى رغبة جماعة الإخوان والأحمر في التحكم بالحرب استثمار ملف الحرب في اليمن لأطول مدة ممكنة ومنع أي خطوة لحسم المعركة ضد جماعة الحوثي.
فجماعة الاخوان وجنرالها العجوز يدركون ان القبائل في الشمال هي في الأخير العامل الحاسم في بقاء او زوال مليشيات الحوثي ، فهي المخزون البشري للمقاتلين ، ومن دونها ستعود جماعة الحوثي الى وضعها الحقيقي ،مجرد فكرة عنصرية تعشعش في رؤوس السلالة الهاشمية.